عواصم - (وكالات): أعلنت العشرات من الفصائل المقاتلة والإسلامية في سوريا رفضها «القاطع» للنظام الفيدرالي الذي أعلنه الأكراد في مناطق سيطرتهم شمال سوريا، محذرين من أنها خطوة تهدف إلى «تقسيم» البلاد. وقال بيان وقعه 70 فصيلاً مقاتلاً في سوريا «نرفض رفضاً قاطعاً الإعلان الذي تم منذ أيام بخصوص تشكيل منطقة حكم ذاتي أو فدرالية في الشمال السوري، ونعتبره خطوة خطيرة تهدف إلى تقسيم سوريا». وأكدت تلك الفصائل ومن بينها «جيش الإسلام» الممثل في وفد الهيئة العليا للمفاوضات في محادثات جنيف «سنقاوم هذه الخطوة بكل ما أوتينا من قوة وبكافة الوسائل السياسية والعسكرية». وشددت الفصائل على «وحدة سوريا أرضاً وشعباً ورفض أي مشروع للتقسيم أو مشروع قد يمهد له على المدى القريب أو البعيد وتحت أي مسمى كان»، مضيفة أن هذا «خط أحمر».
إلى ذلك، تظاهر المئات إحياء للذكرى الخامسة لـ»الثورة» في مدن سورية خاضعة لسيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة في محافظات عدة من بينها حلب وإدلب ودرعا وحمص. من ناحية أخرى، التقى المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا وفد النظام السوري، فيما يلتقي لاحقاً وفد المعارضة التي جددت التمسك بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية كما أكد رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض حجاب في خطاب بمناسبة ذكرى الثورة. ودعا دي ميستورا وفد النظام إلى بدء مناقشة عملية الانتقال السياسي، لافتاً الانتباه إلى أن جدول أعمال المباحثات واضح ولن يتغير. وطالب الوفد الحكومي السوري بتقديم مقترحات حول الانتقال السياسي «الأسبوع المقبل»، في ختام أسبوع من المحادثات غير المباشرة مع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف إن ذلك يعد تطوراً إيجابياً.
وكان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض حجاب قد أكد خلال خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة السورية على ضرورة إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات كخيار رئيس لمستقبل سوريا، كما دعا حجاب الجهات الفاعلة في سوريا إلى الوقوف في وجه سائر المليشيات الطائفية.
ميدانياً، قتل 16 مدنياً، بينهم 8 أطفال في قصف جوي استهدف مدينة الرقة السورية معقل تنظيم الدولة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان دون أن يتمكن من تحديد الجهة المسؤولة.
وتنفذ الطائرات الحربية الروسية من 20 إلى 25 غارة جوية يومياً دعماً للجيش السوري في الهجوم الذي يشنه من أجل «تحرير» مدينة تدمر من تنظيم الدولة في محافظة حمص وسط سوريا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. وأعلن الجيش الأمريكي أن روسيا سحبت معظم مقاتلاتها من سوريا قائلاً إنها باتت تقوم بضربات لدعم القوات الحكومية مستخدمة المدفعية عوضاً عن الطائرات. وتبنى تنظيم الدولة «داعش» في بيان مقتل 5 جنود روس و10 عناصر من «حزب الله» اللبناني إلى جانب عدد من عناصر الميليشيات الشيعية الأفغانية خلال معارك بمحيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وذلك حسب وكالة أعماق التابعة للتنظيم. اقتصادياً، هوت العملة السورية إلى مستويات متدنية جديدة بعد أن قالت روسيا إنها ستخفض وجودها العسكري الداعم للرئيس بشار الأسد وذلك بعدما تأثرت العملة بالفعل بالحرب التي ألحقت أضراراً جسيمة بالصناعة والبنية التحتية والاقتصاد.
وانخفضت الليرة السورية إلى 475 ليرة للدولار في السوق السوداء مسجلة هبوطاً بنسبة 90 % منذ 18 مارس 2011.