أكد تقرير إعلامي أن جمعية «تعزيز السلام» التي منحت صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء جائزة «شعلة السلام» المرموقة كأول رئيس وزراء عربي تتميز بأن أصحاب فكرة إنشائها والقائمين على إدارتها ينتسبون لعائلة تعد واحدة هي عائلة هابسبورغ وهي من أهم العائلات المالكة في أوروبا والتي حكمت رسمياً ما كانت تسمى «الإمبراطورية الرومانية المقدسة» بين أعوام 1438 و1740م.
وذكر التقرير الذي نشرته «بنا» أن منح صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء جائزة «شعلة السلام» من «جمعية تعزيز السلام» التي تترأسها صاحبة السمو الإمبراطوري الأرشيدوقة هيرتا مارغريت ونائب رئيس الجمعية الدوق ساندور فون هابسبورغ جاء ليسلط الضوء من جديد ويثير حماس الباحثين للبحث عن تاريخ ونسب عائلة هابسبورغ تلك العائلة ذات التاريخ الطويل والأثر الهام في كواحدة من أعرق الأسر الحاكمة في تاريخ القارة الأوروبية.
ونوه التقرير إلي أنه عند دراسة التسلسل التاريخي لهذه الأسرة العريقة، ووفقاً للعديد من المصادر البحثية ومنها موقع «وييكبيديا»، نجد أنه تم الربط بين الأسر المالكة في أوروبا في هذه الفترة الزمنية وجمعها في أسرة واحدة عن طريق الزواج بحيث أصبحت سلالة واحدة من الأقارب تحكم أوروبا وسميت ببيت «هابسبورغ».
وأشار التقرير إلى أنه يعد «رودولف الأول» هو أول حاكم من هابسبورغ، حيث هو تولى عرش ألمانيا في سنة 1273 م، وأضاف الحكم النمساوي بعد 3 سنوات، بل إن النمسا صارت جزءاً رئيساً من أراضي إمبراطورية هابسبورغ الذين انقسموا فيما بعد إلى قسمين بحلول عام 1556م ، إذ تنازل الإمبراطور تشارلز الخامس عن عرش إسبانيا، وعن لقب إمبراطور، فصار القسم الإسباني يحكمه ابن تشارلز الخامس، والقسم النمساوي يحكمه أخوه الإمبراطور فرديناند الأول، وفي عام 1780 انتهى حكم هذه العائلة مع وفاة آخر ملك منها.
ولفت التقرير إلى أنه تشتهر عائلة «هابسبورغ» بأنها كانت مصدر الأباطرة المنتخبين رسمياً لحكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة بين 1438 - 1740، وكذلك حكام الإمبراطوريات النمساوية والإسبانية والعديد من البلدان الأخرى، ويعود أصل العائلة إلى سويسرا، لكن السلالة أول ما حكمت فكانت في النمسا ولمدة تجاوزت ستة قرون، وقد جلبت سلسلة من الزيجات مع البيوت الحاكمة الأوروبية كلاً من بورغندي وإسبانيا وبوهيميا وهنغاريا وغيرها من الأقاليم إلى مملكتهم. واستطرد التقرير بأنه ووفقاً لموقع «الموسوعة العربية» فإن اسم عائلة «هابسبورغ» مشتق من القلعة التي نشأت فيها، وهي «قلعة الصقر ـ Habichtsburg»، في سويسرا في دوقية شفابن Schwaben التي كانت جزءاً رئيساً من الأراضي الجرمانية التابعة للامبراطورية الرومانية المقدسة، وقد امتد تأثير الأسرة ونفوذها إلى الجنوب الغربي من جرمانيا، وبصفة رئيسة إلى الألزاس Alsaceوسويسرا، وكذلك إلى الجنوب الشرقي أو ما يعرف بالأراضي النمساوية، وقد أصبحت النمسا إمارة عام 1156، آلت زعامتها إلى سلالة هابسبورغ، عام 1246، واستمرت في ظل هذه الأسرة حتى عام 1918.
وذكر التقرير أنه أسس آل هابسبورغ امبراطورية بسطت نفوذها على ممالك وأراضٍ واسعة في أوروبا، فبعد زواج مكسميليان الأول بماري وريثة عرش بورغوندي وزواج ابنه فيليب من جوانا وريثة عرش إسبانيا؛ ورث ابنهما كارل الخامس عرش إسبانيا وجنوبي إيطاليا والنمسا، وورث ولده فيليب الثاني عرش البرتغال ومستعمراتها، وتشكلت تحت سلطة مكسميليان الثاني امبراطورية كبرى، جعلها آل هابسبورغ الأوائل تابعة لقلعة «شربورغ ـ Cherbourg» التي تعد المقر الصيفي لآل هابسبورغ في فيينا من رموز الأسرة الحاكمة.
وأشار التقرير إلى أنه استمرت سلالة فرديناند تحكم الامبراطورية حتى عام 1740، وأحفاد فيليب يحكمون إسبانيا حتى عام 1700.
ولفت التقرير إلي أنه واجه آل هابسبورغ في النمسا صراعاً على الوراثة بعد عام 1740 انتهى بتسمية ماريا تيريزا Maria Teresa ملكة على النمسا، ولكن الحرب النمساوية البروسية أفضت إلى خسارة النمسا معظم أراضي سيليزيا وجزء من لومبارديا ودوقيات بارما عام 1748م، كما خسرت الامبراطورية النمساوية في عام 1859 لومبارديا لمصالحة سردينيا بيدمونت ليكونا معاً نواة مملكة إيطاليا، ومن ثم خسر آل هابسبورغ مقاطعتي توسكاني ومودينا، وفي عام 1914 اغتال أحد الطلبة الصرب في سيراييفو عاصمة الإقليم الأرشيدوق النمساوي فرانتس فرديناند الوريث المحتمل للملكية الثنائية، فكان ذلك الشرارة التي فجرت الحرب العالمية الأولى وانتهت إلى تمزيق امبراطورية آل هابسبورغ، وسرعان ما بادرت القوميات التي كانت تتبع لتلك الإمبراطورية إلى المطالبة باستقلالها ومنها شعوب التشيك والبولنديين والرومان والصرب والكرواتيين، وانهارت الإمبراطورية النمساوية ومعها سقط كارل آخر ملوك آل هابسبورغ.