بيروت - (أ ف ب): يعد عمر الشيشاني، وهو من جورجيا، أشهر قادة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي العسكريين وخاض على رأس مجموعة من المتطرفين الأجانب معارك عنيفة في سوريا.
وأعلن مسؤول أمريكي أن عمر الشيشاني قتل على الأرجح في غارة للتحالف الدولي خلال معارك بين التنظيم المتطرف وقوات سوريا الديمقراطية في مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي شمال شرق البلاد. وهي ليست المرة الأولى التي يرجح فيها مقتل الشيشاني. وقال والده تيموراز باتيراشفيلي لوكالة الأنباء انترفاكس «لا أعلم شيئاً عن مقتل ابني. إنهم يعلنون وفاته كل شهر تقريباً». وعمر الشيشاني لقب ترخان تيمورازوفيتش باتيراشفيلي، الذي يتحدر من وادي بنكيسي في جورجيا، حيث غالبية السكان من الشيشان. وقد عرضت الإدارة الأمريكية مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لكل من يقدم معلومات تقود للقبض عليه أو قتله. وشغل الشيشاني مناصب عدة في القيادة العسكرية لتنظيم الدولة بينها «وزارة الحرب»، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية التي وصفته بـ»القيادي المحنك». إلا أن خبراء في ملف المتطرفين قالوا إنه من الصعب تحديد رتبته الفعلية. وبحسب ريتشارد باريت، من مركز «صوفان» الاستشاري، «يبدو أنه القيادي العسكري الأهم وقاد معارك استراتيجية، إلا أنه لا ينتمي إلى الدائرة السياسية الضيقة» في التنظيم المتطرف. من الواضح أنه «قيادي متمكن ويمتلك ولاء المقاتلين الشيشان الذين يعدون قوات النخبة في «داعش»»، وفق باريت. وقاد الشيشاني عمليات عسكرية عدة للتنظيم المتطرف في محافظات سورية عدة بينها حلب والحسكة ودير الزور والرقة.
ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن «»داعش» اعتاد إرسال الشيشاني إلى جبهات القتال في كافة مناطق سيطرته».
وقاتل الشيشاني الروس ضمن جيش جورجيا في عام 2008. وترك الجيش لأسباب الصحية لاحقاً قبل أن يتم اعتقاله ويسجن 16 شهراً لحيازته السلاح.
وبرز في سوريا في عام 2012 كقائد لفصيل «كتيبة المهاجرين»، وغالبيتها من المقاتلين الأجانب. وبايع «داعش» في عام 2013، وعين قائداً عسكرياً لمنطقة شمال سوريا بين عامي 2013 و2014، وفق ما يقول أيمن التميمي، الباحث والخبير في شؤون الجهاديين في مركز الدراسات الأمريكي «منتدى الشرق الأوسط».
ولد الشيشاني في عام 1986 لاب مسيحي وأم مسلمة بحسب سيرة ذاتية كتبها مناصرون لـ»داعش» وتم تداولها على الإنترنت. ووصفه مؤيدو التنظيم المتطرف بـ»المقاتل الشرس». ورغم أهمية الشيشاني العسكرية، يرى عبدالرحمن أنه «في حال تأكد خبر مقتله، فإن التأثير سيكون رمزياً فقط، من دون أثر حقيقي على الميدان كونه هناك قادة عسكريين آخرين». ويختار «داعش»، وفق عبدالرحمن، «الوجوه التي يريد إبرازها على الساحة الدولية، والشيشاني كان من بين هؤلاء لكنه يخبئ القادة الحقيقيين بعيداً عن الأنظار».