أكد تقرير صادر عن «ساكسو بنك» أن النفط الخام بدأ صعوده الشاق وسط تلاشي مخاطر انهيار جديد، فيما أدى تحسن التطلعات إلى تراجع التقلب إلى أقل مستوى منذ بداية يناير بينما تم كبح جماح عمليات البيع التوقعية.
وقال رئيس استراتيجيات السلع لدى «ساكسو بنك» أولي هانسن إن «التطلعات الأساسية مازالت تواجه بعض الصعوبات، على الأقل في المستقبل القريب، إلا أن المتداولين ينظرون عادة إلى ما هو أبعد من ذلك لمعرفة المنحى الذي سيأخذونه حيث أن التطورات الأخيرة قد بدأت بتغيير الحالة النفسية الكلية للسوق».
وحافظ النفط على زخمه للأسبوع الثالث مع استمرار تراجع عمليات البيع وسط توقعات بالتحسن وعلى الرغم من الأساسيات السلبية، إلا أن المتداولين ارتاحوا لاستمرار تباطؤ مخرجات الدولار الأمريكي وانقطاع التوريد ضمن «أوبك» وارتفاع التوقعات حول الاجتماع الذي سينعقد في 20 مارس بين دول «أوبك» والدول غير الأعضاء وبأنه سيؤدي إلى تطبيق سقف للإنتاج وفقاً لهانسن.
وارتفع النفط والسلع الأخرى، التي تعتمد على النمو مثل المعادن الخام، دون الدعم الكامل للأصول التي لا زالت تواجه بعض المصاعب. وبناء على ذلك، حذر «ساكسو بنك» المستثمرين من التمادي. وتبقى الأوضاع الحالية تذكيراً واضحاً بكيفية تغير توجهات السوق قبل أن تتحسن تطلعات الاقتصاد الشامل بكثير.
وينوي منتجو النفط الأعضاء وغير الأعضاء في «أوبك» الاجتماع في 20 مارس، حيث سيتم تجديد المحاولات في التوصل إلى وضع سقف للإنتاج. وكانت الانقطاعات في أنابيب النفط التي تحمل حوالي 600 ألف برميل نفط يومياً من المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية في شمال العراق مقرونة بالانقطاعات في نيجيريا قد أدت إلى تباطؤ في الإنتاج مما ساهم في مقابلة ارتفاع التدفقات الآتية من إيران.
إلى ذلك، شهدت أسواق السلع أداء قوياً هذا الأسبوع حيث تحققت أرباحاً عبر شريحة واسعة في قطاع عانى حصاراً طويلاً، فقد ارتفع مؤشر أداء سلع بلومبرغ بمعدل 2.4% مع تصدر المعادن «الثمينة والأساسية» بأداء قوي.
وشهد الذهب تلاشياً في الدعم من الأسواق الخارجية مع تلاشي التقلبات في السوق العالمية إزاء الأرباح القوية التي شهدتها أسواق الأسهم الناشئة والمتقدمة. ولم يمنع تقرير العمل الصادر عن الولايات المتحدة الذهب من الوصول إلى أعلى معدل له منذ عام وعودته إلى سوق متفائل بعد هذا الزخم ومرونة الدولار الأمريكي الذي قفز بمعدل 20% من معدلاته المنخفضة.
وحققت المعادن الصناعية، وعلى رأسها الزنك والنيكل، أرباحاً جيدة منذ الانخفاض الذي شهدته في شهر يناير. وهذا التسارع الذي شهده الأسبوع الماضي كان مدفوعاً بقوة نتيجة النجاح الذي حققه النحاس وارتفاع الآمال باتخاذ خطوات إضافية أثناء المؤتمر الوطني في الصين الذي بدأ في الخامس من مارس نحو تعزيز الاقتصاد في أكبر الدول المستهلكة لكل ما هو معدن في العالم.
وبحسب التقرير، مازال المتداولون والمستثمرون مقبلين على الذهب، وقد تم اعتبار أي انخفاض في الأسعار حتى الآن كفرصة للشراء. وحصدت المنتجات المتداولة عبر البورصة المرتبطة بسعر الذهب أكثر من 7 مليارات دولار من أموال المستثمرين حتى الآن هذا العام. وكان هذا أكبر اندفاع نحو الذهب منذ تطبيق التسهيلات الكمية من قبل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مطلع عام 2009.
إلا أن وصف الاندفاع الحالي نحو الذهب على أنه مدفوع بالحاجة إلى مركب آمن لم يعد وصفاً دقيقاً بالنظر إلى تلاشي تقلبات السوق من حيث الأسهم والتسهيلات الائتمانية مؤخراً.