أبوذر حسين
كشف رئيس المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم النظام الإيراني د.أنور مالك، عن تهديدات من عناصر تابعة لحزب الله الإرهابي في لبنان والعراق بـ «تصفيته» وقطع رقبته، بسبب كشفه حقيقة أن «ابن حسن نصرالله قتل في ملهى ليلي وليس شهيداً كما يدعون».
وقال المحامي الجزائري أنور مالك المقيم في فرنسا في اتصال هاتفي لـ «الوطن» إن «معلومة اغتيال ابن نصرالله في الملهى الليلي، من قبل عدد من عناصر حركة أمل موثقة لدى المخابرات السورية قبل وقوع الحادثة مباشرة، غير أنها ظلت حبيسة الأدراج لاستخدامها ضد نصرالله في الوقت المناسب، الأمر الذي ينبئ عن كيفية تفكير عقليتي المخابرات السورية وحزب الله».
وأضاف « لم أكن أعلم من قبل بحقيقة زيف شهادة ابن حسن نصرالله، غير أنه في عام 2012 حصلت على أرشيف غني بالمعلومات من المخابرات السورية، ذودني به أحد الضباط الذين انشقوا عن بشار الأسد». وأشار إلى أن «الأرشيف الإلكتروني التابع للمخابرات السورية ضخم جدا في عدد صفحاته، الأمر الذي جعلني ابحث مجدداً لا تحقق من المعلومة الخطيرة التي حاول حزب الله أن يجملها كعادته التي يتبعها مع معظم القيادات التي يصفيها، حيث يصورهم بأنهم شهداء وأبطال، ولا يهم الحزب في ذلك عناء تمجيدهم ما دام أنهم غير موجودين وغير معرقلين لمخططات وخطوات الحزب التي يتلقاها من طهران».
وأوضح أنور مالك «إن حزب الله أولاً هاجم السعودية واتهمها بتسريب المعلومة، وهذا غير صحيح، لأنني فقط من أعلن ونشر الحقيقة التي سببت إرباكاً وقلقاً كبيرين للحزب وزعيمه، وليس هناك شخص غيري والمخابرات السورية، والمقربين من زعيم حزب الله، من يملك حقيقة مقتل ابن نصرالله في الملهى الليلي».
وأكد «أن التهديدات بالتصفية وصلتني عقب خطاب نصرالله الأخير الذي رد فيه على كشف حقيقة الشهادة الزائفة لابنه، بشكل مباشر من دون أن يسميني». مبيناً «إن خطاب نصرالله كان بمثابة شفرة سرية لعملاء الحزب في لبنان والعراق وغيرها بأنني أصبحت هدفاً للتصفية السريعة من قبل الحزب، وبمثابة ضوء أخضر للتحرك نحوي» مشيراً إلى أن ذلك تبين من خلال تغريدات صريحة وواضحة من قبل حسابات مختلفة، تؤكد بأنني هدفاً للتصفية وبأمر من زعيم حزب الله حسن نصرالله.
وقال رئيس المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم النظام الإيراني «إذا كانوا يقصدون من تهديدي التوقف عن ملاحقة هذه المنظومة الإجرامية، فهذا حلم لأنني لن أتراجع حتي ألقى ربي على هذه المبادئ الرافضة لانتهاكات حقوق الإنسان». مضيفاً «أمثال هؤلاء لا يعرفون قيمة الشهادة لدى أصحاب القضايا العادلة، لأنهم جبلوا على تزييف الشهادة ووسخوا معناها بالكذب. غير أنني أقول لهم لو أن كل كل العالم يتوافق ويتصالح مع إيران فلن أكون يوماً لهذا النظام أبداً، وساكون دوماً على جانب آخر ولن أضع يدي فوق يده ما حييت.
وأكد أنور مالك، مثلما انكشفت حقيقة زيف شهادة ابن حسن نصرالله من أرشيف المخابرات السورية، فالآن بدأت كذلك تتجلى وتتضح حقائق الخسائر الكبيرة للغاية التي تكبدها حزب الله في حرب تموز، والتي تعامل معها حزب الله بنفس الزيف والكذب.
ملاحقة نصر الله ومصير لبنان
ولفت إلى أن «المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم إيران» مع «الحملة العالمية ضد الإرهاب الإيراني» بدأتا تحركات على المستوى الدولي من أجل محاكمة حسن نصر الله. مبيناً أن هذا الأمر ليس له أبعاداً سياسية، وإنما اتجاه حقوقي وقانوني بحت، إذ ثبت لدى هذه المنظمات الدولية ذات المصداقية والمهنية العالية أن حسن نصر الله يرتكب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية».
وأشار إلى أنه إذا عجزت الحكومة اللبنانية للتصدي لمليشيات حزب الله المدعومة بالكامل من طهران، واستمرت هيمنتها الكاملة على لبنان، لن يكون أمام الحكومة اللبنانية خيار سوى الإعلان عن عجزها الكامل للتعامل مع مليشيات حزب الله الإرهابية، أو الإعلان عن أن البلد أصبح بالكامل محتلاً من قبل إيران عبر تلك المليشيات، وآنئذ سينطبق على لبنان قانون آخر، أو أن تتحمل الحكومة اللبنانية العزلة العربية الكاملة والمسؤولية الجنائية التامة باعتبارها شريك لزعيم حزب الله حسن نصر الله، من خلال الصمت عن الجرائم التي يرتكبها باسم الدولة اللبنانية.
الجرائم الإيرانية
ورداً على سؤال حول ماهية الوثائق التي جمعها «المرصد» للانتهاكات الحقوقية الإيرانية، أكد رئيس المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم النظام الإيراني أنور مالك، إن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تحتاج جرائمها لجمع أو بحث أو تحري، حيث إنها مفضوحة في الداخل الإيراني بشأن الانتهاكات الصارخة بحق الأقليات والجماعات السنية.
وأشار إلى أننا في المرصد نعمل من خلال شبكة محاميين وحقوقيين وناشطين في معظم البلدان العربية والإسلامية، ولدينا أمل كبير في أن تفتح محكمة دولية ملف الجرائم الإيرانية لوضع كل انتهاكاتها الحقوقية التي تساوي تقريباً مجموع كل الجرائم الحقوقية التي تتم في المنقطة بشكل عام. فما يحدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن ودول الخليج هو من إرهاب الدولة الذي تمارسه إيران. كما إن أية عملية إرهابية تستهدف العالم العربي، يجب علينا قبل كل شي أن نبحث عن المخابرات الإيرانية فيها.
ونلاحق دعوة الطائفية عبر متابعة القنوات الطائفية في الغرب، فهي تشكل نوعاً من صناعة العنف والإرهاب ضد أكثر من مليار مسلم سني.
تحذير للشيعة العرب
وأوضح د.مالك، إن من شأن محكمة دولية أن تحاكم ملالي طهران على ما يقترفونه من جرائم داخل وخارج إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ومتابعة جرائم أذرع وخلايا إيران في المنطقة، فالتصنيف الأخير بأن حزب الله منظمة إرهابية لم يكن قرار دولة وإنما إجماع عربي بالكامل، كما إن الدفاع عن الإرهاب بأي شكل يعد إرهاباً وهذا مبدأ قانوني.
وقال د.أنور مالك، إن إيران تستعمل بعض الشيعة العرب فيما تقوم به من إرهاب. مضيفاً إن طهران لن تقف مع إي شيعي عربي ينقلب على بلده، ولعل في سوريا ما يدلل على ذلك، حيث أن إيران لم تعلن يوماً عن استضافتها للاجئين سوريين، إلا الذي تستخدمهم في عملياتها الاستخباراتية. مشدداً أن كل شيعي عربي يقف ويدعم إيران فلن تقف معه طهران وسيدفع الثمن وراء هذا الدعم. لذا أحذر الشيعة العرب بشكل عام وفي الدول الخليجية خاصة من إشعال أية صراع طائفي، حتي لا يكون هناك ارتباطاً للشيعة العرب مع إيران. فإيران إذا دمرت أي وطن عربي فلن تحتضن الشيعة العرب، بل ستعاملهم بنفس الازدراء والانتهاك الذي يلاقونه الأحوازيون، والأذريون والبلوش والأكراد، وغيرهم من الأقليات التي تعاني العنصرية الفارسية في بقية الأقاليم الإيرانية.