عواصم - (وكالات): طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من وزارة الدفاع أن تبدأ اعتباراً من اليوم عملية انسحاب القسم الأكبر من القوات الروسية من سوريا، فيما بدأت أمس جولة المفاوضات حول سوريا بلقاء بين وفد الحكومة إلى جنيف والموفد الدولي ستافان دي ميستورا الذي أعلن أن الانتقال السياسي هو «أساس كل القضايا» التي ستتم مناقشتها.
وقال بوتين لوزير الدفاع سيرغي شويغو عبر التلفزيون «إن المهمة التي طلبت من وزارة دفاعنا والقوات المسلحة أنجزت عموماً، لذلك أمرت وزارة الدفاع ببدء انسحاب القسم الاكبر من قواتنا العسكرية من سوريا اعتباراً من اليوم».
وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بوتين تحدث هاتفياً مع الرئيس بشار الأسد لإبلاغه بالقرار الروسي. وأضاف أن الأسد قال إنه يأمل أن تقود عملية السلام الجارية في جنيف إلى نتائج ملموسة.
في غضون ذلك، أطلع دي ميستورا مجلس الأمن على أجواء اليوم الأول من المفاوضات غير المباشرة التي بدأها بالاجتماع مع الوفد الحكومي السوري برئاسة كبير مفاوضيه ممثل دمشق لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري. ومن المقرر أن يلتقي اليوم الوفد السوري المعارض.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة قبل الاجتماع «إنها لحظة الحقيقة»، وأضاف متسائلاً «ما هي النقطة الأساسية؟ الانتقال السياسي هو النقطة الاساسية في كل القضايا» التي ستتم مناقشتها بين وفدي الحكومة والمعارضة.
وتابع أن «جدول الأعمال وضع استناداً إلى القرار الدولي 2254، وفي اطار توجيهات اعلان جنيف بالطبع».
واتفقت مجموعة عمل من الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وتركيا ودول عربية في 30 يونيو 2012 في جنيف على مبادئ مرحلة انتقالية تتضمن هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، لكن الاطراف المعنية بالنزاع اختلفت على تفسير هذه المبادىء التي لم تلحظ بوضوح مصير الرئيس بشار الأسد.
ونص القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن في ديسمبر الماضي على تشكيل حكومة تضم ممثلين عن المعارضة والحكومة خلال 6 أشهر، وصياغة دستور جديد، واجراء انتخابات خلال 18 شهراً. واستبق الجعفري الاجتماع الرسمي مع دي ميستورا باعلانه انه «لا يوجد شيء اسمه مرحلة انتقالية وهذه المصطلحات يجب ان ننتبه لها كثيرا». ووصف الجعفري الجلسة الاولى مع الموفد الخاص بـ«الايجابية والبناءة» لافتا الى انها تطرقت الى «ضرورة الإعداد الجيد للمفاوضات لناحية الشكل بما يسمح لنا الانطلاق (...) باتجاه مرحلة مناقشة المضمون».
ويلتقي دي ميستورا اليوم الوفد المعارض وكبير مفاوضيه محمد علوش، الممثل السياسي لفصيل «جيش الاسلام». وتصر المعارضة على ضرورة ان تبدأ المفاوضات ببحث تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.
ويتزامن انطلاق جولة المفاوضات في جنيف مع دخول النزاع السوري عامه السادس، وتهدف الى وضع حد لحرب تسببت بمقتل أكثر من 270 ألف شخص وبتشريد ونزوح اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وحذر المبعوث الدولي من ان البديل عن نجاح المفاوضات هو استمرار الحرب. وقال «الخطة الاخرى الوحيدة المتاحة هي العودة الى الحرب. وربما الى حرب اسوأ مما هي اليوم».
لكن المحللين يشككون في امكانية تحقيق تقدم سريع، فيما يبقى مصير الرئيس السوري نقطة الخلاف المحورية بين الطرفين. إذ تتمسك المعارضة بان لا دور للاسد في المرحلة الانتقالية، في حين يصر النظام على ان الرئيس «خط احمر».
في الوقت نفسه، يبدي النظام السوري شكوكا ازاء مدى تمثيل الوفد المفاوض للمعارضة.
وبجسب الامم المتحدة، فان جولة المفاوضات التي انطلقت اليوم واحدة من 3 جولات، وتستمر حتى 24 مارس الحالي، ثم تبدأ الجولة الثانية بعد توقف لمدة اسبوع او عشرة ايام، على ان تستمر لمدة «اسبوعين». وتُعقد جولة ثالثة من المفاوضات بعد توقف مماثل.
ميدانيا، كثفت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات جهادية، وتركز التصعيد خلال الساعات الـ 24 الماضية في منطقة تدمر بشكل خاص، حيث شن الطيران السوري عشرات الغارات.
ويسيطر تنظيم الدولة على مدينة تدمر منذ مايو 2015، وعمد مذاك إلى تدمير العديد من معالمها الاثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل.