عواصم - (وكالات): ذكر تقرير أمريكي صادر عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن تساهل واشنطن مع طهران ساعد في تمددها وبث سمومها في المنطقة، مشيراً إلى أن «الاستفزازات الإيرانية وصلت إلى حد اختبار صواريخ باليستية جديدة، وتهريب متفجرات خارقة للدروع إلى جماعات إرهابية في البحرين، إلا أن أمريكا لم تنظر إزاء ذلك سوى ببعض التصريحات الخجولة على لسان مسؤوليها»، فيما أفادت تقارير لوسائل إعلام أمريكية أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أجرى مفاوضات سرية مع حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، قبل المفاوضات حول الاتفاق النووي وتحديداً في عام 2014، في وقت قوبلت فيه تصريحات أوباما المتعلقة بالسعودية في مقابلة صحافية مؤخراً بانتقادات غير مسبوقة في صحافة المملكة، يرجح محللون أن تلقي بظلالها على زيارته المرتقبة الشهر المقبل.
وقال كاتب التقرير ديفيد شنكر، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن «التساهل واللامبالاة اللذين تظهرهما الإدارة الأمريكية تجاه «التهور والاستفزازات» الإيرانية منذ توقيع الاتفاق النووي في يونيو الماضي، أضر بمكانة ومصداقية واشنطن في المنطقة، خصوصاً في نظر حلفائها الخليجيين».
وأضاف أن «واشنطن لم تظهر ردة الفعل المتوقعة كأكبر القوى في العالم، عندما أقدمت طهران على اعتقال 10 بحارة أمريكيين أثناء تنفيذهم مهمة تدريبية في مياه الخليج العربي في يناير الماضي، خاصة أن الإيرانيين بثوا أشرطة فيديو أظهرت المعتقلين بطريقة اعتبرها البعض «مستفزة».
وأكد شنكر أن «نشر طهران تسجيلات فيديو للجنود بعد يوم من إطلاق سراحهم يعد انتهاكاً لـ «اتفاقات جنيف»، لكن رغم ذلك نشر الإيرانيون بعد أسابيع، لقطات جديدة من فترة الاعتقال، تظهر على ما يبدو بحاراً أمريكياً يبكي في الأسر. وحتى في وقت أقرب من ذلك تفاخر النظام بأنه «استخلص» مئات الصفحات من المعلومات من الأجهزة التي صودرت من البحارة».
ويرى مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أنه «على الرغم من الاتفاق النووي ورفع العقوبات وقيام حقبة جديدة من الانفراج الدبلوماسي المفترض، لايزال موقف طهران تجاه واشنطن استفزازياً وقائماً على المواجهة».
وأضاف «لأن إدارة أوباما لا تريد تعريض الاتفاق للخطر، فقد ردت على السلوك الإيراني المتهور بعدم المبالاة إن لم يكن بالخنوع، بإظهارها الضعف، وبالتالي فسحها المجال للمزيد من السلوك الذي يطرح إشكالية من قبل حكومة دينية» على حد تعبيره.
ويقول ديفيد شنكر إن «واشنطن لم تولِ الاهتمام الكافي للكيفية التي يتم فيها تقبل أفعالها في المنطقة في ظل التحديات الإيرانية». ورأى أن «استمرار الاستفزازات الإيرانية، وغياب الردع الأمريكي، يزيد قلق حلفاء واشنطن السنة التقليديين من مصداقية الضمانات الأمنية التي قدمتها واشنطن حيال إيران، خصوصاً أن أوباما يعرب علنا عن تردد يقارب الاستهانة». كما رأى التقرير أن «تقبل واشنطن لدور إيران في سوريا ودعمها في سوريا لنظام بشار الأسد من خلال الإتيان بـ»حزب الله» اللبناني والميليشيات العراقية والأفغانية تزعزع الثقة بدور واشنطن في العالم». وأشار الكاتب إلى أن «الاستفزازات الإيرانية لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى حد اختبار صواريخ باليستية جديدة، وتهريب متفجرات خارقة للدروع إلى جماعات إرهابية في البحرين، وفقًا لبعض التقارير، إلا أن أمريكا لم تظر إزاء ذلك سوى بعض التصريحات الخجولة على لسان مسؤوليها».
وختم الكاتب بالقول «إذا كانت إدارة أوباما ملتزمة حقاً باحتواء إيران في أعقاب الاتفاق النووي، فإنها بحاجة إلى أن تصبح أكثر وعياً نحو الكيفية التي يُنظر إليها في المنطقة. فالدبلوماسية لها أهميتها، وهو الأمر بالنسبة لنظام الردع ذي المصداقية. إن ثمن استمرار التملق الأمريكي هو تشجيع إيران وجعلها أكثر جرأة».
في السياق ذاته، أفادت تقارير أمريكية بأن الرئيس الأمريكي أجرى مفاوضات سرية مع حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، قبل المفاوضات حول الاتفاق النووي وتحديدا في عام 2014. ووفقاً لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية، فقد أسفرت تلك المفاوضات عن دفع واشنطن 2 مليار دولار إلى طهران من أموالها المجمدة، وذلك من أجل بدء المفاوضات التي أدت الى اتفاق طهران مع القوى العالمية الست، في يونيو 2015. وأكد التقرير أنه بموجب المفاوضات والاتفاقات السرية بين أوباما والنظام الإيراني دفعت إدارة أوباما 2 مليار دولار إلى إيران على شكل 3 دفعات». ونقلت «فوكس نيوز» عن عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري في ولاية كانساس مايك بومبيو، قوله إن «معلومات المفاوضات السرية بين أوباما وإيران حصل عليها من وزارة الخارجية الأمريكية». وطالب بومبيو، الإدارة الأمريكية بالكشف عن كيفية دفع الأموال التي قدرها 1.7 مليار إلى طهران. يذكر أن مصادر أمريكية كشفت في وقت سابق، مفاوضات سرية جرت بين إدارة أوباما والنظام الإيراني منذ وصول روحاني إلى السلطة عام 2013. كما كانت هناك رسائل عديدة متبادلة بين المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الأمريكي، أفضت إلى الاتفاق النووي وتنازل طهران عن برنامجها النووي المثير للجدل مقابل تعهدات أمريكية برفع العقوبات الدولية وعدم مهاجمة النظام الإيراني والقبول بدور إقليمي لطهران في منطقة الشرق الأوسط.
في السياق ذاته، قوبلت فيه تصريحات أوباما المتعلقة بالسعودية في مقابلة صحافية مؤخرا بانتقادات غير مسبوقة في صحافة المملكة، يرجح محللون أن تلقي بظلالها على زيارته المرتقبة الشهر المقبل. وانعكست التصريحات على انتقادات لاذعة على مدى أيام في صحف سعودية أبرزها «الشرق الأوسط»، استخدمت فيها مقاربات وعبارات غير مسبوقة خلال 7 عقود من «علاقة خاصة» جمعت واشنطن بالرياض. من جهة أخرى، أعلن القضاء الأمريكي توجيه الاتهام إلى 7 إيرانيين وشركتين إيرانيتين على صلة بنظام طهران لتنفيذهم هجمات معلوماتية استهدفت سداً مائياً وعشرات المؤسسات المالية في الولايات المتحدة. وبدأت أعمال القرصنة في ديسمبر 2011 واتسع نطاقها من سبتمبر 2012 إلى مايو 2013 خلال حملة هجمات محددة الأهداف وعرقلت دخول مئات آلاف الزبائن إلى حساباتهم المصرفية على الإنترنت، بحسب نص الاتهام. ومن أبرز المؤسسات المستهدفة وول ستريت ومصارف «اي ان جي» و»كابيتال وان» و»بانك اوف أمريكا». وفي 2013 تمكن أحد هؤلاء القراصنة الإيرانيين من التحكم معلوماتياً بسد مائي قرب نيويورك، الأمر الذي لم يكن له أثر نظراً إلى أعمال صيانة في خزان المياه. وأوضح بريت بهارارا مدعي نيويورك أن الإيرانيين السبعة على صلة بالحرس الثوري الإيراني، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن مع رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي ووزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش.