«العيد أيام لول غير.. والناس تستعد له من وقت .. الي تشتري ملابس والأواني والقدوع..»، بهذه العبارات البسيطة بدأت الحاجة معصومة جمعة حديثها لـ»الوطن»، وهي تعيد ذكريات الماضي مع العيد، مضيفة «كان للعيد أيام الماضي قبل 50 عاماً نكهة مختلفة حيث كان من أجمل وأروع سماته لمة الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران، فقد كان الجار له أهمية خاصة، فمن الصباح الباكر نبدأ بتهنئة الجيران، أما اليوم قد لا نجد الجيران رغم أن الباب لاصق بالباب».
فهل حقاً اختفت عيد الماضي عن اليوم، وماذا عن مظاهر عيد الأضحى المبارك في الماضي هذا ما سيكشفه لنا بعض من كبار السن الذين أجرينا معهم بعض الحوارات عن مظاهر العيد في الماضي.
وقال محمد رمضان: من المظاهر الذي يجب أن نحافظ عليها في العيد التواصل أو زيارة الأرحام وتصافي القلوب ومحاولة إصلاح ذات البين في العلاقات الاجتماعية وتفقد الفقراء ومواساة اليتيم والمسكين كلها مظاهر العيد في الماضي وإن كان موجوداً في زماننا هذا ولكن بصورة قليلة نتيجة الانشغالات وتغير مفهوم الحياة، لو نرجع إلى الماضي نجد العيد كان بسيطاً إلا أنه كان أجمل مقارنة بعيد هذه الأيام، الأطفال كانوا في الماضي ينتقلون من حي إلى آخر لتجمع العيدية أما اليوم اختفت هذه الصورة الجميلة واكتفت الأسر بشراء ملابس جديدة للطفل والتجول في المجمعات. ويعلق يوسف الملا: يحتفل العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك، هذا العيد الذي يفرح فيه الصغير والكبير على حد سواء والذي لا يخلو من المظاهر الاحتفالية، كالتزاور بين الأهل والأقارب والأصدقاء لتبادل التهاني والتبريكات في هذه المناسبة السعيدة التي تمر كل عام على المسلمين، إلا أنه يختلف عن العيد في الزمن الماضي ولكنه في الوقت نفسه حنين يأخذنا إلى الماضي لنعيد ذكريات الأيام الحلوة فكان العيد في ذلك الوقت بسيط بعيداً عن المظاهر عنوانه المحبة والتواصل الاجتماعي بين الناس، أما العيد في الزمن الحاضر عنوانه المظاهر والفرح نحاول أن نصنع فيه السعادة نشتري له ما نظن أنه سيجعل عيدنا أكثر فرحاً وبهجة نفعل ذلك في المأكل والملبس وفي أثاث المنزل الذي قد نبدله من أجل يوم العيد في مظاهر الزينة، ونحاول أن نكون أكثر بذخاً وإسرافاً على أنفسنا.إلا أن مظاهر الفرح لا تأتي به مهما اصطنعناها وغالينا فيها قد تعطينا هذه القشور بعض المتعة.
ويؤكد عبدالرحمن حسن: إن عيد الأضحى يحمل طابعاً مميزاً فنحن في الماضي نرى في عيد الأضحى أنه مناسبة نستعد لها كثيراً ونهيئ في المنزل مكانا لذبح الأضحية ونعد أدوات الذبح منذ وقت مبكر وفي يوم العيد تجتمع الأسرة بكاملها لحضور عملية الذبح والكل من أفراد الأسرة يرغب أن يشارك في الذبح فهناك مجموعة يشاركون بالعملية مباشرة وآخرون يقومون بتجهيز السكاكين والنساء ينظفون الأواني، واليوم وكثير من العمال يقومون بمهمة الذبح وأصبحت عملية ذبح الأضحية ثقيلة على الشباب الذين أغراهم السهر ليلة العيد وفي ليلة العيد كان هناك ما يسمى بالسواق أي تجتمع ليلة العيد.
ومن جانبها تعلق بدرية أحمد وتقول: مازالت بعض مظاهر العيد موجودة في بعض الفرجان القديمة مثل المحرق، حيث نرى الرجال يهنئون بعضهم البعض بعد صلاة العيد وهم عائدون من المسجد، أما النساء فتفتح أبواب منازلهن للمعايدة، ويجتمع الأهل في البيت العود، ولكن هذه الصور الجميلة بدأت تتلاشى في عدد كبير من المدن بحكم انشغال الناس رغم أن هذا ليس عذراً.