عواصم - (وكالات): قتل عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال في قصف جوي روسي استهدف مدينة الرقة أبرز معاقل تنظيم الدولة «داعش» في سوريا، فيما صرح متحدث عسكري أمريكي أن الطيران الروسي شن فعلاً «بعض الضربات» جنوب سوريا هذا الأسبوع خلافاً لما أكده قبل ساعات في لقاء مع صحافيين، بينما قال مصدر قريب من الوفد الحكومي السوري إلى جنيف إن المحادثات التي بدأت الإثنين الماضي سعياً لإيجاد تسوية سياسية للنزاع في سوريا لم تحرز «أي تقدم».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن بين القتلى 5 أطفال و7 نساء غداة مقتل 16 مدنياً بينهم 8 أطفال في غارات مماثلة على المدينة الواقعة شمال سوريا. وأشار مدير المرصد إلى أن الغارات «نفذتها طائرات حربية». وعدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 60 جريحاً بعضهم بحالة خطرة، بحسب المرصد. وسيطر التنظيم على مدينة تدمر التي يطلق عليها اسم «لؤلؤة الصحراء»، في مايو 2015، وعمد منذ ذلك الوقت الى تدمير العديد من معالمها الأثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدا شمين وبل. وبدأ جيش الرئيس بشار الأسد معركة استعادة تدمر الأسبوع الماضي حيث أحرز تقدماً ملحوظاً بغطاء جوي روسي. وذكر المرصد أن الطيران استهدف تدمر بنحو 70 غارة.
وأعلنت موسكو الإثنين الماضي أنها ستسحب الجزء الأكبر من قواتها على الأرض بعدما «أنجزت» مهمتها في سوريا إثر تدخل جوي بدأ في 30 سبتمبر الماضي. وصرحت في الوقت ذاته أنها ستواصل ضرباتها ضد «الأهداف الإرهابية» في سوريا.
من جانبه، قال المتحدث باسم القيادة الأمريكية الوسطى الكولونيل باتريك ريدر إن الطيران الروسي شن فعلاً «بعض الضربات» في جنوب سوريا خلافاً لما أكده قبل ساعات في لقاء مع صحافيين.
سياسياً، قال مصدر قريب من الوفد الحكومي السوري إلى جنيف إن المحادثات التي بدأت الإثنين الماضي سعياً لإيجاد تسوية سياسية للنزاع في سوريا لم تحرز «أي تقدم». وانتقد المصدر دعوة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الوفد الحكومي إلى تقديم مقترحاته بشأن الانتقال السياسي الأسبوع الحالي، مؤكداً أنه «لا يحق لدي ميستورا ممارسة الضغط على احد وعليه أن ينقل الأفكار» بين طرفي المحادثات. وأضاف «دي ميستورا هو ميسر المحادثات ولا يمكن أن يكون طرفاً» فيها. وسلم الوفد الحكومي دي ميستورا ورقة بعنوان «عناصر أساسية للحل السياسي» يتحدث أبرز بنودها عن ضرورة الالتزام «بتشكيل حكومة موسعة» دون أن تأتي على ذكر الانتقال السياسي، الذي يعتبره دي ميستورا النقطة الأساسية في المفاوضات.
وقال بشار الجعفري كبير مفاوضي الوفد الحكومي ومندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بعد لقاء دي ميستورا «جرى التركيز على ورقة «العناصر الأساسية للحل السياسي» للأزمة في سوريا» مضيفاً «نعتقد أن إقرار هذه المبادئ (...) سيفتح الباب على حوار جدي بين السوريين بقيادة سورية من دون تدخل خارجي أو طرح شروط مسبقة». وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من دمشق أن الأسبوع الأول من المحادثات في جنيف انتهى «دون نتائج تذكر» لكنها أشارت إلى أن «الاستمرارية في المحادثات هو النهج المعتمد لدى جميع الأطراف».
وانتقدت بسمة قضماني عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات أسلوب «المناورة» من الوفد الحكومي، آملة أن يسهم اللقاء المرتقب بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس المقبل في دفع عملية المحادثات في جنيف.
من جانب آخر، ظهر الصحافي البريطاني جون كانتلي الذي يحتجزه تنظيم الدولة، في شريط فيديو جديد نشر أمس ويبدو أنه تم تصويره في مدينة الموصل، معقل التنظيم شمال العراق.
وخطف كانتلي في سوريا مع زميله جيمس فولي في نوفمبر 2012 فيما كان يغطي النزاع. وسبق أن ظهر كانتلي في سلسلة أشرطة دعائية مصورة لـ»داعش» في إطار الحرب الإعلامية التي يخوضها التنظيم مع الغرب.