عواصم - (الجزيرة نت، وكالات): أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن «منتدى لدول الخليج سيعقد في 20 أبريل بالرياض لبناء شراكة ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي»، مشيراً خلال مؤتمر صحافي في واشنطن مع رئيس هيئة الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد، أنه «ناقش مع ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان استمرار التعاون مع دول الخليج لمحاربة الإرهاب»، مضيفاً أنه «اتفق مع الأمير محمد بن سلمان على تشكيل مجلس أمريكي خليجي ينسق محاربة الإرهاب».
وقد تلقى ولي ولي العهد السعودي اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الأمريكي، تناول عدة قضايا أبرزها مواجهة الدور الإيراني الذي أدى إلى تدهور الأوضاع في المنطقة.
وأكد كارتر مقتل الرجل الثاني في تنظيم «داعش» عبد الرحمن القادولي في غارة أمريكية في سوريا، الأمر الذي قال إن من شأنه أن يضعف القدرات الميدانية للإرهابيين.
وقال كارتر إنه ناقش مع ولي ولي العهد السعودي «استمرار التعاون في محاربة الإرهاب». وتابع «أكدت للأمير محمد بن سلمان استمرار التعاون مع دول الخليج لمحاربة الإرهاب». وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أنه اتفق مع الأمير محمد بن سلمان على تشكيل مجلس أمريكي خليجي ينسق محاربة الإرهاب. وبين أن واشنطن تبادلت مع الدول الأوروبية خلال الأشهر القليلة الماضية معلومات استخباراتية حول الحرب على «داعش». وأعلن أن الولايات المتحدة ستعمل على نشر قوات برية خلال الأشهر القليلة المقبلة لمحاربة «داعش». وقد تلقى ولي ولي العهد السعودي اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الأمريكي، تناول عدة قضايا أبرزها مواجهة الدور الإيراني في المنطقة، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس».
وجرى خلال الاتصال بحث وتوسيع مجالات التنسيق مع المملكة ودول الخليج حيال القضايا الإقليمية والدولية والعسكرية، وتعزيز فرص الاستقرار في المنطقة، بما فيها الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب، إلى جانب تنسيق الجهود الأمريكية الخليجية من أجل مواجهة التطرف الذي تدعمه بعض الدول، ومواجهة الدور الإيراني في المنطقة الذي أدى إلى تدهور الأوضاع في المنطقة.
وقال كارتر حول مقتل عبد الرحمن القادولي «نصفي بشكل منهجي قادة تنظيم الدولة، وقام الجيش الأمريكي بقتل عدة إرهابيين بارزين هذا الأسبوع بينهم، كما نعتقد، حجي إمام «لقب عبدالرحمن القادولي»، الذي كان من القادة الرئيسيين وتولى وزارة المالية والمسؤول عن العديد من المؤامرات الخارجية». وتابع أن «القضاء على هذا المسؤول من شأنه إضعاف قدراتهم على القيام بعمليات داخل سوريا والعراق وخارجهما».
وأكد كارتر أن القادولي «إرهابي معروف في صفوف «داعش»» مضيفاً أنه ثاني مسؤول في التنظيم المتطرف يقتل في غضون أسابيع بعد عمر الشيشاني الذي كان بمثابة وزير الدفاع في التنظيم. وكان الأخير قتل في ضربة أمريكية أثناء وجوده في منطقة الشدادي السورية التي خسرها المتطرفون لصالح قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة. وقال كارتر «قبل بضعة اشهر، قلت إننا سنهاجم الهيكلية المالية للتنظيم وبدأنا ضرب مواقع تخزين الأموال، والآن نتخلص من قادته الذين يتولون إدارة أمواله».
وتابع أن «هذا سوف يقلل من قدرتهم على الدفع لتجنيد عناصر. حملتنا هي أولاً وقبل كل شيء القضاء على التنظيم في العراق وسوريا من خلال التركيز على معاقل سلطتهم في مدينتي الرقة والموصل».
وقد عرضت وزارة العدل الأمريكية مبلغ 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القادولي ما يجعله المسؤول الأرفع في التنظيم بعد أبو بكر البغدادي الذي «يساوي» 10 ملايين دولار. وتبقى هيكلية قيادة التنظيم المتطرف سرية ولا تضم القائمة الأمريكية سوى بعض المسؤولين الآخرين.
وكان العراق قد ألمح في مايو الماضي أن ضربة وجهها التحالف الدولي أدت إلى مقتل القادولي، الأمر الذي نفاه في وقت لاحق الجيش الأمريكي.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن القادولي من مواليد الموصل. وكان في أفغانستان أواخر التسعينات. لكن السلطات الأمريكية تؤكد أنه انضم لتنظيم القاعدة عام 2004، واصبح نائب قائد تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل عام 2006 في غارة أمريكية. وبعد ذلك، سجن القادولي والتحق بتنظيم الدولة في سوريا بعد الإفراج عنه عام 2012. وقررت الولايات المتحدة الخريف الماضي تكثيف جهودها ضد المتطرفين في سوريا والعراق، وخصوصاً من خلال الإسراع في القضاء على قادة التنظيم المتطرف.
ونشرت هذا الشتاء شمال العراق وحدة من القوات الخاصة الأمريكية بهدف شن عمليات ضد المتطرفين وجمع معلومات استخباراتية تسمح بتحديد أمكنتهم.
من ناحية أخرى، أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن منتدى لدول الخليج سيعقد في 20 أبريل بالرياض لبناء شراكة ضد «داعش».
في الوقت ذاته، وبمقاتلاتها السبعين وقدراتها الردعية الكبيرة تبعث حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة باقية في الخليج ولم تغير إستراتيجياتها وأولوياتها بالمنطقة.
وتعد هاري ترومان واحدة من 10 حاملات طائرات أمريكية تجوب محيطات العالم وتمثل رمز قوة وسلطة تحرص واشنطن على ألا تهتز في أذهان العالم. وقال قائد هاري ترومان الأدميرال بريت باتشيلدر إن وصولها إلى مياه الخليج مطلع العام الحالي يؤكد التزام الولايات المتحدة بضمان أمن المنطقة واستقرارها وتأمين حركة الملاحة التجارية.
وشدد على أن أمريكا حريصة على استقرار المنطقة، «وليس هناك أي تغيير في استراتيجيتنا تجاه دول الخليج».
وكان قرار سحب حاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت نهاية العام الماضي أثار مخاوف دول الخليج من تغير محتمل في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه المنطقة.
ووفق الأسطول الخامس الأمريكي، فإن الاتفاق النووي الإيراني لم يغير أولويات واشنطن في المنطقة ولم يجعلها صديقاً ولا حليفاً لطهران.
وتنفذ المقاتلات الأمريكية غارات ومهام مراقبة واستطلاع يومية في سوريا والعراق انطلاقاً من هاري ترومان.
وتؤكد قيادة الأسطول الخامس الأمريكي بالخليج أن الضربات الجوية ضد «داعش» في سوريا والعراق حدت من قدرات التنظيم القتالية.