عواصم - (وكالات): اعتبر موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن المفاوضات «غير المباشرة» بين الحكومة والمعارضة السوريتين ستبدأ عملياً في 10 مارس الحالي في جنيف على أن يصل المشاركون تباعاً، فيما أفادت وكالات إيرانية بمقتل ضابط من الحرس الثوري وتشييع 6 من ميليشيات لواء «زينبيون» الباكستاني، قتلوا أثناء المعارك ضد المعارضة السورية بريف حلب الشمالي، خلال الأسبوع الماضي، في حين قصفت قوات الرئيس السوري بشار الأسد بالمدفعية حي المنشية الخاضع لسيطرة المعارضة في درعا البلد جنوب سوريا، في انتهاك آخر للهدنة التي تدخل يومها الثامن، وفي هذه الأثناء وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 37 انتهاكاً للهدنة حتى أمس الأول. من ناحية أخرى، انتخب الائتلاف السوري المعارض خلال اجتماع في مقره في إسطنبول أنس العبدة رئيساً جديداً له خلفاً لخالد خوجة المنتهية ولايته.
وقال دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة «الحياة» نشرت أمس «نيتنا أن نطلق العملية مجدداً بدءاً من 10 مارس الحالي». وفشلت جولة أولى من تلك المفاوضات عقدت بداية فبراير الماضي في جنيف، ما أجبر دي ميستورا على تعليقها إلى الـ25 من الشهر ذاته، ليعود ويرجئ انعقادها حتى 7 مارس ومجدداً حتى التاسع منه. واعتبر دي ميستورا أن «وقف العمليات العدائية هش وليست هناك ضمانة بالنجاح، لكن هناك تقدماً وكان مرئياً ولا يمكن لأحد أن يشكك به. ويكفي أن تسأل السوريين، وسيقولون ذلك».
وأدخلت الأمم المتحدة خلال الفترة الأخيرة، بموجب اتفاق ميونيخ بين الدول الكبرى، مساعدات إلى مناطق محاصرة عدة، كان آخرها الجمعة إلى الغوطة الشرقية لدمشق.
وفي هذا الصدد قال دي ميستورا إنه خلال الفترة الأخيرة «دخلت أكثر من 200 شاحنة إلى مناطق محاصرة والى 115 ألف شخص»، متسائلاً «هل هذا كاف؟ لا، أبداً. لدينا أكثر من 300 ألف شخص آخرين».
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 135 شخصاً قتلوا في الأسبوع الأول من الهدنة الجزئية في المناطق التي يغطيها اتفاق وقف القتال في سوريا مما يسلط الضوء على مدى هشاشة الاتفاق قبل بضعة أيام من سعي الأمم المتحدة لاستئناف محادثات السلام، مشيراً إلى أن «552 شخصاً قتلوا في المناطق التي لا يشملها الاتفاق». وفي بيان منفصل، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الدوري الخاص بتوثيق ما أطلقت عليها مجازر -حددت كلاً منها بأكثر من 5 قتلى- ارتكبت من قبل أطراف النزاع.
ووثق التقرير حدوث 40 مجزرة، هي 13 على أيدي القوات الحكومية، و21 على يد القوات الروسية، و3 على يد فصائل المعارضة السورية المسلحة، ومجزرتان على يد تنظيم الدولة «داعش»، وواحدة على يد جهات لم يحددها.
وأشار إلى أن تلك المجازر تسببت بمقتل 452 شخصاً، بينهم 123 طفلاً، و105 سيدات، أي أن 51% من الضحايا نساء وأطفال، وهي نسبة مرتفعة جداً، وهو مؤشر على أن الاستهداف في معظم تلك المجازر كان بحق السكان المدنيين. من جهة أخرى، أفادت وكالات إيرانية بمقتل ضابط من الحرس الثوري وتشييع 6 من ميليشيات لواء «زينبيون» الباكستاني، قتلوا أثناء المعارك ضد المعارضة السورية بريف حلب الشمالي، خلال الأسبوع الماضي.
ووفقاً لوكالة «مهر» الإيرانية، فقد قتل الضابط مهدي ثامني راد، وهو من قوات الحرس بمدينة ورامين من توابع محافظة طهران، قتل في شهر فبراير الماضي، في معارك ريف حلب، وأكدت أنه لم يتم حتى الآن إعادة جثته إلى إيران. كما نشرت وكالات إيرانية تقارير مصورة عن تشييع 6 من ميليشيات «زينبيون» الباكستانية الذين يجندهم الحرس الثوري من بين الشيعة الباكستانيين الموالين لإيران للقتال في سوريا إلى جانب نظام الأسد ويصل قوامهم إلى نحو 600 عنصر. والقتلى الباكستانيون الذين تم دفنهم الأربعاء الماضي، بمقبرة في مدينة قم، خصصت لقتلى الميليشيات الذين يلقون مصرعهم في سوريا، هم كل من عزيز علي شيخ وسيد إمام نقي وسهيل عباس وألطاف حسين وانتظار حسين وفرزند علي.
يذكر أن إيران نفت الأسبوع الماضي سحب أي من قواتها من سوريا، وذلك رداً على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، حول خفض طهران لعدد قوات الحرس الثوري في سوريا.