عواصم - (وكالات): تحطمت طائرة بوينغ تابعة لشركة «فلاي دبي» الإماراتية فجر أمس في مطار روستوف اون دون جنوب روسيا بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها وهم 62 شخصاً.
وكانت الطائرة وهي من طراز «بوينغ 737» القادمة من دبي تحاول الهبوط للمرة الثانية فجراً عندما خرجت عن المدرج وتحولت إلى كتلة من النار وتحطمت وتناثرت أنقاضها على مساحة واسعة. وأكدت لجنة تحقيق روسية مقتل جميع ركاب الطائرة الـ55 وطاقمها السبعة وبدأت تحقيقاً في احتمال وجود أعطال فنية أو خطأ طيار أو سوء أحوال جوية.
وأعرب الرئيس التنفيذي لشركة «فلاي دبي» غيث الغيث عن حزنه للحادث وقال «نيابة عن الجميع في فلاي دبي أرغب بالتعبير عن الأسى الذي نشعر به بسبب الحادث المأساوي (..) جميع من في الشركة يشعرون بالصدمة العميقة». وقلل الغيث من احتمال أن يكون عمل إرهابي تسبب في تحطم الطائرة. واعتبر مثل هذه التلميحات بأنها «تكهنات».
وقال في مؤتمر صحافي في دبي إن قائد الطائرة وهو قبرصي ومساعده الإسباني لديهما خبرة تقارب 6 آلاف ساعة طيران.
وأضاف أن أفراد الطاقم الخمسة الآخرين هم من إسبانيا وروسيا وجزر السيشل وكولومبيا وقرغيزستان. وأكد أن الطائرة خضعت للفحص في 21 يناير». وتأسست «فلاي دبي» التي تملكها حكومة دبي في مارس 2008 وشهدت نمواً كبيراً مع شقيقتها الكبرى طيران الإمارات الأولى في العالم في عدد المسافرين على الرحلات الدولية. وقالت الشركة إن الطائرة كانت تقوم بالرحلة رقم «في زي981».
وأكد الغيث أن مسؤولين من سلطات الطيران المدني الإماراتي وفلاي دبي سيتوجهون إلى روسيا للمشاركة في التحقيقات.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان بينهم خبراء متفجرات، قال مسؤول الطيران المدني إسماعيل الحوساني «لا، لم نقل شيئاً عن قنبلة». وأعرب الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس عن «صدمته وحزنه العميقين» للحادث، وقال إن قائد الطائرة هو المواطن القبرصي اريستوس سوكراتوس.
وداخل مبنى روستوف اون دون الدولي، وضع السكان المحليون أكاليل الزهور أمام قائمة تحمل أسماء الضحايا، فيما حاول أقارب الركاب المصدومون استيعاب النبأ.
وأظهرت لقطات بثتها شبكات تلفزيون روسية كتلة من اللهب ترتفع بعد سقوط الطائرة. واستغرق إطفاء الحريق أكثر من ساعة، بحسب وزارة الطوارئ. وعرض الإعلام المحلي لاحقاً صور عمال الإنقاذ يمشطون الأنقاض التي تناثرت وسط الثلوج، وقالت وزارة الحالات الطارئة الروسية إن رجال الإطفاء احتاجوا لأكثر من ساعة لإخماد الحريق، موضحة أنها أرسلت أكثر من 700 من رجال الإنقاذ ومائة آلية إلى مكان الحادث. وأكد المحققون العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة. وقالوا إن الطائرة «ارتطمت بالأرض وتفككت إلى أجزاء» تناثرت على امتداد كيلومتر ونصف الكيلومتر.
وكان صدر تحذير من رياح عاتية في المنطقة، وكان المطر يتساقط بغزارة وقت وقوع الحادث. وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لعائلات الضحايا بعد أن اطلعه وزراء النقل والطوارئ على الحادث، بحسب الكرملين. وألغت شركة الطيران الروسية ايروفلوت رحلاتها إلى روستوف اون دون بينما حولت شركات أخرى مسار عدد كبير من رحلاتها إلى مطار كراسنودار على بعد 300 كلم جنوب روستوف او دون.
وروى أحد ركاب طائرة حطت في كراسنودار قبيل تحطم طائرة البوينغ للايف نيوز أن «الأحوال الجوية كانت رهيبة وكانت الطائرة تهتز بشكل مخيف».
وعقب الحادث تم فتح تحقيق جنائي لتحديد ما إذا كانت هناك مخالفات لقواعد السلامة، وإذا ما لعب الإهمال دوراً في الحادث.
وقال الناطق باسم اللجنة فلاديمير ماركين إنه «يتم تحليل روايات عدة عن الحادث بينها خطأ محتمل من قبل الطاقم ومشكلة تقنية في الطائرة والأحوال الجوية الصعبة وعوامل أخرى». وأعلنت مجموعة بوينغ أنها على علم بالحادث موضحة أنها تريد «جمع مزيد من التفاصيل» حول الكارثة قبل إصدار بيان رسمي. وأعربت الشركة عن استعدادها «لتوفير المساعدة الفنية في حال طلبت منها ذلك الأجهزة الحكومية التي تجري التحقيقات». ولشركة فلاي دبي سجل قوي في السلامة، رغم أن إحدى طائراتها أصيبت بعيار ناري أثناء هبوطها في بغداد في يناير 2015، ما دفع العديد من شركات الطيران إلى تعليق رحلاتها إلى العاصمة العراقية. ولم يصب أحد في الحادث.
وتسير الشركة رحلات إلى 90 وجهة لا تبعد أكثر من 6 ساعات عن دبي وتملك أسطولاً يتألف من 50 طائرة بوينغ 737.
وتعرف المطارات الروسية بتاريخها غير القوي للسلامة حيث تحطمت طائرة خاصة في 2014 وأدت إلى مقتل رئيس شركة توتال النفطية العملاقة كريستوف دي مارجيري عند إقلاعها في موسكو، إضافة إلى سلسلة من الحوادث الأخرى.