أبوذر حسين
أكد المحامي الجزائري والباحث في القانون الدولي د.إسماعيل خلف الله أن التقرير الحقوقي الذي قدمته إيران لمجلس حقوق الإنسان في دورته 31 يحمل الكثير من التلفيق والكذب المعهود على هذا النظام الذي اعتاد تسويق الأكاذيب والمغالطات فأضحى هذا العمل ديدنه.
وأوضح د. إسماعيل خلف الله والناشط الحقوقي والمحلل السياسي لـ «الوطن» أنه رغم ما نشاهده من انتهاكات واضحة للنظام الإيراني في مجال حقوق الإنسان والمتمثلة أساساً في الإعدامات خارج نطاق القانون والمحاكمات غير العادلة والاختفاءات القسرية والتعذيب والتطهير العرقي والتمييز العنصري والعرقي الواضح والصريح من خلال إقصاء القوميات غير الفارسية من ممارسة الحقوق المدنية والسياسية المكفولة عبر كل دساتير العالم وعبر المواثيق والاتفاقيات الدولية خاصة في تقلد المسؤوليات والوظائف الحكومية وحرمان مناطق هذه القوميات من المشاريع التنموية والتعليمية والصحية والثقافة والعيش الكريم، وبالتالي فإن كل هذا يعطينا صورة سوداء على الملف الحقوقي الإيراني من خلال هذه الانتهاكات الواضحة، إلا أن التقرير جاء مخالفاً للواقع الحقوقي المرير الذي يعيشه المواطن الإيراني الفارسي وبصورة أكثر سواداً وسوء بالمناطق والأقاليم التي تقيم فيها الإثنيات والعرقيات غير الفارسية. ونوه إلى أن ممثل إيران في مجلس حقوق الإنسان قد رفض تقرير المقرر الأممي «أحمد شهيد» الذي قدمه أمام المجلس في جلسة 14 الجاري حول إيران ووصفه بغير النزيه، وللأسف الشديد رغم الانتقادات والإدانات التي وجهتها أغلب الدول الأعضاء في المجلس والمنظمات الدولية كالاتحاد الأوروبي مثلاً، حول انتهاكات إيران للحقوق الأساسية والحريات في الداخل الإيراني إلا أننا لاحظنا مجموعة من الدول شكلت لوبي داخل المجلس كسورية والعراق وكوبا وروسيا والصين وفنزويلا، إذ هاجمت هذه الدول تقرير أحمد شهيد، ووصفوه بأنه مسيس وصرح ممثلوها في مداخلاتهم، على أن الوضع الحقوقي الإيراني جيد وهو في تحسن ملحوظ والممارسة الديمقراطية سليمة، واستدلوا على ذلك بانتخابات مجلسي الشورى والخبراء الأخيرة التي جرت في 26 من فبراير.
وذكر خلف أن إيران استغلت المكون الشيعي داخل البحرين وباقي دول الخليج العربي من خلال الولاء للولي الفقيه حسب فلسفة المذهب الشيعي الإثني عشري الذي يمنح الطاعة والولاء الأعمى للمرشد الأعلى على حساب المصلحة الوطنية القطرية، وهذه هي آلية نشر وتصدير الثورة الإيرانية والتي تعتمد في البداية على عامل مهم وهو نشر التشيع داخل الأوساط الشعبية وفي المدارس والجامعات والمساجد والمراكز الثقافية التابعة للسفارات الإيرانية داخل هذه الأقطار.
وأشار إلى أن العملية العسكرية التي تمت بمشاركة تحالف دولي من عشر دول بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي سميت بعاصفة الحزم، جاءت للتصدي لقوات جماعة الحوثي والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح، والتي أُعلن على بدايتها في 26 مارس 2015، ثم قرار إنشاء قوات التحالف الإسلامي العسكري المشكل من 35 دولة عربية وإسلامية بقيادة السعودية أيضا لمحاربة الإرهاب، هذه القرارات الجريئة التي أنشأت هذه القوة العسكرية، أربكت حسابات وخريطة إيران التوسعية.. وفيما يلي نص الحوار:
ماهو وصفكم الحقوقي والسياسي للنشاط الإيراني الإرهابي في المنطقة؟ وما هي دعائمه الرئيسة؟
- إيران تنتهك كل القوانين والمواثيق الدولية جهاراً نهاراً وتعتبر بؤرة وحاضنة للإرهاب الدولي من خلال دعم الجماعات والمنظمات الإرهابية في المنطقة العربية بالمال والسلاح والتدريب، وعلى رأسها التنظيم المسمى «حزب الله» في لبنان وفصائل «الحشد الشعبي» في العراق وجماعة الحوثيين في اليمن وتنظيم داعش، وبالتالي فإن إيران أصبحت دولة مصدرة للإرهاب والفوضى داخل المنطقة العربية، وهي تعمل على تطبيق النظرية الخمينية القائمة على تصدير الثورة لإقامة الدولة الفارسية على أنقاض الدول والكيانات العربية السنية، وهذا ما يعرف بالمشروع التوسعي الفارسي داخل البلاد العربية من شبه الجزيرة العربية مروراً بمصر إلى منطقة المغرب العربي.
كيف ترى تغولات إيران المستمرة على البحرين ودول الخليج؟ وكيف ترى الآليات التي استخدمتها دول «التعاون» لحسم الدولة الفارسية سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً؟
- إيران استغلت انعدام المشروع العربي الإسلامي الذي يجمع ويحافظ على الكيان الثقافي واللغوي والديني للبنية العربية والإسلامية السنية وعلى الأمن القومي العربي والإسلامي، فلما وجد المشروع التوسعي الإيراني هذا الفراغ الرهيب تمدد بسهولة داخله، وأصبح يهدد وجود وأمن البلدان العربية والإسلامية، واستغلت إيران المكون الشيعي داخل البحرين وباقي دول الخليج العربي من خلال الولاء للولي الفقيه حسب فلسفة المذهب الشيعي الإثني عشري الذي يمنح الطاعة والولاء الأعمى للمرشد الأعلى على حساب المصلحة الوطنية القطرية، وهذه هي آلية نشر وتصدير الثورة الإيرانية والتي تعتمد في البداية على عامل مهم وهو نشر التشيع داخل الأوساط الشعبية وفي المدارس والجامعات والمساجد والمراكز الثقافية التابعة للسفارات الإيرانية داخل هذه الأقطار، كما استغلت إيران موجة ما عرف بالربيع العربي هذه العاصفة التي جاءت مغلفة بدعم ونشر الحريات ونصرة المستضعفين، وفي باطنها نار أحرقت الأخضر واليابس وجلبت الخراب والدمار، ولحسن الحظ استطاع التعاون الخليجي في تشكيل قوات درع الجزيرة سنة 2011 وأبعد الخطر الإيراني عن البحرين.
بعض المنظمات الحقوقية الغربية دأبت على شن هجوماً على البحرين والسعودية.. كيف تصنف ذلك الهجوم المتواصل والممنهج؟
- هناك العديد من المنظمات الحقوقية الدولية وتطبيقا لأجندات فهي تسعى دائماً لإيجاد ملفات حقوقية داخل دول الخليج العربي كموضوع العمالة الأجنبية مثلاً.
غير أن هذه المنظمات الدولية ومنها «هيومن رايتس ووتش» الأمريكية، لم تتكلم على الانتهاكات التي قامت بها القوات الأمريكية في سجن أبو غريب بالعراق ومعتقل غواتنامو، وعلى ما ترتكبه قوات الجيش الإسرائيلي من جرائم في فلسطين وبالأخص في قطاع غزة ومدينة القدس، واستعمال القوات للأسلحة المحرمة دوليا ضد الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة، فهذه المنظمات تغض بصرها على هذه الانتهاكات الحقوقية والجرائم ضد الإنسانية وتسلط أضوائها على قضية العمالة الأجنبية ورخصة سياقة المرأة للسيارة في السعودية، التي لا وزن لها أمام ما تم ذكره من الانتهاكات الجسيمة والخطيرة.
قيادة السعودية للتحركات الخليجية والعربية الأخيرة كشفت كثير من الأقنعة داخل وخارج المنطقة، ماهي الإيجابيات التي نتجت عن التحرك السعودي لحسم أزمات المنطقة وكبح جماع القوى الإيرانية الطامحة للتوسع؟
- العملية العسكرية التي تمت بمشاركة تحالف دولي من عشر دول بقيادة السعودية، والتي سميت بعاصفة الحزم، جاءت للتصدي لقوات جماعة الحوثي والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح، والتي أعلن على بدايتها في 26 مارس 2015، ثم قرار إنشاء قوات التحالف الإسلامي العسكري المشكل من 35 دولة عربية وإسلامية بقيادة السعودية أيضاً لمحاربة الإرهاب، هذه القرارات الجريئة التي أنشأت هذه القوة العسكرية، أربكت حسابات وخريطة إيران التوسعية، وبالتالي جاء كرد فعل إيجابي على الغطرسة الإيرانية في المنطقة، وصد توسعها، غير أن هذه القرارات جاءت متأخرة نوعاً ما.
ما هي قراءتكم للقرار الخليجي القاضي بعزل كل من يؤيد أو يدعم أو يتعاطف مع حزب الله الإرهابي؟ وما هي الآثار السالبة لدولة لبنان من التماهي مع حزب الله؟.
- لا شك أن قرار دول مجلس التعاون الخليجي يوم 2 مارس 2016 ثم قرار الجامعة العربية القاضي بتصنيف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية سيؤدي حتماً إلى التضييق على نشاط الحزب وبالتبعية بالتضييق أيضاً على نشاط إيران، لأنه يعتبر ذراع إيران القوي داخل المنطقة العربية، فنحن نرحب بهذا القرار رغم أنه جاء متأخرا، وكان من المفروض أن يتخذ هذا القرار منذ بداية دخول ميليشياته إلى الأراضي السورية وبداية العمليات الإجرامية التي تقوم بها هذه الميليشيات في حق الأطفال والنساء في سورية من تقتيل وتشريد وتجويع، كما يُعتبر هذا القرار بداية حسنة وموفقة للموقف العربي الموحد لوضع حد لعدوان إيران والتصدي لمشروعها التوسعي داخل المنطقة العربية، وكنتيجة حتمية إذا استمرت الحكومة اللبناية في دعمها وسكوتها على الإرهاب الذي يقوم به حزب الله سيعزلها حتما على المحيط العربي، وستكون له آثار سلبية على الاقتصاد اللبناني الذي يعتمد بنسبة كبيرة على مساعدات دول الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.
هل ترى سقوط قناع الإدارة الأمريكية أمام دول المنطقة بالكامل عقب تصريحات أوباما الأخيرة؟ أم أن هناك متسع للرتق؟.
- تصريحات أوباما الأخيرة على أن المملكة العربية السعودية نستطيع أن نعتبرها هي ترجمة حقيقية وكاشفة لحقيقة ما تفكر فيه الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة،
كما قال أوباما على السعوديين أن يتقاسموا الشرق الأوسط مع إيران، وما أدلى به أحد الصحفيين الذي أجرى العديد من المقابلات مع أوباما بأن هذا الأخير يهاجم السعودية داخل الكواليس وفي الغرف المغلقة، فكل هذا يدل على ميلاد حلف جديد علني بين أمريكا وإيران، كما تكشف هذه التصريحات عن حقيقة التقارب الأمريكي مع إيران على حساب العلاقات التاريخية الأمريكية السعودية، وعلى أن محور الشر في نظر الإدارة الأمريكية هو دول الخليج وليست إيران، وربما تكون هذه التصريحات ناتجة عن عزم السعودية على التدخل البري في سوريا، وعلى أن السعودية ودول الخليج أصبحوا يقررون بأنفسهم دون الرجوع لواشنطن، وربما نقول بأن هذه التصريحات جاءت لتغطي على فشل إدارة أوباما في التعامل مع أحداث بارزة وكان حضور واشنطن فيها ضعيف جداً.
هل ثمة رابط بين الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران مؤخراً، والموقف الأمريكي الداعم لإيران، وسياسة الإدارة الأمريكية الثابتة نحو ما يسمى بـ «أمن إسرائيل»؟.
- من أكبر النتائج الإيجابية للاتفاق على إيران هو إعادة دمجها في النظام الدولي وإخراجها من العزلة الدولية وجعلها دولة طبيعية وقوة إقليمية فاعلة في منطقة الشرق الأوسط، بل نذهب إلى أبعد من ذلك ونعتبر هذا الاتفاق مكافأة واضحة لإيران على وقوفها ودفاعها على النظام السوري من السقوط باعتباره الحامي الأول لأمن إسرائيل، وهذا الكلام لا نقوله جزافاً بل هناك أدلة كثيرة تؤكد ذلك ومنها ما صرحت به إيران في أكتوبر 2014 على لسان نائب وزير خارجيتها بأن سقوط نظام بشار الأسد سيكون خطرا على أمن إسرائيل، وأكد على أن إيران قد أعلمت الغرب بذلك.
كثر الحديث عن الانتهاكات الحقوقية في الداخل الإيراني... لماذا لا تأتي ردة فعل موازية للانتهاكات من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية؟
- انتهاكات حقوق الإنسان في إيران كثيرة ومتعددة وأبرزها الإعدامات الجماعية التعسفية، ولكن للأسف المجتمع الدولي وخاصة الدول الغربية الفاعلة في مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة أو باقي الهيئات الدولية الأخرى يعلمون ويشاهدن انتهاكات النظام الإيراني في هذا الجانب ولا يفعلون شيئا، بل إن اتفاق فيينا النووي «5 1» لم يتضمن أي شرط يلزم إيران باحترام أدنى الحقوق والكرامة الإنسانية داخل إيران وخارجها.
ما دور الخلايا النائمة التابعة لإيران في المنطقة في الوقت الحالي؟ وما هي السبل لقطع وسائل دعمها؟
- الخلايا النائمة هي أكبر تهديد للمنطقة العربية سواء في الخليج العربي أو في منطقة شمال إفريقيا، وتكمن هذه الخطورة في كونها تعيش داخل المجتمعات العربية، ويزيد خطرها في تواطئها مع التنظيمات الإرهابية التي تنشط هنا وهناك، ويمكن أن تكون أخطر من القوات العسكرية النظامية وهذا لسريتها وصعوبة معرفة عددها وعدتها، وقد اعترف السفير الإيراني عادل الأسدي الذي انشق عن النظام الإيراني الذي كان يشغل منصب القنصل العام لإيران في دبي عام 2003، على أن هذه الخلايا النائمة موجودة ومنتشرة في كل دول الخليج العربي وترتبط ارتباطاً وثيقاً مع السفارات الإيرانية لدى تلك الدول.والأدلة على ذلك كثيرة، فهناك خلايا كثيرة تم الكشف عنها في الكويت والبحرين والسعودية، وكما هو معلوم فهذه الأنشطة تدخل ضمن المشروع الإيراني التوسعي الذي يسعى إلى نشر الفوضى والإرهاب داخل المجتمعات العربية السنية بالأخص. ومحاربة هذه الخلايا تكون بتنشيط وتفعيل الخلايا الأمنية وبالتربية والتوعية الدينية الصحيحة وبناء البرامج التعليمية القادرة على تكوين جيل ينبذ العنف ولا ينساق وراء الأفكار الطائفية المتطرفة.
ماذا في جعبة دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الانحياز الأمريكي الفاضح لإيران من جهة، ولمواجهة طموحات إيران التوسعية من جهة أخرى؟
- لا شك أن التقارب الأمريكي الإيراني يخدم الأهداف الإسرائيلية الأمريكية من جهة، ويشكل تهديداً حقيقياً للأمن القومي العربي من جهة أخرى، وقد جاء هذا التقارب على حساب مصالح دول الخليج العربي، ومن هنا يكون من الضرورة بمكان الاعتماد على الذات وتعزيز فكرة الأمن الجماعي العربي، ودفع عملية التفاهم والتقارب بين وجهات النظر العربية، ومعالجة كل الخلافات الجانبية، وتطوير قوات التحالف الإسلامي، والعمل على استقطاب الدول العربية والإسلامية التي لم تنظم بعد لهذا التحالف.
كما يجب استبعاد نظرية الحماية الأمريكية والتي كانت إلى وقت قريب خياراً استراتيجياً لحماية أمن دول الخليج العربي، والإسراع لاستعادة الأمن في اليمن، ودعم الثورة السورية لإنهاء نظام بشار الأسد الموالي لإيران، وتجفيف منابع تمويل حزب الله اللبناني ودعم الحركات التحررية في الأحواز والأتراك والتركمان، فكل هذه العوامل تضعف الدور الإيراني التخريبي داخل المنطقة العربية.
ماذا حصدت إيران من نظرية الولي الفقية في العالم الإسلامي؟ وما حقيقة ممارسات التشييع المكثفة التي تقوم بها طهران في القارة الأفريقية من شمالها إلى غربها ووسطها؟
- كما هو معلوم أن من أهم أهداف الثورة الخمينية التوسع الناعم داخل الأوطان العربية والإسلامية لاسترجاع المجد الفارسي وهذا عن طريق ما يعرف بتصدير الثورة.
ولما كان ذلك مكلفاً ويتطلب العدة والعتاد والجيوش، وأن ذلك يثير الشعوب في الدفاع على أوطانها، فتم استحداث أسلوب أقل تكلفة وهو الانتشار والتوسع الناعم داخل الأوطان العربية والإسلامية.
فكان التشيع داخل المجتمعات السنية هو الوسيلة الناجحة للمشروع التوسعي داخل المنطقة العربية والإسلامية، وهذا عن طريق سفارات إيران داخل الدول وملحقاتها الثقافية، ومن ثم تم تشييع أعداد هائلة داخل هذه الدول ولاؤها المباشر للولي الفقيه في طهران. ونجحت إيران بهذه الطريقة إلى حد كبير على تشكيل منظمات مسلحة داخل هذه الدول.
ما هي الأدوات التي يمكن أن تقوي شوكة الأحوازيين داخل وخارج إيران، أو من شأنها أن تسبب إرباكاً سياسياً وحقوقياً للدولة الفارسية؟.
- مادامت إيران تبني مشروعها التوسعي في المنطقة العربية على تكوين تحالفات داخلية عبر الأقليات بحجة دعم الشعوب المضطهدة، فكان من المفروض أن نواجه المشروع الفارسي بنفس الطريقة التي تستعملها في تغلغلها داخل المجتمعات العربية السنية ثم تقوم بتشكيل الخلايا والميليشيات المسلحة لاستعمالها في إثارة الفتن وتصدير الإرهاب. ثم إن الأحواز العربية كانت دولة قائمة قبل أن تكون إيران دولة وقد تم احتلالها في 1925 عبر الاتفاق الذي تم بين إيران وبريطانيا كما هو معروف، وبالتالي فدعم الأحواز ليس فقط بهدف إشغال إيران داخليا، ولكن هو من واجبات الأمة العربية الكبرى التي تخلت عنها وكان هذا الصمت وضعف رد الفعل العربي على احتلال ايران للأحواز، وعدم دعم ومساندة الشعب الأحوازي على التحرر منذ ما يقارب القرن، كل هذا كان له الأثر الكبير في توسع النظرة الإستراتيجية الإيرانية في تغلغلها داخل الجسم العربي من خلال نشر أذرعها المسلحة كالتنظيم الإرهابي المسمى حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي وخلايا عديدة أخرى نائمة داخل معظم دول الخليج العربي.كل هذه الأسباب تدعو إلى اعتبار المقاومة الأحوازية، مقاومة شرعية في مواجهة احتلال غير شرعي، وبالتالي يجب دعمها مادياً ولوجستياً وداخل المحافل الدولية لتكتسب الشرعية الدولية وتصبح مثلها مثل الحركات التحررية المعترف بها في العالم، وكل هذا سيكون له النتيجة الإيجابية في كبح التوسع الإيراني داخل المنطقة العربية.