واليوم تفتخر البحرين في عهدكم المشرق، بأنها قد أنهت الأمية الأبجدية، وبدأت العمل على برنامج محو الأمية المعلوماتية، وأصبح التعليم الأساسي والثانوي والجامعي في متناول الجميع، ترعاه الدولة بكل مسؤولية لثقتها بأن أفضل الاستثمار هو الاستثمار في الإنسان، وأبرز مشروعات وبرامج تطوير التعليم التي تنفذها الوزارة، قد جاءت من فكر جلالتكم المنير، لبناء كيان إنسان العصر وتمكينه، إذ فتحتم عهداً جديداً مشرقاً من التطوير النوعي، بتدشين مشروع جلالتكم لمدارس المستقبل، الذي أوصل التعليم إلى مرحلة جديدة متطورة، تم تعزيزها بالانتقال إلى مرحلة التمكين الرقمي في التعليم، تنفيذاً لتوجيهات جلالتكم، وذلك كي تصبح المدرسة وحدة متطورة، لديها القدرة على التعامل دراسياً وإدارياً باقتدار مع الوسائل الإلكترونية.
ويشرفني أن أعلن بأن الوزارة باشرت ترجمة أمركم بالعمل على تعزيز قيم المواطنة والولاء والانتماء إلى هوية البحرين العربية والإسلامية، وبناء حصون التسامح والتعايش والوحدة الوطنية ونبذ العنف والتعصب، من خلال المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية، والبدء الفعلي في المشروع الرائد «المدارس المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان» المنسجم مع ما تفضلتم بضرورة (تربية النشء على ثوابت الهوية الحضارية لتراثه الإسلامي السمح، وعروبته المنفتحة، وكيانه الوطني البحريني كنموذج إنساني نعتز به للتعايش والتسامح والتحاور، الذي لم يتوقف في مملكة البحرين باعتبارها منارة إشعاع في خدمة جوارها الحيوي، وبما يرسخ الولاء الوطني لدى أجيالنا الشابة).
سيدي حضرة صاحب الجلالة..
في زمن المسؤولية الوطنية التي تعلمناها، من سيرة جلالتكم الثرية العطرة الهادية، فإننا الآن نعمل في اتجاهين: يد تبني وتطور التعليم الجيد ليكون رافداً للتنمية المستدامة، وعين تسعى إلى المحافظة على الوحدة الوطنية وحماية البنين والبنات من الأفكار الهدامة، التي قد تؤثر على عقولهم وقلوبهم، ويستهدف عملنا التربوي إلى رصّ الصفوف لترسيخ الروح البحرينية الأصيلة السمحة، وبناء الوحدة الوطنية في عقول أبنائنا الطلبة. وسعينا بإيمان ومحبة إلى ترجمة حديث القلب والعقل بهذا الخصوص، من خلال برامج وأنشطة وطنية جادة، يشارك فيها الآلاف من أبنائكم الطلبة، من مختلف المراحل الدراسية، وذلك لتنمية المواطنة في أبعادها العملية والفكرية والروحية.
سيدي حضرة صاحب الجلالة، أصحاب السمو، الحضور الكرام،
بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت بدعم ومساندة من القيادة الحكيمة يحفظها الله ويرعاها، وبالرغم من الإنجازات الكبيرة المشرفة، فإننا لن نتوقف في سعينا نحو التطوير، وذلك على صعيد المؤسسات التربوية والمعلم والطالب لنواكب متطلبات الأجيال وطموح أولياء أمورهم، خصوصاً وأن سقف التطلعات، في ظل قيادتكم لا يعرف للتميز والتنمية والعطاء حدوداً.
وختاماً، فإن مسيرتنا التعليمية تسير بخطوات واثقة، وطموح متجدد، بفضل دعم جلالتكم الكريم، ومساندة واهتمام سيدي صاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله، وصاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مؤكداً بهذه المناسبة الوطنية بأن الوزارة حريصة كل الحرص، على تنفيذ مبادرات وبرامج المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، الذي يحظى بمتابعة مستمرة من سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب، للارتقاء بمخرجات التعليم.
سيدي،،
لقد بدأت كلمتي بأن هذا اللقاء تاريخي في معناه، ويشرفني أن أؤكد في ختامها، بأننا نحمد الله تعالى على قيادتكم لهذا البلد، فأنتم ترسمون السعادة والأمل في كل بيت، بدعمكم للتربية والتعليم، سائلاً الله تعالى أن يحفظ جلالتكم ذخراً وسنداً، للوطن والمواطنين، ولتبقى راية البحرين عالية خفاقة في سماء العز والازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقد تشرف سعادة وزير التربية والتعليم بتقديم هدية تذكارية إلى جلالة الملك المفدى بهذه المناسبة.
وقد أقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مأدبة غداء تكريماً للعاملين في مهرجاني البحرين أولاً، وذكرى ميثاق العمل الوطني.
وقد تشرف الجميع بالسلام على حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى.