واصل مؤتمر الشباب الدولي «النجاح قبل الثلاثين» فعاليات يومه الثاني بجلسة «العزيمة تصنع النجاح»، وسلط فيها المتحدث العالمي تود هيوستن الضوء على تجربته الشخصية والحادث الذي تعرض له في سن الرابعة عشرة والذي غير مسار حياته بأكملها.
ولفت إلى أنه في الوقت الذي كان ينطلق في الحياة ويمارس الرياضات التي يفضلها من تسلق الجبال ولعب كرة القدم تعرض لحادث عندما كان يتزلق على الماء مما أدى إلى بتر ساقه بأكملها.
وقال إنه وقتها كان يتساءل دائماً وهو في المستشفى «لماذا أنا الوحيد الذي تعرض لهذا الموقف وأقوم بكل هذه العمليات الجراحية؟.
وأضاف أنه بعد مرور الوقت بدأ يتيقن أنه قد مر بالعديد من التحديات وأنه يجب أن يواجه كل التحديات من أجل أن يعيش ويستمر في حياته بعد هذا التغير الذي أصابه، قائلاً إنه من غير المعقول أن يبقى الإنسان في بيته وينتظر الفرصة أن تأتيه في مكانه، فيجب على الإنسان العمل والاستمرار في تحقيق أهدافه وأن ينتهز كل فرصة يجدها أمامه.
ولفت إلى أن الجميع يتعرض لتحديات في حياته، وأنه يعتبر تلك التحديات فرصاً تواجه الشخص، وأنها أمر إيجابي وليس سلبياً، وأن من يواجه تلك التحديات على اعتبار أنها فرصة فسيصل إلى القوة والعظمة التي تكمن بداخله، رافضاً أن يسمح الشخص للأمور التي حوله في التحكم به وتحديد مسار حياته، ولكن يجب عليه هو أن يتأقلم طبقاً للأمور المحيطة به ويحول الصعاب والتحديات إلى فرص ونجاحات.
وطالب هيوستن الحضور بضرورة أن يكونوا مبدعين لأن هذا الإبداع سيساعدهم على اكتشاف العديد من الفنون والصناعات والمهارات المتعددة، وسيساعدهم أيضاً في ابتكارات جديدة في المشاكل التي يواجهها العالم، وأيضاً ألا ييأسوا ولا يدعوا الفرص تمر أمامهم دون استغلالها.
وأكد أنه لا يوجد شيء اسمه الخوف وأن الشعور بالخوف يعززه عقل الإنسان، لذلك يجب على الجميع التغلب على الإحساس بالخوف ومواجهته.
وذكر أن كل شخص في الدنيا لديه القوة بداخله التي تمكنه من أن يكون شخصاً ملهماً ومبدعاً ويستطيع أن يتغلب على مخاوفه.
ووجه المتحدث العالمي النصيحة للحضور، قائلاً إن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وإن كل من يسقط يجب أن يقف مرة أخرى ويكمل مشواره، لأنك إذا اعتقدت أنك لن تقوم من السقوط فإنك بذلك تكون قد خسرت.
ونوه إلى أنه عندما سقط في حياته واصل مسرته ولم ييأس ويستسلم حتى تمكن من تسلق 50 قمة جبلية في الولايات المتحدة، واستطاع أن يحقق رقماً قياسياً في هذا الأمر وتمكن من الانتهاء من تسلق تلك القمم في 66 يوماً وكان أول شخص معاق يحقق هذا.
وذكر «إننا بالتأكيد سنقابل في حياتنا أشخاصاً سلبيين، سيقومون بإحباطنا، ولكننا يجب أن نواجههم بالود والحب حتى نصل في النهاية إلى التأثير عليهم ومساعدتهم في الخروج من حالتهم السلبية ليصبحوا أشخاصاً إيجابيين، كما أنه يجب علينا أن نحدد قدوة لنا في حياتنا نتعلم منه ونكتسب منه الخبرات والحب والعطاء من أجل النجاح في حياتنا.
نجومية وشهرة
ووسط إعجاب ودهشة الحضور، استدعى الكاتب الكويتي يوسف الهاجري إحدى المشاركات بمؤتمر الشباب الدولي الثامن خلال الجلسة الثانية بعنوان «مكانة الكتاب في عصر التكنولوجيا».
وذكر أنها التقت به بعد حفل افتتاح المؤتمر وأخبرته عن مشروع كتابها الذي تعمل عليه في الوقت الحالي وذلك للاستفادة من تجربته الشخصية.
وبعد أن وقفت المشاركة على المسرح وتحدثت عن كتابها أمام الجماهير الحاضرة، وعدها الهاجري بأن يتبنى موهبتها وأن يتابعها لحين نشر كتابها في المكتبات والأسواق.
وتخلل الجلسة التي أدارها الإعلامي السعودي علي الغفيلي نقاشات معمقة، إذ طرح سؤال حول المفاضلة بين اسم الكاتب ونجوميته والمحتوى الذي يحمله الكتاب: إذ علق الكاتب الكندي شاكر خزعل على ذلك بأن الأمرين مهمان ويكملان بعضهما البعض، مضيفاً أن الشخص قد يشتري الكتاب بمجرد قراءته لفهرسه أو حتى بمجرد معرفته باسم الكاتب بغض النظر عن محتوى ما كتبه.
وحول ما إن كانت الموهبة هم للكاتب من دراسته لفنون الكتابة، أوضح خزعل بأن الموهبة يستلزم وجودها في الأصل بداخل الكاتب نفسه، وتعلم فنون الكتابة يضيف لها الرونق الخاص، بينما علق الهاجري على ذلك السؤال بقوله «استعمال الله لنا أفضل بكثير من استعمالنا لأنفسنا»، مشيراً إلى أن الكتابة ليست بالضرورة التعلم، مع أن ذلك إلى جانب الموهبة يجعل من الكاتب متفوقاً ومتميزاً.
الفرح والألم
وبدوره أضاف شاكر خزعل أن الكاتب يتأثر بالمشاعر التي يمر بها سواء كانت حزناً أو فرحاً أو ألماً، منوهاً إلى أن الكاتب يجب أن يستغل ذلك بشكل إيجابي.
وحول طرح مقارنة ما بين وضع الكتاب على المستويين العربي والغربي، أكد الهاجري أننا دائماً ما نقارن أنفسنا بالغرب، فيما أن المعادلة غير متكافئة في وقتنا الحاضر، نتيجة للأعداد الهائلة من المتابعين للكتاب في الغرب مقارنة بالدول العربية، كما أن التسويق لديهم مختلف وبه تنظيم أكبر، فيما أن كل كاتب على المستوى العربي يقوم بالتسويق لنفسه بنفسه.
وأشار خزعل إلى أن التغيير في لون الكتابة المستخدم أمر جيد، قائلاً بأنه حتى لو استمر في كتابات توضح مشاعر معينة ولكن من خلال شخصيات جديدة وقصة جديدة فإن ذلك من شأنه أن يغير من شكل الرواية أو الكتاب. ولفت إلى أنه يجب ألا نهضم حق التكنولوجيا بل نستخدمها في تسليط الضوء على أعمالنا، إذ قد يستفيد منها المؤلف لخلق مزيد من الانتشار بين القراء.
وأكد الكاتب الكويتي يوسف الهاجري أهمية القراءة في إثراء المعرفة، وذلك سواءً كانت من خلال الأوراق المطبوعة أو الأجهزة الإلكترونية، مشدداً على أن عملية البحث والاطلاع تفوق القراءة بحد ذاتها، مشيراً إلى أن الكتاب الورقي لايزال له رونقه وهناك من يمتلك الشغف به رغم انتشار النسخ الإلكترونية.
التفكير الإيجابي
وخلال الجلسة الثالثة بعنوان «التفكير الإيجابي في إيجاد حلول خلاقة» أكد المتحدث العالمي ديفيد غارسيا أنه ليس هناك صعوبة في أن تكون الشخص المثالي، لافتاً إلى أن الأمر الذي يستلزم حدوث ذلك فعلاً هو إيمانك وثقتك به.
وحث غارسيا الشباب المشاركين بالمؤتمر على ألا يزرعوا في عقولهم بأن الأمور السيئة تحدث على الدوام، قائلاً لهم: «بإمكانكم أن تحولوا ضعفكم ليصبح قوتكم، فعلى سبيل المثال اعتبرت أن رسوبي يعني بأنه يتوجب علي العمل جاهداً وبشكل أكبر لأنهي ذلك الأمر، إذ لا شيء يمنعكم من الوصول إلى القمة».
وذكر غارسيا في معرض حديثه، أن العامل الأول لإلهامه تمثل في إيمانه بأن ما أعطي له هو هبة من الله، كما أن الناجحون ممن حوله خلقوا لديه حلولاً خلاقة لكل المشكلات التي اعترضت -ومازالت- طريقه.
واستعرض تجربته الشخصية، قائلاً كانت لدي بعض المشاكل في المدرسة وإكمالي للثانوية كان أمراً معجزاً، ومع ذلك انتهيت من درجة الماجستير حتى، وفيما بعد سافرت للمرة الأولى إلى فرنسا وأعجبت بلغتهم فقررت أن أتعلمها وأتعلم لغات عالمية أخرى لأساعد كل الأطفال الذين مروا بمثل التحديات التي مررت بها.. وقوبلت بالاستغراب من أصدقائي.
وتابع بقوله «كنت أحاول أن أحقق حلمي وأن أنجح قبل بلوغي لسن الثلاثين، ولكن الواقع لم يكن ملائماً لي فقد كنت شخصاً غريب الأطوار ولم أكن مواظباً على الدراسة، وفي المقابل حاولت مواجهة تلك التحديات بداخلي، والتي أحسست بها بشكر أكبر مع مقارنة والديّ لي بأختي المثالية التي انتهت من الدراسة وحصلت على منحة دراسية للجامعة، إذ دائماً ما كان أبي يتفاخر بها ويتحدث عنها، في حين أنه لم يكن يبالي بي.
ومازح غارسيا الجمهور بأن جعله يردد «أنا ذكي» باللغات الخمس التي يتقنها، معلقاً على تجاوبهم معه: ها أنتم عبقريون في خمس لغات، قائلاً لهم يجب أن تكتشفوا عبقريتكم لتحقيق النجاح قبل الثلاثين.
وحيال ضرورة وجود الثقة بالنفس كعامل أساسي للنجاح، أشار إلى أنه عندما يقولون بأنه متحدث جيد، فإنه في قرارة نفسه يردد «كلا بل أنا الأفضل»، مضيفاً بأن ما جعل شخصاً من شمال تكساس يتحدث خمس لغات مختلفة، يعني أنه ليست هناك صعوبة في أن يكون كل شاب هو الشخص المثالي.
وأضاف بقوله «حينما أنظر إلى حياتي السابقة، أقول شكراً لكل من منحوني الفرصة لأكون ما أنا عليه اليوم، فليس هناك أشخاص ضائعون وإنما يجب على كل فرد أن يجد طريقاً أخرى من أجل الوصول.
وشدد على ضرورة الاقتراب من فريق العمل الذي يتحلى بالإيجابية ويثق بكل ما هو مميز وإبداعي، مضيفاً «لا تتجولوا بجوار الأشخاص السلبيين وأبعدوهم عنكم وابحثوا عمن يساعدونكم في إيجاد حلول خلاقة».
واختتم حديثه بأنه لم يكن ليفوت فرصة الحضور إلى البحرين، ومشاركة شبابها الملهم في استعراض الأفكار الناجعة والخلاقة، متمنياً أن يعود ثانيةً إلى المملكة.