لندن - (وكالات): كشف ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أن «المملكة تخطط لتأسيس صندوق سيادي ضخم بقيمة تريليوني دولار لحقبة ما بعد النفط»، موضحاً أن «الصندوق السيادي العملاق سيشمل بيع ما يصل إلى 5% من أسهم شركة النفط السعودية «أرامكو»»، مشدداً على أن «السعودية لن توافق على تثبيت إنتاج النفط الخام إلا إذا فعلت ذلك إيران وكبار المنتجين الآخرين». وقال ولي ولي العهد السعودي في مقابلة مع وكالة «بلومبرج» للأنباء إن «لدى المملكة خططاً اقتصادية عملاقة لما بعد عصر النفط بتمويلات تصل قيمتها إلى تريليوني دولار أمريكي، وهو ما يعني أن الاقتصاد السعودي سوف يواصل التقليل من الاعتماد على إنتاج النفط خلال السنوات المقبلة، بما يجعل المملكة في منأى عن أي أزمات قد تنتج عن انهيار النفط أو ظهور بدائل للطاقة عنه في العالم».وبحسب التصريحات التي نقلتها «بلومبرغ» عن الأمير محمد بن سلمان، فإن «المملكة أصبحت جاهزة الآن لأفول نجم النفط، وانتهاء عصره، وذلك بفضل امتلاكها أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم، وتخصيصها مبالغ عملاقة لمشروعات ستستفيد منها الأجيال القادمة في عصر ما بعد النفط».وذكر ولي ولي العهد السعودي أن «الصندوق السيادي العملاق سيشمل بيع ما يصل إلى 5% من أسهم شركة النفط السعودية «أرامكو»».وأوضح أن «الطرح العام الأولي لأرامكو وتحويل أسهمها إلى صندوق للاستثمارات العامة، سيجعلان الاستثمارات من الناحية الفنية مصدراً لإيرادات الحكومة السعودية وليس النفط»، وأضاف أن «طرح الأسهم قد يجري العام المقبل». وشرح الأمير محمد بن سلمان في الحوار الذي استمر لخمس ساعات، الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة التي تتبناها المملكة، والتي من ضمنها خصخصة جزء من أسهم «أرامكو»، لافتاً إلى أنها ستتحول إلى «تكتل صناعي» عملاق.وحسم ولي ولي العهد السعودي الجدل الذي تشهده سوق النفط العالمية، واحتمالات أن تتدخل المملكة بشكل منفرد وتعدل سياساتها الإنتاجية، مؤكداً أن «السعودية لن توافق على تثبيت إنتاج النفط الخام إلا إذا فعلت ذلك إيران وكبار المنتجين الآخرين».وأضاف «إذا قررت جميع الدول بما فيها إيران وروسيا وفنزويلا ودول أوبك وكافة المنتجين الرئيسيين تثبيت الإنتاج فسنكون معهم». وأكد أن «المملكة مستعدة لمواجهة فترة طويلة من تدني أسعار النفط، التي سجلت هبوطا حاداً منذ منتصف 2014 نتيجة لارتفاع الإنتاج العالمي»، موضحا «لا أعتقد أن هبوط أسعار النفط يشكل خطراً علينا». وكانت إيران قالت إنها لن تشارك بقية الأعضاء في منظمة «أوبك» والمنتجين خارجها في خطة سيتم مناقشتها خلال اجتماع في الدوحة يوم 17 أبريل الحالي لتثبيت إنتاج النفط في مسعى لتعزيز الأسعار.