ينظم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»ندوة بعنوان: «مصالح ونفوذ القوى الكبرى في النزاعات الإقليمية: التفاعل - ديناميكية التحول - الانعكاسات» في 5 أبريل بمقر المركز، سيتحدث فيها نخبة من المفكرين والباحثين.
وقال رئيس مجلس الأمناء خالد الفضالة إن الندوة تأتي في وقت مهم لما تشهده الساحة الإقليمية من تطورات وتفاعلات حتمت على القوى الإقليمية الفاعلة-وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي- تأسيس هوية جديدة للأمن الإقليمي؛ ممّا دعا إلى الإعلان عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي؛ لمواجهة الإرهاب في الدول العربية والإسلامية، وصل عدد أعضائه -حتى الآن- إلى 39 دولة.
كما برزت دول مجلس التعاون كعنصرٍ أساسي، وككتلة إقليمية مهمة؛ لحل الأزمة السورية، وبقية الصراعات الإقليمية في اليمن والعراق، من خلال حزمة من الأدوات الجاذبة حيناً، والرادعة حيناً آخر. أضاف أنه نزوحاً إلى المشهد الإقليمي المعقد اليوم في كل من سوريا، واليمن، والعراق، فقد شكل الإعلان عن الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا- الذي أعلنه الرئيس الروسي بوتين في 14 مارس 2016- تحولاً جديداً في الأزمة السورية، بشكل خاص، والمشهد الإقليمي بشكل عام.
ويبقى التنسيق بين الإدارتين الروسية والأمريكية حول الشأن السوري ملفتاً، ويستلزم الدراسة والتحليل، ومن جهة أخرى، ظهرت مؤشرات على وجود خلاف روسي- إيراني عميق وحقيقي، فيما يتعلق بالأزمة السورية وسبل إنهائها، حيث تشهد المنطقة نزاعاً نظراً لتعدّد أطراف الصراع في البؤرة السورية، التي تتقاطع فيها مصالح، وتفترق فيها مصالح أخرى. وأضاف أن تلك التطورات جميعها تفيد بأن واقع الأزمات الإقليمية الراهنة ليس سوى مؤشر لمعضلة أكبر، وهي أن هناك استراتيجيات دولية، وأخرى إقليمية؛ لإعادة هيكلة معادلة الأمن الإقليمي الراهنة، ضمن توافقات دولية، سواءً بين القوى الكبرى ذاتها، أو بين القوى الإقليمية المختلفة؛ ما يثير تساؤلات مهمة ومفصلية في المشهد الإقليمي، الذي نعيشه حالياً، والذي ربما بدأت تتضح بعض ملامحه.