بدأ عشرات من رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب الهروب من ليبيا بعد فترة وجيزة من قيام مجموعة مسلحة باختطاف رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، وذلك بحسب ما كشفت جريدة "التايمز" البريطانية.
ويأتي حادث اختطاف رئيس الحكومة الليبية بعد فترة وجيزة من إرسال بريطانيا عشرين خبيراً عسكرياً من أجل تدريب ألفي جندي ليبي، وذلك بهدف حماية المنشآت التابعة لها، وكذلك تقديم الحماية اللازمة للمشاريع والشركات النفطية البريطانية العاملة في ليبيا.
وقالت صحيفة "التايمز" إن كافة رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب المقيمين في فندق "كورينثيا" الذي تم اختطاف رئيس الحكومة منه في طرابلس تم إخلاؤهم، وإن العديد منهم عادوا إلى بلادهم، فيما نقلت "التايمز" عن رجل أعمال بريطاني قوله: "لقد تم إبلاغنا بضرورة المغادرة فوراً، هذا كل ما أعرفه".
وترتبط ليبيا بعلاقات تجارية قوية مع بريطانيا، حيث قالت جمعية بريطانية متخصصة بتعزيز العلاقات مع الشرق الأوسط إن قيمة التبادل التجاري بين لندن وطرابلس بلغت العام الماضي 1.8 مليار جنيه إسترليني (2.8 مليار دولار).
وزاد اختطاف رئيس الحكومة الليبية من وتيرة القلق في بريطانيا وفي العديد من الدول الغربية بشأن احتمالات انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى والتوتر الأمني، خاصة أن الكثير من الشركات الأجنبية تعمل في ليبيا في العديد من القطاعات، بما فيها قطاع النفط الذي يمثل أهمية بالغة للاقتصاد الليبي.
ووصفت جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية عملية اختطاف زيدان بأنها "كارثة"، وقالت إن عملية الخطف "تؤكد أن رئيس الوزراء علي زيدان ليس سوى مجرد قائد بالاسم ولا يحكم أو يسيطر على قوات الأمن في البلاد".