عواصم - (وكالات): شكلت التجارب الصاروخية الإيرانية استفزازاً وعاملاً مزعزعاً للاستقرار، وجاء الإعلان في رسالة بعـثتها 4 عواصم غربية، هي واشنطن ولندن وباريس وبرلين إلى مجلسِ الأمن الدولي، تطالب فيها بموقفٍ صارم من التجارب الصاروخية الإيرانية، في المقابل نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن ممثل لوزارة الخارجية الروسية قوله إن تجارب إطلاق الصواريخ القادرة على حمل أسلحة نووية في إيران ليست انتهاكاً لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، بينما أكد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أن مستقبل إيران في الصواريخ وليس في المفاوضات والحوار مضيفاً أن «من يقولون إن المستقبل هو المفاوضات وليس الصواريخ إما جهلاء أو خونة». وقد تكون تصريحات خامنئي موجهة للرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني الزعيم الفعلي لتحالف سياسي أكثر اعتدالاً. وكان رفسنجاني كتب تغريدة على موقع «تويتر» قال فيها «المستقبل في الحوار وليس الصواريخ». وكانت الأمم المتحدة دعت إيران إلى عدم اختبار وإطلاق صواريخها الباليستية، بعد توقيع الاتفاق النووي بينها وبين الدول الكبرى في يوليو العام الماضي، إلا أن إيران استمرت في تجاربها لإطلاق الصواريخ الباليستية، كان آخرها في 8 مارس الحالي. من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران سببت «قلقاً» وأن الأمر يرجع إلى القوى الكبرى لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان يجب فرض عقوبات جديدة. ودعت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن إلى التحرك إزاء التجارب الصاروخية الإيرانية الأخيرة، مؤكدة في الرسالة المشتركة أن التجارب البالستية تنتهك قراره المتعلق بالاتفاق النووي التاريخي مع طهران. وقالت الدول الغربية الأربع في رسالتها المؤرخة والموجهة إلى سفير إسبانيا رومان اويارزون مارشيزي المسؤول في المجلس عن هذا الملف أن التجارب الصاروخية الإيرانية «شكلت استفزازاً وعاملاً مزعزعاً للاستقرار».
وأضافت الدول الغربية العظمى التي أبرمت بنفسها في يوليو 2015 اتفاقاً تاريخياً مع طهران حول ملفها النووي، أن إيران أجرت هذه التجارب «في ازدراء للقرار الدولي الرقم 2231 الصادر في 2015» والذي اعتمد فيه المجلس نفس بنود الاتفاق حول الملف النووي الإيراني.
وكان مجلس الأمن ضمن القرار 2231 كل بنود الاتفاق حول النووي الإيراني ورفع عن طهران غالبية العقوبات الدولية المفروضة عليها ولكنه بالمقابل أبقى الحظر المفروض على إطلاقها أية صواريخ باليستية يمكن تحميلها رؤوساً نووية. وأكدت الدول الأربع في رسالتها أن الصواريخ التي أطلقتها إيران في مارس الماضي وهي من طرازي شهاب 3 وقيام 1 «هي بطبيعتها قادرة على نقل اسلحة نووية». ودعت الدول الأربع مجلس الأمن إلى الاجتماع «في صيغة 2231» أي وفقاً للآلية التي اعتمدها المجلس في قراره السابق الذكر والتي ترمي لمراقبة الأنشطة العسكرية الإيرانية بعدما حلت لجنة العقوبات التي كانت تتولى هذه المهمة. وبحسب دبلوماسيين فإن الاجتماع سيعقد غداً. وكانت روسيا عارضت في مجلس الأمن منتصف مارس الحالي فرض عقوبات على إيران بسبب تجاربها الصاروخية، الأمر الذي لا يتوقع أن يتغير هذه المرة أيضاً.