عواصم - (وكالات): أعلنت أمريكا أمس أنه إذا تأكدت من تقارير عن أن إيران أجرت تجارب جديدة لصواريخ باليستية فإن واشنطن تعتزم طرح المسألة على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والضغط من أجل «رد مناسب»، في حين أجرت إيران أمس تجارب على صواريخ باليستية وذلك في تحد لعقوبات أمريكية جديدة فرضت عليها مطلع العام بسبب برنامجها الصاروخي.
من ناحية أخرى، دعا الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الذي يخضع لحظر إعلامي بسبب دعمه لمرشحي الرئاسة الإصلاحيين في 2009، إلى تخفيف القيود وانفتاح أكبر في البلاد.
وأكدت وسائل الإعلام الرسمية أن صواريخ موجهة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى أطلقت من عدة مواقع لإظهار «الجهوزية التامة لمواجهة أي تهديد» لسيادة البلاد.
وأظهرت صور لعمليات الإطلاق وذكرت تقارير أن مدى الصواريخ يبلغ 300 و500 و800 وألفي كلم.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها الصاروخي بعد 24 ساعة على رفع عقوبات أخرى على خلفية برنامجها النووي بموجب اتفاق تاريخي مع دول الغرب.
والتجارب الأخيرة التي اطلق عليها «اقتدار الولاية» أشرف عليها «الحرس الثوري والقوة الجوفضائية»، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية.
بدورها اكدت وكالة الأنباء «سباه نيوز» التابعة للحرس الثوري في بيان، التجارب الصاروخية التي تأتي بعد أقل من أسبوعين على انتخابات حقق فيها أنصار الرئيس حسن روحاني مكاسب كبيرة.
ويأتمر الحرس الثوري بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وليس بالرئيس روحاني، ونفوذه أقوى من نفوذ الجيش والقوات المسلحة الأخرى. وينظر إلى تجارب الصواريخ الباليستية على أنها وسيلة ليظهر الجيش أن الاتفاق النووي لن يكون له تأثير على خططه التي يقول إنها للدفاع فقط. وحضر التجارب قائد الحرس الثوري اللواء علي جعفري والعمد أمر علي حاجي زادة، وتحدثا عن التجارب على التلفزيون، حيث قلل حاجي زادة من تأثير المساعي الأمريكية لعرقلة أنشطة الحرس.
وقال حاجي زادة «أعداؤنا الرئيسيون، الأمريكيون، الذين يشتكون من برامجنا، فرضوا عقوبات جديدة بسبب الصواريخ، على جمهورية إيران الإسلامية ويسعون لإضعاف القدرة الصاروخية للبلاد».
وأضاف «الحرس وسواهم من القوات المسلحة هم المدافعون عن الثورة والبلاد لن ترضخ لأحد، وسنقف بوجه طلباتهم المبالغ بها».
وبرنامج إيران للصواريخ البالستية يثير جدلاً منذ إبرام الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة و5 دول كبرى أخرى في فيينا في 14 يوليو العام الماضي.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر «نحن على علم بالتقارير عن أن إيران أجرت لتوها عدة تجارب لصواريخ باليستية ونتابع تلك التقارير عن كثب» مضيفاً أن «مثل هذه التجارب لن تشكل انتهاكاً للاتفاق النووي».
وتابع يقول «إذا تأكدت التقارير فنحن نعتزم طرح المسألة على مجلس الأمن الدولي».
من جهة أخرى، دعا الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الذي يخضع لحظر إعلامي بسبب دعمه لمرشحي الرئاسة الإصلاحيين في 2009، إلى تخفيف القيود وانفتاح أكبر في البلاد.
وتأتي تصريحات خاتمي على موقعه الإلكتروني بعد الدور الاستراتيجي المؤثر الذي لعبه في انتخابات 26 فبراير الماضي التي فاز فيها الإصلاحيون بالعديد من المقاعد في البرلمان.
ولا يسمح للإعلام الإيراني باستخدام صور خاتمي الذي تولى رئاسة البلاد في الفترة من 1997 حتى 2005، أو نشر تصريحاته بعد أن فرض عليه النائب العام في طهران حظراً. وفرضت القيود بعد أن دعم خاتمي مير حسين موسوي ومهدي كروبي، المرشحين الإصلاحيين اللذين هزما في الانتخابات المثيرة للجدل في 2009 والتي أعيد فيها انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً. وقال «مقارنة مع القضايا التي أعقبت انتخابات 2009، فإن المجتمع بأكمله والجماعات السياسية في الوقت الحالي لديها شعور نسبي بالرضا رغم أن هذا الرضا غير مكتمل». وأضاف «الأجواء الأمنية والمناخ العام حالياً لا يليق بشعب إيران (..) علينا جميعاً أن نعمل حتى لا تتضرر سمعة النظام وحتى يتاح جو مفتوح لمشاركة الجميع وإزالة القيود والحدود».
في سياق متصل، أقر الرئيس المحافظ لمجلس الخبراء في إيران، المكلف بتعيين المرشد الأعلى والإشراف على عمله، بهزيمته الانتخابية.
وكانت هزيمة رئيس مجلس الخبراء محمد يازدي وشخصية أخرى راديكالية في المعسكر المحافظ آية الله محمد تقي مصباح يازدي انتصاراً للإصلاحيين والمعتدلين الذين أطلقوا حملة لهزيمتهما.
وقال آية الله محمد يازدي خلال الاجتماع الأخير في طهران للأعضاء السابقين في مجلس الخبراء إن إعلان النتائج «قانوني ومن واجبنا الالتزام بالقانون». وأضاف «أضع القانون فوق كل شيء».