بقلم العقيد عبدالله بوراشد:
يعتبر الأمن حاجة إنسانية أولية، ومن ذلك فهو مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع، فالإنسان حين يشعر بأنه يعيش في بيئة آمنة ينطلق ليُعمر الأرض التي يعيش عليها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ويرتقي بوطنه من جميع الجوانب دون أن يشعر بكلل أو تعب، حيث إننا لا نبالغ حين نقول بأن الأمن هو الحياة ولذلك تتسابق لتحقيقه المجتمعات شعوباً وحكومات.
انطلاقاً من الحس الوطني بضرورة التعاون لحفظ الأمن والاستقرار في المجتمع وتحقيقاً للمفهوم الشامل للأمن ولخلق علاقة إيجابية بين رجال الأمن والمواطنين تُحقق الأهداف الأمنية بمبدأ الشراكة المجتمعية الواعية والمتحضرة، والتي يؤمن طرفاها بأن تحقيق الأمن والاستقرار ليس مناطاً برجال الشرطة فقط بل هو مسؤولية كافة أطراف المجتمع.
خصص الثامن عشر من مارس من كل عام للاحتفاء بيوم الشراكة المجتمعية، وها نحن اليوم نجتمع لتأكيد على أن الشراكة المجتمعية ما هي إلا تجسيد لروح المواطنة الصادقة المحققة لِتَلاحم وتكاتف جميع أطياف المجتمع الواحد تشد بعضها بعضاً برباط أخوي إذ هو ليس بالأمر الغريب على شعب مملكة البحرين، هذا الشعب الأصيل والذي اعتاد على الإيثار والتضحية والتصدي لكل ما يمكنه أن يعطل مسيرة الأمن الموفرة لحياة كريمة لكل القاطنين على هذه الأرض على اختلاف مشاربهم وأديانهم ومذاهبهم.
عماد رؤية شرطة خدمة المجتمع هو توفير الأمن من خلال الشراكة المجتمعية وتحقيق المعايير القانونية والقيم الأخلاقية والمصداقية والشفافية والمساءلة لضمان الحفاظ على الأمن والحريات والممتلكات أخذةً بالحسبان مبادئ حقوق الإنسان من خلال استراتيجية قائمة في دورها الوقائي على تحقيق الاتصال المباشر بالجمهور من خلال تأسيس عدة مكاتب توفر سُبل عدة أهمها تواجد الدوريات بشتى أنواعها قريبة من الجمهور لتحقيق استجابة فورية للوقايـة من الجريمـة وبما يؤدي إلى تقليل فرص ارتكابها والخوف منها وتعزيزاً لثقـة المجتمع بالشرطـة و لإيجاد بيئـة آمنـة لازدهار المجتمع وتطوره.
وإنصافاً للتاريخ ولقدر الرجال، لابد أن نقف عند الإرادة الساميـة من حضرة صاحب الجلالـة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة لتحقيق فكرة (شرطة خدمة المجتمع) المنبثقة من سيدي معالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، صاحب الفكرة التي تُعد الأولى من نوعها على المستوى العربي والخليجي والذي ثابر واجتهد وكافح مع سيدي رئيس الأمن العام لإظهارها إلى حيز الوجود وتقديمها للمجتمع والجهاز الأمني كأمانة.
عشر سنوات هي عمر تلك الأمانة مرت بمراحل عدة، تطورت ونمت بفضل العديد من الأسماء التي ترأستها.
وها هي اليوم بين أيدينا، لا نألو جهداً مذ تولينا منصب مدير إدارة شرطة خدمة المجتمع من أبريل 2014 على تطوير تلك الفكرة وإنمائها من خلال صقل مهارات وقدرات القائمين عليها من أفراد شرطة خدمة المجتمع ورفع كفاءة أدائهم وتأسيسهم بقاعدة ثقافية أمنية داعمة لكسب ثقة الجمهور، وتطوير جودة الخدمات في المجالات الأمنية.
ومن ضمن الإنجازات التي حققتها الإدارة في الآونة الأخيرة في المجال التدريبي:
1-على مدار عام ونصف استمر برنامج تدريبي خاص بشرطة خدمة المجتمع تحت عنوان (مهام وإجراءات شرطة خدمة المجتمع)، حيث وصل عدد المتدربين من الجنسين 500 متدرب، قام على تدريبهم طاقم مؤهل من ضباط وأفراد من إدارة شرطة خدمة المجتمع ومن خارج الوزارة.
2ـ تدريب 300 موظف من داخل الوزارة وخارجها متمثلاً في الإدارة العامة للمرور وإدارة الشؤون الصحية والأمانة العامة لمجلس النواب على دورات فن التعامل واستراتيجية العمل الناجح .
3- وضماناً لأعلى درجات الطمأنينة والثقة ضمن الخدمات المقدمة من إدارة شرطة خدمة المجتمع وجودتها حرصت الإدارة على إعداد برنامج تدريبي لأفراد شرطة خدمة المجتمع للإسعافات الأولية وذلك بالتعاون مع إدارة الشؤون الصحية بوزارة الداخلية المزمع البدء فيه نهاية مارس 2016.
الإنجازات على مستوى تحقيق الشراكة المجتمعية
1- التعاون مع مركز بتلكو للعنف الأسري بإلحاق أفراد شرطة خدمة المجتمع ورش عمل تدريبية تساهم في رفع مهاراتهم وقدراتهم للتواصل مع الجمهور.
2- التعاون مع دار الكرامة للرعاية الاجتماعية، وإعداد خطة عمل متكاملة لتطوير العمل المشترك لتوعية كافة أفراد المجتمع من خلال المحاضرات المكثفة بهدف مكافحة التسول والتشرد والالتزام بالقوانين والإجراءات.
3- تدريب حوالي 200شرطي خدمة مجتمع في قسم الثقافة المرورية على كيفية تسهيل الحركة المرورية عند المدارس، لضمان سلامة الطلبة أثناء حضورهم وانصرافهم حيث فتحت هذه النوعية من المحاضرات المجال لتبادل الخبرات وطرح المشكلات وتبادل الآراء حول سبل الحل والعلاج.
4- تلقت إدارة شرطة خدمة المجتمع عدد (1400) رسالة إلكترونية عبر عنوانها الإلكتروني الخاص ([email protected]) خلال الفترة من 2014إلى نهاية 2015 ما بين شكاوى- بلاغات - استفسارات - وذلك من داخل وخارج مملكـة البحرين وتم التعامل معها واتخاذ ما يلزم بشأنها.
5- عمل إحصائيات شهرية عن عدد الحالات المسجلة والبلاغات المستلمة من المديريات الأمنية بخصوص موضوع تعاطي المواد الطيارة وعمل دراسة في كيفية التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة وطرح سُبل العلاج الممكنة للحد منها.
6- المشاركة الفعالة في الاستراتيجيات الوطنية كاستراتيجية مناهضة العنف ضد المرأة بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة.، للاستراتيجية الوطنية للطفولة برئاسة وزارة التنمية والشؤون الاجتماعية.
ختاماً نقول بأن فلسفة شرطة خدمة المجتمع المجتمعية في البحرين منبثقة من الشـــريعة الإسلاميـة وقيم وعادات وتقاليد المجتمع البحريني، المحترمة لحقوق الإنسان للحفاظ على كرامة الأفراد.