استقبلت منطقة الحورة نبأ وفاة الأب الروحي الابن البكر للحورة الحبيب والد الجميع المرحوم عيد بن جبر بالحزن والأسى، كيف لا وقد كان تعامله مع أهالي المنطقة التي يسكن فيها بالابتسامة مهما كانت الجراح.
ففي بداية الستينات ومنذ طفولتنا شاهدناه شاباً قوياً بحاراً شجاعاً يصارع الأمواج لكي يقتات من البحر المطل على مسافة قصيرة جداً من منزله الطاهر الذي عاش حياته فيه، شاهدناه يهتم بالمنطقة وكان متواصلاً مع رجالات الحورة بشكل عجيب ويعمل على حل الكثير من مشاكلهم، رحمك الله أيها الأب الروحي، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.
لقد تركت أثراً وجرحاً في قلوبنا وذكرياتك ستبقى في قلوبنا منقوشة وسننقلها إلى أولادنا وننقل لهم أعمالك الجليلة ومساندتك مع المحتاج والوقوف مع المظلوم ضد الظالم، إني أتذكر عندما يشاركنا بالجلوس والاستماع من خلال احتفالاتنا بشهر رمضان ونحن أطفال صغار نستمع إلى قصصه الممتعة ونجلس صامتين دون حراك إلى أن ينتهي ونحزن عندما يتركنا ويرحل وننتظر الغد بفارغ الصبر، نعم أقولها الحورة خسرت شخصية وفية لا تنسى.
كان يعمل على إرضاء كل فرد من الصبية، عشنا أيامنا الجميلة بقربه وبعطفه، فهو الوالد الذي عرفناه، فقد كون عائلة يفتخر بها الغريب قبل القريب فلديه ابن باراً (جبر) محبوب مثله، فقد أخذ نفس الطابع فهو من يحمل اسم أبيه اليوم.
ولا ننسى تلك السنين عندما نخرج إلى المظاهرات ضد الاستعمار ونردد هتافات «يسقط الاستعمار» وكان ملاذنا وهروبنا الوحيد هو منزل المرحوم، لأننا كنا نحس بالأمن والأمان، كان يحتضننا ويعالجنا وبعدها يأخذنا إلى أهالينا كوننا أطفالاً صغاراً.. فكيف ننساك أيها العزيز. وداعاً أيها الأب الروحي، لقد رحلت عنا وستبقى ذكراك الجميلة مدى الحياة. هذه السطور من الكلمات قليلة في حقك، فأنت تستحق كل الحب، فوداعاً وإلى جنات الخلد بإذن الله.
الناشط الاجتماعي
صالح بن علي