تهيمن دول الخليج على أسواق النفط العالمية منذ أكثر من أربعين عاماً، فيما تؤكد أحدث البيانات والتقديرات أن دول الخليج ستحافظ على مركزها هذا لسنوات طويلة مقبلة، وذلك على الرغم من طفرة "الصخر الزيتي" التي تشهدها الولايات المتحدة والتي أدت إلى زيادة في إنتاج الولايات المتحدة من النفط بنسبة 50% منذ العام 2008.
وأظهرت بيانات لوكالة الطاقة الدولة أن أربع دول خليجية فقط أنتجت خلال سبتمبر الماضي أكثر من 18% من إجمالي الطلب العالمي، وهو ما دفع جريدة "فايننشال تايمز" إلى القول إن "رباعيا خليجيا" سيظل مهيمناً على أسواق النفط العالمية لسنوات طويلة، على الرغم من الاعتقاد السابق بأن الولايات المتحدة سوف تصبح اللاعب الأهم والأكبر.
و"الرباعي الخليجي" المشار إليه هو المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وقطر، حيث تشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن إنتاج هذه الدول الأربعة من النفط سجل مستويات قياسية خلال الشهور الثلاثة الماضية.
ويقول الرئيس الاقتصادي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إنه "على الرغم من طفرة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة فإن منطقة الشرق الأوسط سوف تظل تحتل مركز الصدارة في صناعة النفط العالمية مستقبلاً".
وقالت "فايننشال تايمز" في تقرير لها إنه "بينما يرتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة، فإن دول الخليج، وخاصة السعودية، تستثمر بصورة كبيرة في زيادة طاقتها الإنتاجية".
وتقول أحدث البيانات المتعلقة بأسواق النفط العالمية، إن الهند، وهي أحد أكبر مستوردي ومستهلكي النفط في العالم، استوردت 44% من حاجتها النفطية خلال شهر تموز/ يوليو الماضي من السعودية والإمارات والكويت وقطر، وذلك بعد أن كانت تستورد 36% فقط من حاجتها من هذه الدول في العام 2011. كما تبين أن الصين تستورد ربع حاجتها النفطية من هذه الدول الخليجية الأربعة مقارنة مع استيرادها 21% فقط من حاجتها من هذه الدول في العام 2007.
وتظهر هذه المعلومات أن شكل وخارطة سوق النفط العالمي يتغير تدريجيا، حيث يرتفع الطلب في آسيا، بينما يزداد الإنتاج في أميركا الشمالية بما يلبي مزيداً من احتياجات الولايات المتحدة، وهو ما يغير في النهاية من وجهة النفط الخليجي ليتجه شرقاً نحو آسيا بدلاً من الغرب.
ورغم الارتفاع في إنتاج الولايات المتحدة من النفط، ومحاولاتها للاستغناء عن النفط القادم من الخارج فإنها - أي الولايات المتحدة- لا تزال حتى الآن تستورد 60 مليون برميل نفط شهرياً من دول الخليج وحدها.
يشار إلى أن أسعار النفط تشهد انتعاشاً منذ عدة شهور، حيث تجاوز سعر الخام الأميركي مستويات المئة دولار للبرميل الواحد، فيما تجاوز خام برنت مستويات الـ112 دولاراً للبرميل.