عواصم - (وكالات): تحل هذه الأيام الذكرى الأولى لعملية «عاصفة الحزم»، بهدف إعادة الشرعية في اليمن. وأسباب الحرب ظهرت قبل اندلاعها بأسابيع، عندما احتلت ميليشيات المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وحلفاؤهم قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح البلاد، وأجرت مناورة عسكرية على الحدود السعودية. ومنذ عام 2009، حرصت ميليشيات الحوثي على الاقتراب من الحدود السعودية، وبعد إطلاق النار على أفراد من حرس الحدود السعودي، اندلعت الحرب، وطهرت القوات السعودية المناطق الحدودية، لتنسحب الميليشيات إلى عقر دارها في محافظة صعدة. وأوائل شهر مارس عام 2015، أعلن الحوثيون عن مناورة عسكرية قرب الحدود السعودية، وتحديداً في منطقة البقع المحاذية لمدينة نجران السعودية، وكانت الأسلحة المستخدمة هي ما تم الاستيلاء عليه من مخازن الجيش اليمني بعد سيطرتهم على عشرات المعسكرات اليمنية وإثارتهم الفوضى داخل اليمن.
وكان اليمن في ذلك الوقت يعاني من تمرد الحوثيين وأنصار المخلوع صالح ضد الشرعية، التي يقودها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبعد احتجاز الرئيس في العاصمة صنعاء استطاع الوصول لعدن جنوب البلاد لإنقاذ الشرعية، لكن عمليات الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لم تتوقف، حيث أصبح الأمن معدوماً في اليمن، وتم الانقلاب على الشرعية بكل مكوناتها.
وأرسل الرئيس هادي طلباً لدول مجلس التعاون الخليجي تضمن «اليمن يعيش تدهوراً شديداً وبالغ الخطورة، جراء الأعمال العدوانية المستمرة والاعتداءات المتواصلة على السيادة التي قام ولا يزال يقوم بها الانقلابيون الحوثيون بهدف تفتيت البلاد وضرب أمنه واستقراره».
وتابع «أتوجه إليكم أيها الإخوة مناشداً دولكم الشقيقة للوقوف وكما عهدناكم دائماً إلى جانب الشعب اليمني لحماية اليمن».
وبعد عام من الغارات والقتال الميداني، وافقت حكومة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي والمتمردون وحلفاؤهم من الموالين للرئيس المخلوع صالح على العودة مجدداً إلى طاولة المحادثات في 18 أبريل المقبل، في خطوة سيسبق انطلاقها بأسبوع وقف لإطلاق النار، وذلك بعد رضوخ المتمردين وقبولهم بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، الذي يقضي بإنهاء التمرد وتسليم الأسلحة وإطلاق الأسرى ومؤسسات الدولة للحكومة الشرعية.
وأعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أن العمليات الأساسية أوشكت على الانتهاء بحسب المتحدث باسمه العميد الركن أحمد عسيري.
ورأى عسيري أن التحالف «حقق إنجازاً كبيراً تجاه السلام والاستقرار في اليمن». واستعادت القوات الشرعية الموالية للحكومة محافظات في الجنوب.
من جهة أخرى، كشف عسيري لصحيفة «عكاظ» السعودية عن «ارتفاع عدد دول التحالف الإسلامي العسكري الذي تقوده المملكة لمحاربة الإرهاب من 34 إلى 40 دولة»، مضيفاً أنه «منذ إعلان ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب هناك فرق تعمل منذ ذلك الوقت إلى اليوم»، مؤكداً أن «اجتماعات تحضيرية قائمة استعداداً لانعقاد أول اجتماع للتحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب في الرياض». وذكر أنه «سيتم إعلان كافة التفاصيل مع اقتراب موعد الاجتماعات الرسمية لأعضاء التحالف الإسلامي العسكري».
من جهة أخرى، يتوقع خلال الأيام القليلة القادمة عقد الاجتماع الأول لوزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض. يذكر أن السعودية أعلنت في ديسمبر الماضي تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، وتأسيس مركز عمليات مشتركة مقره الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود، وسيعمل التحالف على 4 محاور رئيسة تشمل الفكري والمالي والإعلامي والعسكري.