أكد نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة أن الأرضية مهيأة حالياً لقيام اتحاد خليجي شامل بالاعتبار بالماضي وبالنظر إلى التحليلات، وعودةً إلى مبدأ وحدة المصير المشترك بين دول الخليج العربي.
وشدد على أهمية أن يشمل الاتحاد طوقاً أمنياً عسكرياً قوياً قائماً على التحالفات والتكتلات العربية والعالمية التي تردع كل المشروعات التوسعية، كما هو حال الاتحاد الأوروبي وذراعه الأمني في حلف «النيتو»، مشيراً إلى أن عاصفة الحزم والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب هي أولى تلك الخطوات.
جاء ذلك في ندوة نظمها مجلس الدوي بالمحرق مؤخراً بعنوان «مجلس التعاون الخليجي والطريق إلى الاتحاد»، حيث شهدت حضوراً وتفاعلاً كبيرين من رُواد المجالس بالبحرين من خلال المناقشات والحوار حول قضايا المنطقة الخليجية والعربية الراهنة.
وأوضح د.الشيخ خالد بن خليفة أن «العلاقات الخارجية لدول الخليج العربي اتخذت في بداياتها منهجية طرح المبادرات الإنسانية وتقديم المساعدات غير القائمة على الاشتراطات السياسية والمصالح المتبادلة من باب الاعتزاز بالوحدة القومية العربية، ولكن سرعان ما أظهرت هذه المنهجية عدم نفعيتها على المستوى السياسي والتي استدعت في نهاية الأمر إلى تحول في الفكر الإستراتيجي الخليجي».
وأضاف «على الرغم من أن المبادرات الخليجية، ذات الأدوار الرائدة، أدت أغراضها على المستوى القريب، إلا أنها لم تستطع بناء سياسة إستراتيجية بعيدة المدى، وبالتالي تبين أن الاتحاد الخليجي كمتطلب إستراتيجي مهم قد مر على 3 مراحل تاريخية أعادت النظر في جدية المطالبات بتأسيس وحدة خليجية عربية شاملة تحافظ على استقرار الشعوب». وأشار د.الشيخ خالد بن خليفة إلى «أن العلاقات العربية في فترة ما قبل الغزو العراقي للكويت اتسمت بطابع العلاقات التعاونية والتكافلية القائمة على مبدأ استثمار الثروة النفطية التي تمتلكها دول الخليج كثروة عربية قومية، من خلال تقديم الإعانات والمساعدات للدول المحتاجة تنموياً وأمنياً دون محاولة تأثيرها سياسياً، فهناك الكثير من الدول العربية التي وقفت إلى جانب الغزو العراقي للكويت، على الرغم من أن الكويت كانت من كبريات الدول المانحة والداعمة للترسيخ القومية والارتقاء بمعيشة شعوب الدول العربية الأخرى».