فتحت بريطانيا أبوابها لاستقطاب الصينيين الأغنياء بهدف إنعاش الاقتصاد المحلي، حيث خففت الحكومة البريطانية من القيود المفروضة على منح التأشيرات للسياح الصينيين، فيما يستعد وزير المالية جورج أوزبورن للتخفيف من القيود المفروضة على المصارف الصينية من أجل تمكينها من إطلاق عمليات لها في لندن.
ويطمح أوزبورن إلى جعل لندن مركزاً لعمليات البنوك الصينية في الخارج، حيث يعتزم الإعلان عن لوائح تنظيمية خاصة بالبنوك المملوكة للحكومة الصينية وذلك بهدف استقطابها للبدء في عمليات انطلاقاً من العاصمة البريطانية، بحسب ما ذكرت جريدة "فايننشال تايمز".
واستنتج صحافيون ومحللون هذا التوجه لدى بريطانيا من التصريح الذي أدلى به أوزبورن في العاصمة الصينية بكين، حيث قال إن "أمة عظيمة مثل الصين يجب أن تكون لها عملة عالمية"، وتابع: "ينبغي على الصين أن تبحث في تطوير عملتها المحلية (الرنمينبي) وذلك عبر مركز مالي عالمي مثل لندن".
وجاءت هذه التصريحات من وزير المالية البريطانية بالتزامن مع المباحثات عالية المستوى التي يجريها في بكين مع المسؤولين الصينيين، وهو ما دفع إلى الاعتقاد بأن اتخاذ لندن مركزاً لعمليات البنوك الصينية الحكومية هو أحد محاور المباحثات، ومن المتوقع أن يعلن عن تسهيلات جديدة في هذا الصدد.
إلى ذلك أعلن الوزير البريطاني بالفعل عن تسهيلات جديدة وغير مسبوقة في منح تأشيرات الدخول للمستثمرين ورجال الأعمال الصينيين، في تحرك هو الأول من نوعه يهدف إلى دفع عجلة الاقتصاد البريطاني قدماً واستقطاب مزيد من السيولة المالية إلى المملكة المتحدة.
وأعلن أوزبورن عن نظام جديد للتأشيرات يستطيع بموجبه رجال الأعمال والمستثمرون الصينيون الحصول على تأشيرات الدخول إلى المملكة المتحدة خلال 24 ساعة فقط.
وقال أوزبورن إن النظام الجديد يأتي في إطار تخفيف القيود على دخول الصينيين بمختلف مستوياتهم إلى المملكة المتحدة، كما كشف عن نظام جديد بموجبه يستطيع الصينيون دخول بريطانيا بتأشيرة "شنغن" التي تخولهم دخول 26 دولة أوروبية أخرى.
وتقول جريدة "ديلي تلغراف" إن بريطانيا تخسر سنوياً نحو 1.2 مليار جنيه استرليني بسبب تأخير منح التأشيرات للمواطنين الصينيين الراغبين بزيارة المملكة المتحدة، حيث يتم تأخيرهم بسبب الإجراءات المعقدة والقيود المفروضة على التأشيرات.