عواصم - (وكالات): كشف أكبر تسريب وثائق في التاريخ ضلوع عدد من قادة العالم والمشاهير ونجوم الرياضة في فضيحة عالمية تكشفت خيوطها أمس حول تهرب ضريبي، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن فضيحة «أوراق بنما» تضم مجموعات متورطة في الجريمة والإرهاب وتهريب السلاح، وفي مقدمتها «حزب الله» اللبناني وشخصيات تابعة للنظام الإيراني، ومقربين من نظام الرئيس بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ، وعدد من مشاهير الرياضة والسينما، فيما جاء رد الفعل حاداً من الكرملين الذي اعتبر أن روسيا مستهدفة بشكل خاص. وكشف تحقيق صحافي ضخم استمر عاماً كاملاً في نحو 11.5 مليون وثيقة سربت من مكتب المحاماة «موساك فونسيكا» الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ 40 عاماً وله مكاتب في 35 بلداً، عن شبكة من التعاملات المالية السرية تورط فيها عدد من النخبة العالمية. وكشف موقع «انفو بايي» الأرجنتيني أن مسؤولين إيرانيين وقياديين في «حزب الله» ضمن قوائم المتورطين في فضيحة «أوراق بنما». وقال الموقع إن «33 شخصية وشركة مُدرجة على قائمة الولايات المتحدة السوداء للإرهاب، موجودة في الملفات المُسرّبة». وأوضح أن «القائمة تضم مسؤولين حكوميين إيرانيين، ومسؤولين في «حزب الله»، وشخصيات كورية شمالية، وجميعها متورطة في تهريب المخدرات وتجارتها عبر المكسيك». ومن الشركات الموجودة في القائمة حسب الموقع، شركة «تورطت في تهريب النفط والمشتقات النفطية الخاصة بالطيران الحربي إلى النظام السوري، لدعم حملات قصفه للقرى والمدن السورية المعارضة».وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين ان «بوتين، وروسيا وبلادنا واستقرارنا والانتخابات المقبلة، كلها الهدف الرئيسي وخصوصا من اجل زعزعة الوضع».وأوضح الناطق باسم الكرملين «نعرف جيداً هذه المسماة مجموعة صحافية»، في إشارة إلى «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين». وقال «هناك الكثير من الصحافيين الذين يركزون مهنتهم خارج الإعلام: عدد كبير من المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية الأمريكية و»سي آي ايه» وأجهزة خاصة أخرى».وحصلت صحيفة «تسود دويتشه تسايتونغ» على الوثائق التي أصبحت تعرف باسم «أوراق بنما» من مصدر مجهول، ووزعها «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين» على 370 صحافياً من أكثر من 70 بلداً. ورغم أن التعاملات المالية من خلال شركات أوفشور لا تعتبر غير قانونية، إلا أنه يمكن استغلالها لإخفاء أموال عن الضرائب وتبييض أموال يمكن أن يكون مصدرها نشاطات إجرامية أو ثروة جمعت بشكل غير قانوني. ووجهت التحقيقات أصابع الاتهام إلى عائلات الرئيس الصيني وعدد من كبار المسؤولين وقالت إنهم استخدموا شركات أوفشور لإخفاء ثرواتهم، ومنهم 8 من الأعضاء القدامى أو الحاليين للجنة الدائمة الواسعة النفوذ للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني. وتبين «أوراق بنما» دور دينغ جياغوي، زوج الشقيقة الكبرى لرئيس الدولة شي جينبينغ، الذي يملك منذ 2009 شركتين في الجزر العذراء البريطانية. وأربكت القضية شي جينبينغ الذي يتباهى منذ تسلم منصبه أواخر 2012 بعزمه على مكافحة الفساد. وفي باكستان دافعت عائلة رئيس الورزاء نواز شريف عن امتلاكها شركات أوفشور بعد أن ورد اسمها في أوراق بنما التي أظهرت تورط 3 من أبناء نواز شريف الأربعة. ورفض رئيس وزراء ايسلندا سيغموندور ديفيد غونلوغسون دعوته للاستقالة بعد الكشف عن امتلاكه شركة وسندات بنوك بملايين الدولارات عندما انهار النظام المالي لبلاده وطلبت البنوك مساعدة لإنقاذها.وكشفت «أوراق بنما» عمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة أوفشور في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، وأوردت أسماء 33 شخصاً وشركة مدرجين على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية السوداء بسبب التعامل مع كوريا الشمالية وإيران و«حزب الله» اللبناني، بحسب اتحاد الصحافيين. وشكر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المبلغين وقال إن فرنسا ستحقق في المعلومات، متوقعاً أن تجني خزينة الدولة منها «موارد ضريبية». وقال رامون فونيسكا أحد مؤسسي مكتب المحاماة أن التسريبات «جريمة، وجنحة» و»هجوم على بنما».وقال إن «بعض الدول لا يعجبها أن لنا ميزة تنافسية تجذب الشركات». وأعلنت حكومة بنما أنها «لا تتساهل» مع أية صفقات مشبوهة، واعدة بـ «التعاون القوي» مع أي تحقيق قانوني. و»موساك فونسيكا» الذي بات في صلب فضيحة «أوراق بنما»، هو مكتب محاماة بنمي يعمل بعيداً عن الأضواء وتضم لائحة زبائنه شخصيات بارزة وهو متخصص في قضايا التهرب الضريبي. وكشف عن الغموض الذي كان يحيط به حين أظهر تحقيق أجرته أكثر من 100 وسيلة إعلام على أساس وثائق سربت من المكتب أن أكثر من 140 مسؤولاً سياسياً أو شخصية بارزة هربوا أموالاً إلى ملاذات ضريبية. وفي هذه الوثائق الواقعة في 11 مليون صفحة تظهر أسماء رجال سياسة ورياضيين ومشاهير وكذلك الإجراءات التي يبدو أن المكتب استخدمها لتمويه التهرب الضريبي بينها اللجوء إلى ملاذات ضريبية مثل الجزر العذراء البريطانية أو دول في المحيط الهادىء. ولم تعرف الطريقة التي سربت فيها الوثائق. فقد حصلت عليها أولاً صحيفة تسود دويتشه تسايتونغ الالمانية قبل أن يتولى الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين توزيعها على 370 صحافياً من أكثر من 70 بلداً من أجل التحقيق فيها في عمل مضنٍ استمر حوالي عاماً كاملاً. وتتحرى السلطات في النمسا والسويد والنرويج وهولندا في أمر المتورطين في الفضيحة.كما كشفت الوثائق تورط عائلة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وعائلة الرئيس المصري السابق حسني مبارك في عمليات التهرب الضريبي. ومن بين الشخصيات التي ورد ذكرها في التحقيق لاعبا كرة القدم ميشال بلاتيني وليونيل ميسي الى جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي لم يستفق بعد من الفضائح المتتالية التي هزت أعلى هرمه في الأشهر الأخيرة.
970x90
970x90