أكد الإعلامي الإماراتي محمد الجوكر أن الإعلام الرياضي الخليجي بدأ من البحرين في ستينات القرن الماضي وكان صوت المعلق محمد المعاودة حين ذاك ينطلق من إذاعة البحرين ويتألق كأول معلق رياضي في البحرين، متزامناً مع صحيفة هنا البحرين والتي كانت برئاسة المرحوم محمد عاشير وكانت متخصصة في المجال الرياضي.
جاء ذلك، خلال الندوة الأولى لمنتدى الإعلام الرياضي ودوره في دعم القضايا الرياضية الخليجية ضمن فعاليات مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الـ14 المنعقد حاليا في البحرين بحضور وزير شؤون الإعلام على الرميحي وكبار المسؤولين في جهاز الإعلام الرياضي بدول مجلس التعاون الخليجي.
وشارك في الندوة إلى جانب الجوكر كل من المذيع السعودي تركي العجمة، والإعلامي الكويتي سطام السهلي فيما أدار الندوة رجاء السلمي.
وسلط الجوكر الضوء على التجربة البحرينية في الإعلام الرياضي واصفاً إياها بأنها كانت تجربة ناجحة في المنطقة، مبيناً أن انطلاقة الإعلام الرياضي كانت في البحرين على يد قامة بحرينية كبيرة ومهمة وهو الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي يفضل الرياضة ويعشقه جميع الرياضيين.
وأشار إلى أنه في العام 1982 اجتمع الشيخ عيسى بن راشد مع المسؤولين بدول المجلس التعاون عن مفهوم الإعلام الرياضي في الخليج، وكانت الانطلاقة الحقيقية لهذا المفهوم.
وأوضح أن وزير شؤون الإعلام على الرميحي هو أساساً رياضي ويدرك أهمية الإعلام الرياضي وأن ذلك الأمر سيصب في صالح تكامل الإعلام الرياضي والنهوض به.
وأشار الجوكر إلى ضرورة أن يتحلى الإعلامي الرياضي بالرقابة الذاتية في أدائه، وأن يكون لديه وعي ودراية بالقوانين، وأن يتمتع الإعلام الرياضي بالوعي الذي يجعله يقدم رسالة صحيحة للجمهور المتابع.
وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة أن يكون الإعلامي الرياضي يتبع المهنية والحيادية وأن يتحلى بالروح الرياضية بعيداً عن التعصب لأي جهة معينة، لأن الإعلام الرياضي أصبح من أهم أنواع الإعلام التي يتابعها الجمهور وأصبح يؤثر على سلوكهم وبالتالي لا يجب أن يكون هذا التأثير سلبياً من خلال بث روح التعصب بين الجماهير. ودعا المشاركون إلى ضرورة وضع حملات توعوية ولوائح قانونية لمحاسبة المتجاوزين في الإعلام الرياضي وضبط المنظومة الإعلامية الرياضية، وأن تصل هذه الرسائل من خلال البرامج الرياضية والتقليل من استضافة مثيري الأزمات والتعصب.
بدوره أكد العجمة أن الجمهور أصبح هو من يوجه الإعلام الرياضي في جميع دول العالم وأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مهمة جداً وأصبح بينها وبين أجهزة الإعلام الرياضية علاقة قوية جداً، لذلك على الإعلامي الرياضي توخي الحذر عند تناوله المواضيع الرياضية وأن يكون محايداً في طرح أي قضية رياضية.
وأوضح أنه لا يحبذ فكرة الحملات التوعوية وحملات التثقيف الرياضي، مؤكداً أن أفضل شيء هو وضع قوانين صارمة وسريعة منجزة ضد أي مخالف، وأن تطبيق القوانين على أي متجاوز هو الذي سيؤدي إلى نبذ التعصب الرياضي ويضبط الأمور ويجعلها تسير بشكل منتظم وسليم.
وقال الإعلامي سطام السهلي إن الإعلام الرياضي أصبح الآن يصل إلى أكبر شريحة من الأشخاص وخاصة شريحة الشباب، لذلك يجب أن نبث من خلاله روح التنافس الشريف وتعريف الجمهور بأن الرياضة هي مكسب وخسارة وأنه يجب على الجميع أن يعي جيداً فكرة تقبل الخسارة وتهنئة الفائز.
وأضاف أن الإعلام الرياضي خلال السنوات الـ6 الماضية حدث فيه تطور كبير، لافتاً إلى أن التعصب موجود وهناك تعصب مقبول يأتي من الجمهور وهناك تعصب غير مقبول يأتي من المسؤولين والإعلاميين والأندية وهذا التعصب غير المقبول هو الذي يقود الجماهير.
ورأى أن الكثير من الإعلاميين الرياضيين الآن يتبعون طريقة الإثارة من أجل كسب شعبية شهرة أكبر بين الإعلام الرياضي، كاشفاً عن أن الإعلام الرياضي في المنطقة به حوالي 66 برنامجاً حوارياً رياضياً، بينما يوجد فقط حوالي 4 برامج رياضية فنية وتكتيكية، موضحاً أن البرامج الحوارية مبنية على الإثارة وبالتالي تزيد من التعصب بين الجماهير.
إلى ذلك، أكد رجاء الله السلمي أن الرياضة ثقافة خاصة تتبلور في عناق الخاسر مع الفائز وليست لعبة عابرة بل هي ترفيه ممتع ومشوق يجذب إليه فئة وشريحة كبيرة من أفراد المجتمع، وخاصة الأولمبية منها فهي الأصدق لأنها تعتمد على الأرقام، مطالباً بضرورة أن نعيد الرياضة مرة أخرة إلى الملاعب ونبتعد عن إخراجها خارج هذا الإطار.