عواصم - (وكالات): ضيق الجيش السوري أمس الخناق على مسلحي تنظيم الدولة «داعش» في تدمر بدعم من القوات الروسية التي تشارك بقوة في المعركة، ما ساهم في استعادة جزء كبير من المدينة الأثرية وسط سوريا، فيما أعلنت مصادر معارضة أن قوات المعارضة السورية المسلحة تقدمت في منطقة المرج بريف دمشق، وقتلت 8 جنود بقوات النظام، كما وثق ناشطون قصفاً لقوات النظام في مناطق بدرعا وحلب وحماة.
وتشن قوات النظام السوري هجوما منذ 7 مارس الحالي لاستعادة تدمر من «داعش» الذي يسيطر على المدينة منذ مايو 2015، وهي المعروفة بآثارها ومعالمها القديمة التي تصنفها منظمة «اليونيسكو» ضمن لائحة التراث العالمي.
وصباح أمس، شددت قوات النظام الخناق على المدينة من خلال استعادة بلدة العامرية في المنطقة الشمالية من تدمر.
وأفاد التلفزيون الرسمي بأن «الجيش العربي السوري يحكم سيطرته الكاملة على بلدة العامرية بمحيط مدينة تدمر بعد معارك عنيفة مع إرهابيي «داعش»».
وقال مصدر عسكري إن «معركة تدمر الآن هي في المراحل الأخيرة بعد أن انتقلت إلى داخل المدينة، والمعارك شرسة».
وأضاف «أصبحت لدينا خبرة تكتيكية وبتنا نتجنب الأخطاء السابقة التي وقعت مع اللجان الشعبية أو القوات الرديفة والصديقة».
ويسعى الجيش السوري، بدعم من المجموعات الموالية للنظام من مقاتلي «حزب الله» اللبناني ووحدات النخبة في الجيش الروسي، إلى استعادة تدمر من قوات «داعش». بدورها ذكرت الوكالة الرسمية السورية «سانا» أن «وحدات من الجيش نفذت عمليات مكثفة باتجاه البساتين الجنوبية حققت خلالها تقدماً كبيراً باتجاه المدينة».
وذكرت أن «وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تخوض اشتباكات عنيفة في محيط مطار تدمر بالجهة الشرقية للمدينة تكبد خلالها تنظيم «داعش» خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد». وأضاف المصدر العسكري السوري «يمكننا القول إن «داعش» محاط من 3 جهات، جنوب غرب وغرب وشمال غرب». أما منطقة المواقع الأثرية فهي مهجورة تماماً لأن لا أحد لا يجرؤ على المغامرة بالتوجه اليها بسبب الألغام التي زرعها المتطرفون، وبسبب سهولة استهدافها برصاص القناصة.
وقال المصدر العسكري السوري إن «الروس يشاركون بشكل واسع» في معركة تدمر مشيراً إلى مركز عمليات مشترك للجيشين الروسي والسوري. وأضاف أن مشاركة الروس واسعة «سواء بالقتال المباشر براً أو من خلال الطيران أو من خلال الاتصالات وأجهزة التشويش».
وأشار إلى «مشاركة طائرات روسية ضخمة مع 150 غارة عندما كنا بصدد السيطرة على التلال حول المدينة».
وأوضح أن الغارات توقفت الى «حد كبير فالمعركة في المدينة والمدفعيتان الروسية والسورية تشاركان في القصف».
وأكد أن «معارك المدينة لا تحتاج لزخم جوي، وإنما تحتاج لزخم مدفعي وهذا الشيء نلاحظه سواء من مدفعية الروس أو من مدفعية الجيش».
وتابع أن «استراتيجية القتال لدى «داعش» تختلف عن غيرها من التنظيمات، فهم يتشبثون بالأرض ولا يتراجعون، ما يجعل المعركة أكثر صعوبة وطويلة. وعلاوة على ذلك، فإن لدى التنظيم انتحاريين ومعدات متطورة».
وقال «إنهم يستخدمون متفجرات من نوع سي فور بالتفخيخ، وخلال السيطرة على تلة سيرياتيل كان هناك الكثير من عبوات السي فور» الشديدة الانفجار.
وأكد إنه «إذا انتصر الجيش فإنه يكسب الثقة والمعنويات ليحضر نفسه لمعركة متوقعة في الرقة بعد اكتسابه الخبرة من معركته في تدمر مع «داعش»».
وتابع «ستكون أول هزيمة لـ «داعش» على يد جيش الأسد. كل المعارك التي دارت من قبل بين الجيش السوري وتنظيم «داعش» كانت محدودة ولم تكن معارك ذات اهمية كما لم تأخذ بعداً استراتيجياً». من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه «الهجوم الأعنف منذ نحو 20 يوماً (...) وسيطرت قوات النظام على حيين في شمال غرب وغرب المدينة في هجوم متزامن».