عواصم - (وكالات): خطف مصري يدعى سيف الدين مصطفى يبدو أنه مضطرب نفسياً أمس طائرة تابعة لشركة مصر للطيران إلى مطار لارنكا في قبرص مهدداً الطاقم بحزام ناسف مزيف قبل أن يسلم نفسه للسلطات القبرصية ويتم الإفراج عن كل الركاب وهم سالمون. وأعلنت السلطات القبرصية أن خطف طائرة الأيرباص أيه 320 التي كانت تقوم برحلة بين الإسكندرية والقاهرة، والذي استمر قرابة 8 ساعات ليس له علاقة «بالإرهاب». وانتهت عملية خطف الطائرة التي كانت تقل 81 شخصاً بينهم 21 أجنبياً وطاقم من 15 فرداً بشكل سلمي. وقال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل إن الخاطف طلب مقابلة مسؤولين في الاتحاد الأوروبي أو الاتجاه بالطائرة لمطار آخر أوضحت مصادر أنها إسطنبول. وأوضح أن السلطات سوف تستجوب الخاطف لمعرفة دوافعه التي لا تزال غامضة.
وتباينت الروايات بشأن دوافع الخاطف وقال مسؤولون قبرصيون إن عملية الخطف لا علاقة لها فيما يبدو بعمل إرهابي لكن وسائل إعلام قبرصية رسمية قالت إن الخاطف طالب بالإفراج عن سجينات في مصر.
وأخرت مصر للطيران أيضاً رحلة طائرة أخرى لها كانت متجهة من القاهرة إلى نيويورك وكان من المقرر أن يلحق بها بعض ركاب الطائرة المخطوفة. وقال وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي إن تأخير الطائرة جاء جزئياً لأسباب فنية وكإجراء احترازي في ذات الوقت. وعرض التلفزيون القبرصي لقطات حية لعدد من الأفراد يخرجون من الطائرة عبر سلم الطائرة ورجل آخر يخرج من نافذة قمرة القيادة في الطائرة ثم يجري. وبعد ذلك استسلم الخاطف للسلطات.
وأكد وزير الطيران المدني المصري أن جميع ركاب وأفراد طاقم طائرة مصر للطيران التي اختطفت صباح أمس إلى لارنكا «بخير». وأضاف «كانت لدينا شكوك قوية في أن الحزام هيكلي ولكننا تعاملنا على أنه حقيقي».
وأوضحت صور عرضت في التلفزيون المصري الرسمي رجلاً في منتصف العمر على متن طائرة يرتدي نظارة ويمسك بحزام أبيض بجيوب منتفخة وتتدلى منه أسلاك. وعرضت قنوات تلفزيونية لقطات للخاطف والذي يدعى سيف الدين مصطفى بينما كان رجال الأمن يقومون بتفتيشه عند جهاز للكشف عن المعادن في مطار برج العرب بالإسكندرية.
كما نشرت وزارة الداخلية المصرية على صفحتها على «فيسبوك صور» ومقطع فيديو يظهر فيه المصري سيف الدين مصطفى وهو يخضع للتفتيش قبل صعوده إلى الطائرة ومرور حقيبة يده على جهاز التفتيش الإلكتروني.
وتبين اللقطات شاشة يظهر عليها أناس بجوار جهاز أشعة إكس للكشف عن المعادن في أمتعة الركاب قبل وضع دائرة حمراء اللون على شخص لدى عبوره بوابة تفتيش إلكترونية. وبدا الرجل وهو يضع حقيبته في جهاز الكشف ثم يمر عبر البوابة الإلكترونية قبل تفتيشه ثم أخذه حقيبته ومغادرته المكان.
وقال مسؤولون بوزارة الداخلية إن الخاطف فصل من كلية الحقوق ولديه سجل جنائي يشمل حوادث سرقة، بينما ذكرت مصادر مصرية أنه يعمل أستاذا لمادة التاريخ ويسكن في منطقة الظاهر بالقاهرة.
وأجلت شركة مصر للطيران رحلة طائرة من القاهرة إلى نيويورك كان من المقرر أن يسافر على متنها بعض ركاب الطائرة المخطوفة. وقال فتحي إن التأجيل كان بسبب عطل فني لكنه جرى أيضاً كإجراء احترازي.
وظلت الطائرة المخطوفة على المدرج في مطار لارناكا طوال الصباح بينما اتخذت قوات الأمن القبرصية مواقعها حول الموقع.
وبعد 8 ساعات من التوتر، خرج خاطف الطائرة الساعة الثالثة عصر أمس من الطائرة الجاثمة في مطار لارنكا رافعاً يديه.
وقام شرطيان بتمديده أرضاً وتفتيشه على مدى دقيقتين قبل اقتياده. وقال الخاطف حين قام باختطاف الطائرة إنه يحمل حزاماً ناسفاً.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة القبرصية نيكوس خريستودوليدس أنه «تم توقيف» خاطف الطائرة المصرية. وأعلنت وزارة الخارجية القبرصية أن الخاطف «مضطرب نفسياً». وقال السكرتير الدائم لوزارة الخارجية ألكسندروس زينون «الأمر لا علاقة له بالإرهاب، إنه تصرف فردي من جانب شخص مضطرب نفسياً». وخطفت الطائرة صباحاً أثناء رحلتها بين الإسكندرية والقاهرة. واتصل قائد الطائرة ببرج المراقبة قائلاً إن رجلاً هدد بتفجير حزام ناسف، وأرغمه على تحويل مسار الطائرة إلى لارنكا بحسب الطيران المدني المصري. وسمح للطائرة بالهبوط في لارنكا صباح أمس. وأعلن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في مؤتمر صحافي إن دوافع الخاطف لا تزال مجهولة «وفي مطلق الأحوال لا علاقة لها بالإرهاب». وقالت الشرطة القبرصية إنها لم تعثر على أي متفجرات أو أسلحة لا مع خاطف الطائرة، ولا داخل الطائرة بعد انتهاء عملية الخطف. وأعلنت وزارة الطيران المدني المصري أن من بين الركاب الذين كانوا على متن الطائرة 21 راكباً غير مصري هم 8 أمريكيين و4 هولنديين وبلجيكيان و4 بريطانيين وراكب من كل من فرنسا وسوريا وإيطاليا. وروى راكب هولندي أن الركاب «لم يسمعوا شيئاً ولم يروا شيئاً» خلال الخطف مضيفاً «لم نحصل على أية معلومات، وفجأة وجدنا أنفسنا في لارنكا». وعند الوصول إلى لارنكا، بدأت السلطات القبرصية مفاوضات مع الخاطف الذي سلمها رسالة «بالعربية».
وطلب إلى ذلك رؤية زوجته السابقة وهي قبرصية تقيم بالقرب من لارنكا، وقد نقلت إلى المطار برفقة ولدها، قبل انتهاء عملية الخطف. وأعلنت السلطات الملاحية القبرصية إغلاق مطار لارنكا جنوب الجزيرة وتحويل الرحلات إلى مطار بافوس غرباً.
والذي زاد من المخاوف من أن تكون عملية خطف الطائرة ذات خلفية إرهابية قبل أن تتضح حقيقتها أن مصر تشهد أعمال عنف ينفذها متطرفون خصوصاً في سيناء منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013.
وفي 31 أكتوبر 2014، تحطمت طائرة أيرباص 321 في سيناء بعد دقائق على إقلاعها من منتجع شرم الشيخ مما أدى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها. وأعلن فرع تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سيناء مسؤوليته عن الاعتداء، مؤكداً أنه نجم عن انفجار عبوة على متن الطائرة. وشهد مطار لارنكا عمليات خطف عدة لطائرات في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.