بغداد - (وكالات): يفر الآلاف من مناطق المعارك في نينوى حيث فتحت القوات العراقية جبهة جديدة لطرد تنظيم الدولة «داعش» من المحافظة وكبرى مدنها الموصل، بينما صعد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تحركه ضد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أجل تحقيق إصلاحات سياسية، ودخل أمس المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد والتي تضم مقري الحكومة والبرلمان، حيث اعتصم بمفرده. وتصل العائلات على متن شاحنات صغيرة وأحياناً يجلبون معهم قتلى أو جرحى ووجوههم يغطيها الغبار بعد عبورهم خطوط التماس باتجاه قوات البشمركة الكردية.
وتستقبل قوات البشمركة في مخمور، جنوب شرق الموصل، أعداداً متزايدة من المدنيين الفارين منذ العمليات العسكرية التي بدأت بقيادة الجيش وتهدف إلى استعادة السيطرة على الموصل، المعقل الرئيس لتنظيم الدولة.
وأطلقت القوات العراقية بمشاركة أبناء عشائر سنية من المحافظة عملية عسكرية انطلاقاً من قضاء مخمور باتجاه بلدة القيارة جنوب الموصل بهدف استعادة السيطرة على نينوى التي استولى عليها المتطرفون خلال هجوم كاسح في يونيو 2014.
وأعلنت السلطات أن العملية تشكل المرحلة الأولى لاستعادة السيطرة على الموصل، ثالث مدن العراق، التي ًعلنها المتطرفون مركزاً «للخلافة». وأعربت منظمات دولية عن قلقها حيال مصير الآلاف المدنيين الذين يفرون من العمليات العسكرية الأخيرة. وفي تطور آخر، صعد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تحركه ضد رئيس الوزراء العراقي من أجل تحقيق إصلاحات سياسية، ودخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد والتي تضم مقري الحكومة والبرلمان، حيث اعتصم مع عدد من القريبين منه. وأظهر البث المباشر لقنوات تلفزيونية قول الصدر لآلاف المعتصمين أمام أبواب المنطقة الخضراء «سأدخل الخضراء بمفردي وأعتصم داخل الخضراء وأنتم تعتصمون على أبوابها»، وتابع مخاطباً الحضور «لا تبارحوا المكان» قبل أن يتوجه إلى داخل المنطقة. وتأتي خطوة الصدر بعد انتهاء مهلة 45 يوماً كان حددها لرئيس الوزراء العبادي مطالباً بتغيير الوزراء التابعين للأحزاب السياسية المهيمنة على الحكم واستبدالهم بآخرين تكنوقراط. وتوجه الصدر بعد إلقاء كلمته مع مجموعة قليلة من مرافقيه إلى بوابة الخضراء حيث استقبله جنود وضباط كبار قام عدد منهم بتقبيل يده من دون أن يعترض أحد طريقه. وجلس الصدر خلف جدار الخضراء الإسمنتي ونصب مرافقوه خيمة خضراء ستكون مكان اعتصامه.