عواصم - (وكالات): أعلنت الأمم المتحدة أمس أن الجولة الجديدة من المحادثات الهادفة لوقف النزاع في سوريا ستعقد في جنيف من 14 إلى 24 مارس الحالي، فيما يبحث وزراء خارجية الولايات المتحدة و4 دول أوروبية الوضع في البلد الأحد المقبل في باريس، بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 79 خرقاً للهدنة في يومها الـ11 محذرة من انهيار الهدنة إذا ما استمرت الخروقات دون رادع.وسجلت الشبكة في تقريرها اليومي بشأن الهدنة التي بدأت السبت 27 فبراير الماضي، 52 خرقاً عبر عمليات قتالية، و27 عبر عمليات اعتقال، وبذلك يصبح مجموع الخروق 418 منذ بداية الهدنة.وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في تصريح صحافي في جنيف أن «الوفود ستصل في الأيام المقبلة وستبدأ المحادثات الجوهرية الاثنين 14 مارس ولن تستمر إلى ما بعد 24 مارس».وأضاف «سيكون هناك توقف لمدة أسبوع إلى 10 أيام ثم تستانف المحادثات بعد ذلك».وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إن المحادثات ستجري في قاعات منفصلة مع ممثلي النظام السوري والمعارضة.وأضاف دي ميستورا «سينصب التركيز على تشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في مهلة 18 شهراً»، مشدداً على أن «الانتقال السياسي هو الحل» لوضع حد لنزاع مستمر منذ 5 سنوات في سوريا وأدى إلى سقوط أكثر من 270 ألف قتيل ونزوح ملايين الاشخاص. وكانت جولة سابقة من المفاوضات نظمت في جنيف في فبراير الماضي، لكنها لم تتمكن من الإقلاع عملياً نتيجة رفض المعارضة الدخول في صلب المحادثات السياسية قبل وقف القصف على المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.ومنذ ذلك الحين، تفاوضت واشنطن وموسكو على اتفاق لوقف الأعمال القتالية بدأ العمل به في 27 فبراير الماضي ولا يزال صامداً رغم بعض الخروقات.وأعلن النظام السوري أنه سيرسل وفداً إلى جنيف. لكن المعارضة لم تحسم قرارها بعد. وصرح المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية أن الهيئة سترسل في البداية وفداً صغيراً إلى جنيف للقاء مجموعة العمل التي تراقب وقف إطلاق النار. وأعلنت باريس عن اجتماع حول سوريا يعقد عشية استئناف المفاوضات بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا في العاصمة الفرنسية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت خلال زيارة إلى القاهرة إنه سيبحث مع الوزراء مدى صمود الهدنة في سوريا وما «إذا كانت الأمور تتقدم كما نأمل (...) لتشجيع المعارضة على العودة إلى المفاوضات». وأكد أن الأوروبيين سيطلبون أيضاً من واشنطن «المشاركة عن كثب في مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا».وأضاف أن الأوروبيين يريدون التأكد من أن الغارات الروسية المستمرة تستهدف فقط تنظيم الدولة «داعش» وجبهة النصرة «فرع تنظيم القاعدة في سوريا» وليس مقاتلي المعارضة المعتدلة. وقال آيرولت «يجب ان نظل متيقظين». وصرح آيرولت أنه سيبحث مع نظرائه الأمريكي جون كيري والألماني فرانك فالتر شتاينماير والبريطاني فيليب هاموند والإيطالي باولو جنتيلوني والاتحاد الأوروبي الوضع في ليبيا واليمن وأوكرانيا.وتعقد مجموعة العمل لمراقبة وقف إطلاق النار التي يترأسها الأمريكيون والروس اجتماعاً في جنيف.وعقدت مجموعة عمل أخرى تعنى بالمساعدة الإنسانية شكلتها موسكو وواشنطن أيضاً لتنظيم عمليات توزيع المساعدات في المدن المحاصرة في سوريا، اجتماعاً صباح أمس. وأعلن دي ميستورا أن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا خلال 4 أسابيع من نقل مساعدات إلى 238845 شخصاً يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها في سوريا. وأكد «أنها نتيجة جيدة. العام الماضي كان صفراً». وأوضح مستشاره الخاص النرويجي يان ايغلاند أن 10 من المناطق الـ 18 المحاصرة تم الوصول إليها. وأضاف «إن الخبر السيء هو أننا لم نتمكن بعد من بلوغ 6 مناطق محاصرة كبيرة منها داريا ودوما» في ريف دمشق والمحاصرتين من النظام، ودير الزور شرقا حيث هناك 200 ألف شخص محاصرين من «داعش».وأعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو أن المنظمة الدولية حددت هدفاً لتسليم مساعدات بحلول نهاية أبريل المقبل إلى 870 ألف شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها في سوريا.من جانبها، قالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل فصائل سورية معارضة إنها ترى جدول الأعمال المقترح من قبل الأمم المتحدة لمباحثات السلام إيجابياً وإنها لاحظت تراجعاً في انتهاكات القوات الحكومية للهدنة في اليوم السابق. وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إنها ستتخذ قريباً قراراً نهائياً بشأن المشاركة في المفاوضات المقررة في جنيف. وبعد تصريح لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا بأن المباحثات ستركز على سلطة جديدة ودستور جديد وانتخابات قال المسلط إن طرح الانتقال السياسي على جدول الأعمال أمر إيجابي.وأضاف «استمعنا إلى كلام دي ميستورا وفيه نقاط على الأرض نلاحظ إنها تمشي بشكل إيجابي، في أمور إيجابية، ولو أنها ليست كاملة». وفي إشارة لاتفاق وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير قال المسلط «الهدنة كانت المخالفات كبيرة في بدايتها ولكن بالأمس كانت أقل بكثير، هناك ربما بعض الأمور الإيجابية التي نشهدها». لكنه طالب بضرورة رفع حصار القوات الحكومية عن منطقة داريا في دمشق بوصفه إجراء «سيمهد الطريق لبدء هذه المفاوضات». وأضاف أن هذا ليس شرطاً لحضور المباحثات لكنه مطلب إنساني.
970x90
970x90