إن الاعتماد على الخادمات في تربية الأبناء خطر كبير وله العديد من السلبيات، حيث إن اختلاف الثقافات والتقاليد يؤثر على الأطفال ويهدد هويتهم، إذ إن الخادمة تسلب اختصاص الأم في تربية الأطفال ورعايتهم بعد أن كانت تؤدي دوراً ثانوياً في المساعدة فقط أو القيام بالأشغال المنزلية، ولكني استغرب من قيام بعض الأسر والعوائل بتكليف ووضع جميع أمور المنزل تحت تصرف الخدم بما فيها تربية الأطفال، ودون اكتراث لأي تبعيات يمكن أن تحدث جراء تلك الظاهرة.كلنا نعلم أن تربية الأبناء من مهام الأم ويجب ألا توكل هذه الوظيفة إلى خادمة جاءت من بلاد أخرى وتحمل ثقافة غير ثقافتنا وعادات غير عاداتنا، وفي يوم من الأيام سوف ستغادر المكان وقد يكتسب الطفل من عاداتها أو يتعلق فيها أكثر من والديه.من الخطأ أن نكون بذلك قد جعلنا قلب الطفل يتعلق بها لدرجة كبيرة، خصوصاً أن بعض الخادمات غير مؤتمنات على الأطفال وقد سمعنا عن الكثير عن جرائمهن الفظيعة، فما أن يتم استقدام الخدم في ظل انشغال الأم والأب في الحياة العملية إلا ويتركون الأبناء مع خدم مختلفين في الدين واللغة والعادات والتقاليد طوال اليوم، وهؤلاء الخدم بالأصل غير مؤهلين لتربية ومعاملة الأطفال وفي الأخير هم خدم أي أنهم ليسوا مربين ولا تربويين. ولا ننسى أنه قد يتعرض الطفل أحياناً إلى العنف والعقاب غير الملائم والشديد والذي قد يؤدي إلى القتل أو التشويه أو الاعتداء الجنسي، ناهيك عن أنه ليس لدى أولئك الخدم الدراية الكافية للعناية بالطفل أو الاهتمام بتنشئته تنشئة مناسبة تقوم على احترام الدين والعادات والتقاليد والقيم الصحيحة، فضلاً عن أن الأبناء قد يحصلون على رعاية الخدم منذ استيقاظهم وحتى نومهم مع غياب الأبوين بشكل تام، ولا ننسى أمراً مهماً وهو أنه لا يوجد لدى الخدم أي نوع من الترابط العاطفي تجاه الأبناء، بل أصبح هناك نوع من العقوق من قبل الأبناء تجاه آبائهم وأمهاتهم نتيجة عدم العناية، ما أدى بهم لاختيار وتفضيل الخدم الذين يحسنون العناية بهم أكثر من آبائهم أحياناً. هناك فارق كبير بين الخادمة التي تقوم بمهام محددة في المنزل والمربية التي يتوجب عليها التربية، وهذا النوع من العناية لا تجده للأسف لدى الآباء في البحرين خاصة والخليج عامة حين يقومون باختيار من يؤمنون لهم ويدخلونهم بيوتهم ويعتنون بأبنائهم، وقد تجد هذه المواصفات في جيل الخدم، ومن المؤكد أن ما يتلقاه الطفل من الخادمة يعتبر صفة سلبية مكتسبة يقابلها تجاهل الآباء والأمهات له، وعندها تنعكس شخصية الشاب ويصبح اعتمادياً على من يخدمه ويترك من يعامله معاملة دونية، مما يولد لديه ضعف الارتباط الأسري ويفرز العديد من صور العقوق، وبالطبع لا نستطيع التعميم على الجميع حيث إن ذلك مرفوض وغير مقبول، فهناك من الآباء والأمهات ممن يعتنون بكل صغيرة وكبيرة وترى الأبناء في أبهى حال من التربية وحسن الخلق وقوة الشخصية. أحمد عقاب