طرابلس - (أ ف ب): وصل رئيس حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة فايز السراج إلى طرابلس يرافقه عدد من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي رغم الرفض المعلن من السلطات المنافسة في البلد الغارق في الفوضى.
وفي وقت لاحق، دعا خليفة الغويل، رئيس حكومة طرابلس غير المعترف بها دولياً، فايز السراج إلى مغادرة العاصمة الليبية. وقال الغويل في بيان تلاه عبر التلفزيون «على المتسللين غير الشرعيين أن يسلموا أنفسهم أو أن يعودوا من حيث أتوا». وبعد ساعات من وصول السراج إلى طرابلس، سمع إطلاق نار في وقت مبكر من المساء في طرابلس حيث تم إغلاق العديد من الطرق وعمت حالة من الهلع بحيث كان الناس يحاولون العودة إلى منازلهم.
ولم يعرف على الفور مصدر وسبب إطلاق النار، في حين يثير وصول السراج المخاوف من اشتباكات مسلحة في طرابلس بين السلطات المحلية من «فجر ليبيا» والجهات المؤيدة لحكومة الوفاق.
ويعارض حكومة الوفاق مجلس الوزراء والبرلمان المقرب من ائتلاف ميليشيا «فجر ليبيا» في طرابلس والحكومة الأخرى القائمة في الشرق، والمعترف بها دولياً. وأكد المكتب الإعلامي للسراج ومسؤول عسكري في القاعدة البحرية الرئيسة في العاصمة وصوله عن طريق البحر. ودعا موفد الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر إلى «انتقال سلمي ومنظم للسلطات» بعد وصول السراج. من جهته، رحب الاتحاد الأوروبي بما اعتبره «فرصة وحيدة للاتحاد والمصالحة» بعد وصول السراج. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني إن «وصول المجلس الرئاسي إلى العاصمة الليبية يمثل فرصة وحيدة لليبيين من جميع الفصائل للاتحاد والمصالحة». بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أن وصول السراج إلى طرابلس يمثل «خطوة إلى الأمام لاستقرار ليبيا». كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أن وصول السراج «خبر سار» ورحب بـ»قرار شجاع» بالنسبة لليبيا.
ووصل السراج مع 6 من الأعضاء التسعة في المجلس الرئاسي بينهم نائبا الرئيس أحمد معيتيق وموسى الكوني. وحاولت حكومة طرابلس التي تدير العاصمة منذ أكثر من عام ونصف بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا» منع السراج وحكومته من دخول المدينة عبر وقف حركة الملاحة الجوية أكثر من مرة لمنع هبوط طائرة رئيس حكومة الوفاق في مطارها.