أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أن زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة جون كيري تأتي في منعطف هام في تاريخ منطقتنا والعالم لتؤكد أهمية الشراكة التاريخية المتجذرة بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية.
فيما أكد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، أن مملكة البحرين والولايات المتحدة ترتبطان بروابط قوية وصلبة لمحاربة الإرهاب والتطرف معاً، وللعمل على التحولات الاقتصادية، وسنشهد تواصل لهذه العلاقة القوية بين البلدين في المستقبل، ونشكركم على التزامكم بها.
واستقبل جلالته بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في قصرالقضيبية أمس وزير الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية الصديقة بمناسبة زيارته للمملكة للمشاركة في الاجتماع الوزاري المشترك مع أصحاب السمو ووزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي بداية الاستقبال تفضل جلالة الملك المفدى بإلقاء الكلمة السامية التالية هذا نصها:
معالي وزير الخارجية جون كيري
الضيوف المميزون
«يسرنا للغاية أن نرحب بكم معالي الوزير كيري ووفدكم المرافق هنا في البحرين، إذ تأتي زيارتكم هذه في منعطف هام في تاريخ منطقتنا والعالم لتؤكد أهمية الشراكة التاريخية المتجذرة بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية.
فالعلاقة التاريخية بين بلدينا لم تكن وليدة لاتفاقيات بين الحكومات ولكن من خلال الصداقة بين الشعوب، فهي تعود للعام 1893 حينما قامت مجموعة من الأمريكيين الشجعان بالسفر لبلاد نائية وأنشؤوا فيها مستشفى لا يزال يقدم خدماته لشعبنا حتى يومنا هذا. وخلال العقود التي أعقبت ذلك، ازدهرت العلاقة وأصبحت اليوم تشمل العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية والمستمرة في التطور عاماً بعد عام.
وقال جلالته في الكلمة «وفي أواخر الأربعينات من القرن الماضي رحبنا بإنشاء القوة الأمريكية للشرق الأوسط في البحرين وهي عبارة عن مرفق بحري صغير لتقديم الدعم اللوجستي والاتصالات للقوات البحرية في المنطقة، فكان حجر الأساس في بناء التعاون الأمني مع البحرين والمنطقة برمتها. وعلى مدى السنوات تطورت علاقاتنا الأمنية لتصبح كما هي عليه الآن، حيث يؤدي الأسطول الأمريكي الخامس ومقره المنامة دوراً محورياً في تأمين الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي في التزام مع دول مجلس التعاون لمصلحة الأمن والتجارة العالمية».
وبصفتنا حليفاً هاماً غير عضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو» فقد قمنا بتنفيذ العديد من التمارين العسكرية المشتركة والمشاركة مع القوات الأمريكية في العمليات العسكرية والإنسانية في أفغانستان، فضلاً عن ذلك، لقد عملنا سوياً على تأمين مياه الخليج العربي، والحفاظ على مضيق هرمز باعتباره شريان التجارة الحيوي في المنطقة وفي مكافحة القرصنة في خليج عدن. ونقف سوياً في مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل وعملنا من أجل السلام العالمي.
وأضاف جلالته «فقد كانت العملية المشتركة الأكثر أهمية هي عملية قوات درع الجزيرة وعاصفة الصحراء والتي كانت مشاركة البحرين فيها تلي مباشرة مشاركة المملكة العربية السعودية الشقيقة في عملية تحرير دولة الكويت (ولتأكيد أهمية الجهود المشتركة، فقد عرضت علي ذات مرة صورة تظهر فيها أربع حاملات طائرات أمريكية في المياه الإقليمية للبحرين في ذات الوقت ضمن عملية تحرير الكويت) وهي أكبر التزام بحري على الإطلاق.
وأكد جلالته «لقد نمت العلاقات التجارية بين البحرين والولايات المتحدة بشكل كبير منذ بدء تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة بين بلدينا في عام 2006 وذلك نتيجة لطبيعة الاقتصاد البحريني وتنوعه كما نتطلع لتعزيز علاقاتنا التجارية في السنوات القادمة، وكل ذلك جزء من الشراكة المتينة والمتنامية وحيث إن المنطقة تمر بوقت عصيب في مكافحة التطرف والارهاب فإن استمرارية شراكتنا تظل ضرورية لمواجهة هذه التحديات».
وقال جلالة الملك المفدى «نتطلع لتعزيز علاقاتنا التاريخية مع الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة كما أؤكد مجدداً إن هذه العلاقات ستبقى كما كانت محور اهتمام مملكة البحرين. وبالرغم من سوء الفهم لعلاقاتنا في السنوات الأخيرة، أؤكد لكم أيها الوزير كيري، وكما قال رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الأدميرال ويليام كراو «جنيه بجنيه، إن البحرين كانت ولا تزال الصديق الأفضل لأمريكا في المنطقة.»
الوزير كيري، نرحب بكم ووفدكم مرة أخرى في المملكة متمنين لكم وفريقكم زيارة ناجحة ومثمرة للمنطقة.
شكراً لكم
فيما ألقى وزير الخارجية الأمريكي كلمة قال فيها:
صاحب الجلالة
بداية اسمح لي أن أنقل إلى جلالتكم وإلى الحضور تحيات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتحيات الشعب الأمريكي الذي يقدر عالياً قوة العلاقات بين البلدين، وأود شخصياً أن أتقدم بالشكر لوزير الخارجية الذي لا يمثل نظيراً قوياً كوزير خارجية فحسب بل أصبحت تربطنا صداقة حميمة، ولقد عملنا سوياً لسنوات عديدة.
جلالة الملك، نحن نواجه حالياً تحديات كبيرة، ولقد تطرقتم للتو للعديد منها، وأنا اتفق أن البحرين كان لديها دوماً مساهمات كبيرة في مواجهه هذه التحديات، ومازال هناك تحديات في المستقبل وأنتم تدركون ذلك.
أنا أحيي الخطوات التي اتخذتموها بدءاً من العام 2001 بإقرار ميثاق العمل الوطني بمساندة من صاحب السمو الملكي ولي العهد وغيرهم من المعنيين للدفع بالعملية السياسية في البحرين قدماً، ونحن ندرك التزامكم الصادق للتقدم.
ونحن نقدر أيضاً عملكم معنا في أفغانستان وفي التحالف الدولي، نحن نتقدم ونؤمن بأنه بإمكاننا تحقيق المزيد، وأنا أتطلع إلى أن نتطرق اليوم إلى بعض الخطوات المستقبلية، ولكنني وأمام هذه الجمع أؤكد لكم أن الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين ترتبطان بروابط قوية وصلبة لمحاربة الإرهاب والتطرف معاً، وللعمل على التحولات الاقتصادية، وسنشهد تواصل لهذه العلاقة القوية بين البلدين في المستقبل، ونشكركم على التزامكم بها .
وخلال اللقاء استعرض صاحب الجلالة مع وزير الخارجية الأمريكي العلاقات الثنائية التاريخية وأهمية تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، إضافة إلى بحث أبرز القضايا والتطورات المستجدة في المنطقة والأحداث الإقليمية والدولية ، وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث جرى تبادل الآراء ووجهات النظر حولها.
وأكد جلالة الملك المفدى دعم مملكة البحرين للمساعي الهادفة إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، معرباً عن تقديره للدور الذي تضطلع به الإدارة الأمريكية في حفظ أمن واستقرار المنطقة وخدمة قضايا السلام العالمي.
وأقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مأدبة غداء تكريماً لوزير الخارجية الأمريكي.