واشنطن - (وكالات): قبل أشهر من نهاية ولايته الرئاسية الثانية ومغادرته البيت الأبيض أدلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسلسلة مقابلات للصحافي الأمريكي في صحيفة «ذي أتلانتيك» جيفري غولدبرغ المؤيد لإسرائيل أظهر فيها وجهه الحقيقي تجاه المنطقة مهاجماً دول مجلس التعاون الخليجي خاصة السعودية، وشن هجوماً شرساً على الإسلام.
وزعم أوباما أن التنافس بين السعودية وإيران أدى إلى حروب طائفية في سوريا واليمن والعراق.
وقال أوباما إن «على السعوديين أن يشاركوا الشرق الأوسط مع أعدائهم الإيرانيين»، مضيفاً أن «المنافسة بين السعوديين والإيرانيين، والتي غذت حروبا بالوكالة وفوضى في سوريا والعراق واليمن، تتطلب منا أن نقول لأصدقائنا كما للإيرانيين إن عليهم أن يجدوا طريقة فعالة للمشاركة في المنطقة، ولفرض نوع من السلام البارد».
ونقل غولدبرغ عن أوباما اعتقاده أن واحدة من أكثر القوى التدميرية في الشرق الأوسط هي «القبلية»، وهي قوة يعتقد أوباما أنه لا يمكن لأي رئيس أمريكي أن يلغيها، وهي «تتجلى بلجوء المواطنين اليائسين في الدول الفاشلة إلى الطائفة، أو العقيدة، أو العشيرة، أو القرية»، ووصف أوباما القبلية بـ «مصدر غالبية مشاكل الشرق الأوسط».
ومن الأسرار التي يكشفها غولدبرغ أن أوباما يحمل دين الإسلام مشكلة الإرهاب، ويكتب «في أحاديثه الخاصة مع زعماء العالم الآخرين، يقول أوباما إنه لن يكون هناك حل شامل للإرهاب الإسلامي إلى أن يتصالح الإسلام نفسه مع الحداثة ويمر ببعض الإصلاحات التي غيّرت المسيحية».
كما يحمل أوباما، حسب غولدبرع، السعودية ودول الخليج مسؤولية ارتفاع «الغضب الإسلامي»، أي التطرف، في السنوات الأخيرة. وفي لقاء مع رئيس حكومة أستراليا مالكوم ترنبول «وصف أوباما كيف انتقلت إندونيسيا، التي عاش فيها 4 سنوات في صغره، تدريجياً من إسلام مرتاح معتدل إلى تبني تفسيرات متطرفة وغير متسامحة». ولاحظ أوباما، حسب غولدبرغ، إن «أعداداً كبيرة من النساء الإندونيسيات صرن يلبسن الحجاب».
ويضيف غولدبرغ أنه «في البيت الأبيض هذه الأيام، غالباً ما يسمع المرء مسؤولي مجلس الأمن القومي لأوباما يذكرون زائريهم أن غالبية خاطفي 11 سبتمبر لم يكونوا إيرانيين، بل كانوا سعوديين».
ومما كتبه غولدبرغ أن «إحباط أوباما مع السعوديين يملي تحليله لسياسات القوة في الشرق الأوسط». وقال إنه أدلى للرئيس الأمريكي بملاحظة مفادها أن أوباما «أقل استعداداً من الرؤساء السابقين للوقوف بشكل بديهي مع العربية السعودية في خلافها مع عدوتها اللدودة إيران، فلم يخالفني أوباما».
واستعاد غولدبرغ الخطوات التي أدت إلى تغيير أوباما رأيه وعدم توجيهه ضربة عسكرية ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد على إثر الهجوم الكيماوي في دمشق صيف 2013. وقال غولدبرغ إنه لطالما أراد أوباما أن يتفادى انزلاقه إلى حرب في سوريا شبيهة بحرب العراق، لكنه شعر أن المؤسسة العسكرية الأمريكية وضعته في موقف لا يستطيع فيه إلا أن يوجه الضربة، لكنه في وقت لاحق التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش إحدى القمم، فأخذه جانباً، وقال له إنه إن كان مستعداً لتسليم ترسانة بشار الأسد الكيماوية، فإن أمريكا مستعدة لوقف ضربتها، وهو ما حصل.
ويقول غولدبرغ إن أوباما كان يعرف أن عدم توجيه الضربة سيثير غضب حلفاء أمريكا، فرئيس حكومة فرنسا مانويل فالس أبلغ أوباما قلقه حول تأثير ذلك على مصداقية الغرب، وقال لغولدبرغ إن فرنسا تفاجأت بعدما كانت تشاركت وأمريكا الأهداف التي كان ينوي الطرفان استهدافها داخل سوريا.
كذلك، أثار تغيير أوباما رأيه غضب ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، «الذي كان ناقماً ضد أوباما أصلاً لتخليه عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. وقال غولدبرغ إنه لطالما قال الشيخ محمد إمام زواره إن أمريكا يقودها رئيس «غير جدير بالثقة».
أما عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، فأعرب في حديثه في مجلس خاص عن استغرابه حول «رغبة أوباما غير المنطقية في إبعاد الولايات المتحدة عن حلفائها السنة التقليديين وخلق تحالف جديد مع إيران، الراعي الشيعي للأسد». ومما قاله العاهل الأردني أنه «يؤمن بالقوة الأمريكية أكثر من أوباما».
السعوديون أيضاً خاب ظنهم، حسب الكاتب الأمريكي، الذي قال إن السعوديين «لم يثقوا بأوباما يوماً، فهو حتى قبل أن يصبح رئيساً بوقت طويل وصفهم بما يسمى حلفاء أمريكا». وكتب غولدبرغ: «إيران هي القوة العظمى الجديدة في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة هي القديمة، قال سفير السعودية السابق عادل الجبير لرؤسائه في الرياض».