سلسبيل وليد
قال الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة إن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل استنبط تجربته الشعرية من والده الشاعر فيصل بن عبدالعزيز وأخيه، وما يميز شعر الأمير خالد أن أشعاره تحرك حتى الطفل، فهي مؤثرة جداً ليست بالحزن ولكن لها أسلوبها الخاص.
وأضاف، خلال ندوة «قراءة أدبية في المنقية» من شعر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل»، ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي، وأدارها الإعلامي البحريني فايز السادة، وبحضور الشاعرين علي الشرقاوي، وعلي عبدالله خليفة، بمتحف البحرين الوطني، أنه «يشدني أسلوبه في الإلقاء كزئير الأسد وتفاعل المستمع معه».
وأشار إلى أن «جمهور البحرين يحب الأمير وشعر الأمير، ولا ننسى أن الأمير قدم كثيراً لوطنه وشعبه ومليكه».
ولفت إلى أن الأمير خالد لا يحتاج شهادة ولا إشادة، واستشهد بكلام جلالة الملك المفدى «احنا والبحرين عشيرة».
من جانبه، قال الأديب علي الشرقاوي «إن تجربة الأمير خالد الفيصل الشعرية مهمة، ونحتاج لقراءة نقدية من متخصصين لنوضح معالم هذه التجربة في اللغة والشعر».
وأضاف أن «تجربة الأمير خالد يجب أن تدرس ويكون لها أبحاث، ومن الجميل أن نحتفي بديوانه الأخير ولكن الأجمل أن تكون هناك في المعارض خلال الفترات القادمة دراسة حول هذه التجربة من ناحية إخراجها من البداوة إلى الحضارة المتقدمة، وعلينا أن نهتم بحركة الشعر بصورة عامة، متمنياً أن تكون هناك دراسات فعلية لنوضح للعالم هذه التجارب المختلفة والمتميزة في مجتمعنا».
وفي السياق نفسه، قال الأديب علي عبدالله إن ما يميز أشعار سمو الأمير احتواؤها على الكثير من توصيف مشاهدات الحياة الشعبية.
وذكر أن الأمير مدرسة شعرية متكاملة شملت الانتقال من مرحلة النبطي من الخيمة البدوية في التلفزيون والتي كنا نرى بها شعراء يقرؤون بأسلوبهم العفوي البسيط، إلى الحياة العصرية.
وأفاد أن الأمير اعتمد بشكل أساسي على استخدام الأغنية لتصل لكل الناس واستطاعت أن تنتقل من الخيمة للحياة المعاصرة ونتفاعل معها ونحبها وكل الناس يستقبلون ويفهمون معناها، برغم قوتها وصلابتها، فتميزت بامتزاجها بين اللغة العامية والعربية وانتقلت المفردة للسواحل بلغة أهل الساحل.
وتابع أن ما قام به سمو الأمير لا يقوم به أي شخص عادي وإنما مبدعون غير عاديين يملكون رؤية وتصوراً خاصاً والتجارب غير عادية وغير مألوفة، وقصيدته الأخيرة التي كتبها كانت اعتزازاً بالمنجز وكل قصائد الرثاء واحدة، ولكن قصيدته نوع جديد يحقق المنجز.
وبدوره، قال الإعلامي فايز السادة «نحن هنا ومن المنامة نوجه تحية حب للأمير خالد الفيصل، فكتابه «المنقية» يحوي بين دفتيه مجموعة قصائد منتقاة من شعر الأمير خالد الفيصل منذ بداياته الإبداعية وحتى اللحظة الراهنة رسخت في وجدان الذائقة الجمعية بقدر ما عبرت عن إحساس وطني عال ومشاعر إنسانية حميمة نبيلة وشكلت علامة فارقة في مسيرة الشعر الشعبي على مستوى الخليج العربي».
وأضاف أن الأمير الشاعر حرص على اختيار عنوانه على مرجعية المصطلح الشائع في البيئة الصحراوية البدوية التي يعتز بها سمو الأمير، مؤكداً أن عشاق شعر الأمير سيتفاجؤون بشدة وهم يطالعون آخر قصائد الكتاب التي يعلن فيها الشاعر وداع الشعر وحتماً سيلحون على الفارس ألا يترجل، كما اجتهد الإخراج الفني في أن يجمع بين الشعر والفن البصري حتى يصدر الكتاب لوحة تشكيلية إبداعية مستوحاة من لوحات الشاعر التشكيلية باستخدام الفن الرقمي والخط العربي لمزيد من المزاوجة التي تضفي إلى المشهد مزيداً من الرقي والجمال.