أكدت المديرة التنفيذية والشريكة في مجموعة شركات «جميل سلمان»، التي تضم سلسلة مطاعم وشركات ترفيهية وعقارية يارا جميل سلمان، أن الوضع الاقتصادي الحالي يتطلب من الجميع الوقوف صفاً واحداً من أجل مواجهة التحديات القادمة.
ولفتت يارا سلمان، وهي إحدى نماذج ريادة الأعمال الناجحات، إلى أنها لديها الكثير من الأفكار والتصورات التي تسعى إلى تحويلها لمشاريع واستثمارات على أرض الواقع.
وأوضحت أن الاستثمار في القطاع العقاري هو الأفضل في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تمر بها البحرين ومنطقة الخليج بشكل عام، موضحة في الوقت نفسه أن هذا القطاع مليء بالفرص الاستثمارية المميزة.
وأشادت يارا، التي حققت نجاحات كبيرة في عملها كمديرة تنفيذية للمجموعة، بالدور الكبير الذي لعبه والدها في تأهيلها لتكون صاحبة أعمال ناجحة.
وعلى الرغم من صغر سنها استطاعت يارا الحصول على وكالة إحدى أكبر شركات التجميل في العالم وهي «بلامي هير»، حيث أصبحت الموزع الرئيس لمنتجات الشركة في البحرين ومنطقة الخليج.
وعن بداية دخولها في عالم الأعمال، قالت «البداية كانت منذ كنت في التاسعة من عمري، حيث كنا نعمل أنا وأخي مع والدنا في مجموعة شركاته التي تضم سلسلة مطاعم برجر لاند ومطعم لامرين البحرين وشركة مقاولات وعقارات ومزرعة صفا للدواجن، وعندما بلغت سن الـ17 تخرجت من مدرسة سانت كريستوفر والتحقت بالجامعة قبل أن أفتتح مركز «أمواج يارا» وهو أول مشروع اعتمدت فيه على نفسي ومن أفكاري ومجهودي وكان يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لي بسبب ارتباطي بالدراسة وحرصي على نجاح مشروعي الخاص الأول، وكان والدي يساعدنا من خلال توجيهاته تمهيداً لدخولنا في عالم التجارة.
وعن العقبات التي تواجهها في إدارة المجموعة، قالت يارا «أمتلك خبرة جيدة في إدارة الأعمال رغم صغر سني، وهناك بعض العقبات التي نتغلب عليها من خلال النصائح التي أحصل عليها من والدي والاستفادة من خبرته الكبيرة في مجال التجارة.. أنا والدي وشقيقي نعمل كفريق واحد ونتشاور في حل مختلف المعوقات التي تواجهنا».
وعن الصعوبات التي واجهتها بحصولها على وكالة «بلامي هير» الشهيرة في مجال التجميل رغم أن سنها لم يتجاوز الـ19 سنة، أكدت أن الأمر لك يكن سهلاً، وتطلب ذلك مجهوداً كبيراً واتصالات متواصلة وفي بعض الأيام لم أنم بسبب فارق التوقيت مع أمريكا من أجل متابعة الموضوع مع الشركة العملاقة، وكانوا مترددين وغير مصدقين أن بنتاً في هذا العمر تريد الحصول على الحقوق الحصرية لبيع منتجاتها في المنطقة.
وواصلت «لكن جهودي تكللت بالنجاح وتمكنت من إقناعهم والحصول على الوكالة، وشاركت في معرض دبي وهو أكبر معرض بالشرق الأوسط للتجميل وقمت بتسويق منتجات الشركة وتعاقدنا مع العديد من شركات وصالونات التجميل في الخليج لتزويدهم بمنتجات الشركة».
وعن أبرز المشاريع الجديدة، قالت «أحدث مشاريعنا افتتاح صالة MJ’S للبولينغ في مجمع النخيل بلازا، وهو مشروع ترفيهي متكامل يضم الكثير من الترفيه العائلي من خلال صالة البولينغ وأستوديو تسجيل وآماكن للكاريوكي بالإضافة إلى كوفي شوب وشاشة عرض كبيرة يصل طولها إلى 6 أمتار لمشاهدة المباريات العالمية».
وزادت «كنا نهدف إلى تقديم مستوى مختلف من التجربة الترفيهية للمواطنين والمقيمين والسائحين من دول مجلس التعاون الخليجي.. هذه التجربة هي الأولى من نوعها في البحرين».
وأردفت «أما مشاريعنا المستقبلية تتمثل في افتتاح مطعم إيطالي فئة 5 نجوم وسيكون مكملاً لمشروع MJ’S، إضافة إلى مشروع المرحلة الثانية من مركز أمواج يارا، ولن أفصح عن تفاصيل المشروع حالياً، لكنه سيكون الأول من نوعه في البحرين والمنطقة، وسيكون مرتبطاً بالصحة والجمال والسياحة أيضاً، حيث يمثل كان حلم هذا المشروع يراودني منذ الصغر».
وقالت يارا «بدأت التخطيط لهذا المشروع منذ عامين وعملت له دراسة جدوى وقمت بزيارة عدة دول أوروبية وأفريقية وأمريكا من أجل التعاقد مع خبراء في هذا المجال للعمل في المركز.. كلفة المشروع مرتفعة جداً نظراً لفخامته وتجهيزه بأحدث الأجهزة والتقنيات التي يستخدم بعضها في البحرين والخليج للمرة الأولى، ومن المتوقع افتتاح المشروع بعد شهرين».
وأكدت أنها تسعى إلى افتتاح مطعم لبناني وسيكون مقره في مجمع حدائق بلازا، بالإضافة إلى سيارة محاكاة لـ»الفورمولا1» من فيراري تابعة لمشروع MJ’s والتي تجعل محبي رياضة السيارات يعيشون تجربة شبيهة بالواقع في سباقات السيارات.
وحول نظرتها تجاه القطاع الترفيهي والسياحي، أكدت أنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، يعتبر القطاع السياحي من أفضل القطاعات للاستثمار، وهناك العديد من الفرص الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي والهام، أضف إلى ذلك منح مسؤولية القطاع لقيادة متمثلة في وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد الزياني ما سيخدم القطاع السياحي كثيراً وهو مؤشر إيجابي بأن مستقبل الاستثمار في القطاع السياحي سيكون منتعشاً، ونتوقع أن يشهد القطاع العديد من الاستثمارات في المستقبل سواء من مستثمرين محليين أو من الخارج.
وفيما يتعلق بتأثير الأوضاع الاقتصادية الحالية على الاستثمارات في البحرين، قالت «لا أعتقد بأن يكون لها تأثير، خصوصاً وأن البحرين تمتلك مقومات عديدة للاستثمار.
وعلى الرغم من أزمة هبوط أسعار النفط ومخلفاتها، إلا أن الوضع الاقتصادي ليس طارداً للاستثمارات، خصوصاً وأن القيادة وضعت أسساً قوية لجذ المستثمرين من خلال التسهيلات والبنى التحتية التي تجذب المستثمرين، حيث أصبحت الأمور حالياً أكثر تيسيراً عن السابق وخصوصاً فيما يتعلق باستخراج الرخص والذي يمكن إتمامه عبر الإنترنت دون عناء.
وحول تقييمها لأداء سوق العقارات أكدت أن قطاع العقارات من القطاعات المهمة والتي يعول عليها كثيراً في تنشيط الاقتصاد والسوق المحلي، لكنه قد يتأثر أيضاً بالظروف الراهنة وبانخفاض أسعار النفط كغيره من القطاعات.
وقالت يارا «لدينا الآن مجمع فلل ولنا حصة 50% في مجمع النخيل بلازا مع مستثمر بحريني.. نتطلع إلى فرص أفضل للاستثمار في هذا القطاع».
وعن تأثر مبيعات مجموعة المطاعم التي تديرها بعد رفع الدعم عن اللحوم، قالت «لم تتأثر مبيعاتنا، بل على العكس، فقد زادت بنسبة 40% عن السابق، والسبب لم يكن في رفع الأسعار ونحن لا نفكر في رفعها، حيث إن جميع الوجبات التي نقدمها بأسعارها السابقة وبنفس الجودة، لكننا غيرنا من سياستنا الإنتاجية التي تعتمد على تحسين الإنتاجية وزيادة المبيعات على حساب رفع الأسعار».
وأردفت «حرصنا على الاستمرار في نفس الجودة السابقة وتحسينها، إذ نعتبر الوحيدين الذين نستخدم الدجاج المحلي من مزارعنا الخاصة التي تعد من أكبر المزارع في البحرين وأحدثها في المنطقة والشرق الأوسط لما تضمه من تقنيات وآليات حديثة تعمل بأنظمة الكمبيوتر، ولم نغير من سياستنا في هذا الجانب».
وبسؤالها عن مدى استفادتها من برامج ودعم «تمكين»، قالت إن مشروع «تمكين» من أهم المشاريع التي وضعت لدعم القطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث ساهمت في تطوير ونجاح العديد من المؤسسات عبر الدعم والتدريب والاستشارات التي تقدمها لأصحاب الأعمال حيث استفدت من ذلك أيضاً. وقالت إنه يجب الإشارة إلى أن البعض أساء استخدام الخدمات التي تقدمها «تمكين»، وحدث الكثير من التلاعب والغش من قبل البعض.
ودعت يارا «تمكين» إلى إعادة النظر في بعض سياساتها وبرامجها حتى لا يتضرر أصحاب الأعمال الفعليين الذين يترجمون الدعم الذي تقدمه لهم تمكين إلى مشاريع تساهم في نمو الاقتصاد الوطني.