أكد وزير التربية والتعليم رئيس مجلس التعليم العالي د.ماجد بن علي النعيمي دور جامعة الخليج العربي المتميز، وصفتها الحاضنة الأكاديمية والعلمية للدارسين والباحثين من أبناء الخليج العربي، والتي كانت ومازلت حاضنة للابتكار والإبداع بكافة صوره، مقدراً دعم قيادة مملكة البحرين لجامعة الخليج العربي باعتبارها «رمزاً لوحدتنا الخليجية وتعاوننا المشترك».
وأضاف النعيمي خلال افتتاح أعمال المنتدى الدولي للابتكار والتحولات الاجتماعية الذي نظمته جامعة الخليج العربي، أمس بحضور ضيف شرف المنتدى رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالمملكة العربية السعودية الأمير د.تركي بن سعود بن محمد آل سعود، وبمشاركة نخبة من قادة الفكر والأكاديميين في المنطقة والعالم، لمناقشة العلاقة بين الجامعات والمؤسسات البحثية والقطاعات الإنتاجية وأثرها في تحويل الأفكار الإبداعية إلى مشاريع ملموسة تساهم في تطور الواقع الاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة لمجتمع الخليج العربي.
وقال «إن تنظيم هذا المنتدى بمناسبة تدشين دكتوراه الفلسفة في إدارة الابتكار يأتي ضمن جهود الجامعة لإثراء الساحة العملية الخليجية بكل ما هو جديد، باعتبار «إدارة الابتكار» حلقة أساسية لإعداد المتخصصين للتعامل بشكل شامل مع منظومة الابتكار والإبداع الذي يخدم التنمية الشاملة في بلداننا الخليجية، بما في ذلك الحاجة إلى زيادة أعداد طلاب الدراسات العليا في المجالات العلمية التطبيقية والتكنولوجية المرتبطة بالابتكار، في ظل الحاجة الماسة إلى زيادة الاستثمار في البحث والابتكار، وهو ما تسعى البحرين إلى إنجازه من خلال الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي».
من جانبه أكد رئيس جامعة الخليج العربي د.خالد بن عبدالرحمن العوهلي إن الابتكار أصبح من سمات التنمية المعاصرة وسراً للتفوق والتقدم وأساساً للمزايا التنافسية بين الدول، إذ تشير دراسات وتقارير المؤسسات ومنظمات التنمية الدولية إلى أن الابتكار هو أهم محرك للنمو، ومصدر زيادة الإنتاجية، كما وتؤكد هذه الدراسات على ضرورة وضع الابتكار في صدر استراتيجيات التنمية الوطنية، وقال أيضاً: «المتصفح لوثائق الخطط الخمسية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يجد أن هذه الخطط تضع الابتكار في قلب استراتيجيات التحولات المجتمعية وقيادة التنمية».
وقال العوهلي خلال كلمته الافتتاحية إن الابتكار أحد الأركان الذي تقوم عليه جامعة الخليج العربي، إذ إن أحد أهدافها الرئيسة استضافة التخصصات الـمبتكرة والإبداعية التي تخدم تقدم وتطور مجتمعات دول مجلس التعاون. وأضاف «هذا المنتدى العلمي والعنوان الذي يحمله (الابتكار والتحولات الـمجتمعية) ينطلق من أهداف الجامعة لـمساندة مسيرة التنمية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي الـمشروع الخليجي الـمشترك الذي يعد بحق أنموذجاً للاتحاد الخليجي المشترك».
وقدم ضيف شرف المنتدى الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الورقة الرئيسة للمنتدى، والتي تناولت دور مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في دعم الابتكار، والتنمية في المجتمع السعودي، موضحاً أن المملكة العربية السعودية تمتلك خطة طموحة للابتكار ترتكز على دعم الأبحاث ورعايتها حتى تصل إلى مرحلة التطبيق الصناعي.
وأشار إلى أن السعودية تعمل وفق استراتيجية مدروسة لتكون ضمن الدول المتقدمة بحلول العام 2030، وهي بدأت تخطو خطوات نوعية في هذا المجال جعلتها في مواقع متصدرة على المستوى العربي والإسلامي والآسيوي، مبيناً أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تركز على دعم الابتكار في مجالات حيوية تمثل أهداف التنمية كالخلايا الجذعية، وطب النانو، وتحلية المياه، ومشروع الجينوم السعودي، إلى جانب الصناعات القائمة على النفط والغاز.
ويتناول المنتدى من خلال جلساته التي تعقد على مدى يومين الابتكار وأثره في تطور التحولات الاجتماعية على صعيد البيئة، ومجتمع الأعمال، والتعليم، من خلال أربع جلسات، إذ تعقد الجلسة الأولى بعنوان (تنظيم الابتكار: وضع الأنظمة الوطنية،الإقليمية، والدولية لتحقيق الابتكار، نماذج دولية من أمريكا، اليابان، البحرين، وتونس). وتناقش الجلسة الثانية (تحقيق الابتكار: تجسير العلاقة بين المجتمع الأكاديمي ورواد الأعمال)، فيما تتناول الجلسة الثالثة (الابتكار ودوره في معالجة القضايا البيئية على المستوى الدولي)، وتتناول الجلسة الرابعة (دور الابتكار في تحقيق تعليم أفضل).