عواصم - (وكالات): أكد المدعي الفيدرالي البلجيكي أمس أن شقيقين مرتبطين باعتداءات باريس في 13 نوفمبر الماضي شاركا في العمليتين الانتحاريتين أمس الأول في بروكسل وذلك في اليوم الأول من الحداد الوطني تكريماً للقتلى الـ31 والجرحى الـ270.
وبعد 24 ساعة على الاعتداءات التي تبناها تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي صباح أمس في مطار بروكسل ثم محطة مترو مالبيك في الحي الأوروبي، أكد المدعي فريديريك فان لو أن اثنين من الانتحاريين هما الشقيقان خالد وإبراهيم البكراوي الملاحقان لصلتهما باعتداءات باريس. وقال المدعي إنه تم التعرف على إبراهيم البكراوي بأنه أحد الانتحاريين وراء التفجيرين اللذين وقعا بفارق ثوان في قاعة الرحلات المغادرة في مطار بروكسل الدولي. والرجل في وسط الصورة التي التقطتها كاميرات مراقبة في المطار وبثتها الشرطة، وهي تظهر 3 أشخاص يدفعون عربة لنقل الحقائب قبل وقوع الانفجارين في قاعة المغادرة. وأوضح أنه «لم تكشف بعد هوية الانتحاري الثاني إلى اليسار في الصورة». وقال «إن المشتبه به الثالث الذي يرتدي سترة فاتحة اللون ويعتمر قبعة فار. كانت حقيبته تحتوي على العبوة الأقوى». وتابع «انفجرت في وقت لاحق بعد وصول خبراء تفكيك المتفجرات». لكنه لم يذكر نجم العشراوي المشتبه به الفار المرتبط باعتداءات باريس والذي أعلنت وسائل إعلام بلجيكية اعتقاله قبل أن تنفي. وأفادت مصادر بأن عملية للشرطة كانت جارية في حي اندرلخت الشعبي.
وقال المدعي إن خالد شقيق إبراهيم البكراوي هو الانتحاري الذي نفذ العملية في محطة مترو مالبيك. وتم التعرف على هويته من بصماته. وكانت الشرطة تلاحق أساساً الشقيقين بسبب علاقتهما بصلاح عبدالسلام المشتبه به الرئيس على قيد الحياة من المجموعة المنفذة لاعتداءات نوفمبر في باريس والذي اعتقلته السلطات البلجيكية في مولنبيك بعد ملاحقة استمرت 4 أشهر. وكان خالد قام باستئجار شقة في شارلروا بهوية مزيفة انطلق منها منفذو اعتداءات باريس في 13 نوفمبر. كما استأجر بهوية مزيفة شقة في حي فورست في بروكسل حيث وقع تبادل لإطلاق النار خلال عملية مداهمة الأسبوع الماضي مما سرع في القبض على المشتبه به الرئيس في اعتداءات باريس صلاح عبدالسلام. وتأكيد مشاركة الشقيقين البكراوي في اعتداءات بروكسل يقيم رابطاً مباشراً بين الشبكة وراء اعتداءات باريس «130 قتيلاً» واعتداءات بروكسل الأكثر دموية التي تشهدها العاصمة البلجيكية والأوروبية. وتعزز المعلومات القلق حول قدرة الشبكات البلجيكية على مواصلة تنفيذ اعتداءات دامية رغم تشديد الإجراءات الأمنية في أوروبا وزيادة ضغوط الشرطة بشكل كبير منذ اعتداءات باريس، خصوصاً وأن الشقة التي تمت مداهمتها في منطقة شاربيك في بروكسل التي عثرت فيها السلطات على علم «داعش» وعبوة ناسفة، كانت ورشة حقيقية لصناعة القنابل «15 كلغ من المواد المتفجرة و150 ليتراً من مادة الاسيتون و30 ليتراً من ماء الأوكسيجين وصواعق وحقيبة مليئة بالمسامير ومعدات لصناعة عبوات ناسفة».
وأفاد المدعي بأن المحققين عثروا في صندوق قمامة في الشارع على كمبيوتر يحتوي على رسالة «وصية إبراهيم البكراوي». وقال فيها «إنه على عجل من أمره. ولم يعد يعلم ما عليه فعله وأنه مطارد في كل مكان». ويبدو أنه يحذر فيها لمن أرسلت إليهم بأنهم إذا استمروا لفترة طويلة سيلقون المصير ذاته»، في إشارة على ما يبدو إلى صلاح عبدالسلام المسجون في بروج بانتظار تسليمه لفرنسا. وأكد المدعي أن سائق سيارة الأجرة الذي نقل الرجال الثلاثة إلى المطار هو من قاد الشرطة إلى شقة شاربيك. ونشرت النيابة حصيلة جديدة مؤقتة للاعتداءات وهي 31 قتيلاً و270 جريحاً. وفي بروكسل أصيب أشخاص «من أكثر من 40 جنسية على الأرجح» وفقاً لوزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز. وتوفيت بيروفية ومغربية وأصيب 10 فرنسيين وبريطانيان و3 أمريكيين.
وفي حين بدأت فترة حداد من 3 أيام، وقفت بروكسل ظهراً دقيقة صمت في مواقع عديدة مثل محيط مستديرة شومان في قلب العاصمة الأوروبية بحضور ملك بلجيكا فيليب والملكة ماتيلد وكذلك رئيس الوزراء شارل ميشال.