زهراء حبيب
قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى أمس، بمعاقبة سيدة بحرينية ثلاثينية بالسجن المؤبد لقتلها صديقها بكسر رقبته، لخلافهما على الخروج من شقته بعد أن رفضت معاشرته.
وأبلغت المتهمة شخصاً تعرفت عليه قبل فترة عن واقعة نشوب خلاف بين المتهمة والمجني عليه قبل أيام، وأنها ضربته وربما فارق الحياة، فتقدم ذلك الشخص ببلاغ لدى مركز الشرطة، التي توجهت لمنزل الضحية ووجدته جثة هامدة.
من جهته قال رئيس نيابة المحافظة الجنوبية مهنا الشايجي، إن النيابة العامة تلقت بلاغاً من شرطة المحافظة الجنوبية في 25 مارس 2015 مضمونه العثور على جثة رجل بحريني الجنسية 52 عاماً في مسكنه الملحق بمنزل عائلته بمنطقة الرفاع الغربي وهي في حالة تعفن جزئي، فانتقلت النيابة العامة فوراً إلى مكان الواقعة، وقامت بإجراء المعاينة القانونية وانتداب الطبيب الشرعي لفحص الجثة والوقوف على أسباب الوفاة وطلب تحريات الشرطة حول الواقعة، والتي توصلت إلى مرتكبتها وهي سيدة 31 عاماً.
وباستجوابها اعترفت بارتباطها بعلاقة غير شرعية بالمجني عليه منذ نحو شهر من وقت ارتكاب الواقعة واعتادت التردد على مسكنه بشكل يومي والمبيت معه، وحال تواجدها معه وبعد انتهائهما من تناول وجبة العشاء نشب خلاف بينهما، لرفضه خروجها من المسكن ومحاولتها أخذ المفتاح من يده، فتشابكا حتى سقطا أرضا فقامت بقتله خنقاً بيدها.
إلى ذلك، تبين أوراق الدعوى إلى أن المتهمة تعرفت على المجني عليه من خلال جريدة «الوسيط» للإعلانات، بعرضها رقم هاتفها لخدمة توصيل الطلبة للمدارس، وتلقت اتصالاً من المجني عليه يطلب منها توصيل ابن شقيقه، فأخبرته أنها توقفت عن العمل.
وانتهز المجني عليه هذه الفرصة بالتعرف على المتهمة، والاتصال بها بصورة مستمرة حتى توطدت علاقتها ببعضهما البعض، وأخبرها أنه يستطيع توفير وظيفة لها لتعمل طباخة في مطعم صديقه، وأخذت علاقتها تتعمق بالخروج سوياً والالتقاء في المقاهي.
وتعلم المتهمة أن المجني عليه متزوج ولديه أبناء ويملك شقة في الرفاع، وقبل نحو شهرين من الواقعة علمت بأن زوجته تركت المنزل.
واتصلت المتهمة بالمجني عليه لتخبره عن انزعاجها لعجزها عن سداد إيجار شقتها، ومدى حاجتها للحديث معها، فطلب منها الحضور لشقته وتبادل الأحاديث معاً، وعرض عليها السكن معه بالشقة.
وأخذت تتردد عليه في الشقة والمبيت فيها، وكانا يحتسيان المشروبات الروحية والرقص، وعاشرها معاشرة الأزواج مرة واحدة عندما كانا في حالة سكر، وطلبت منه عدم تكرارها إلا بعد زواجهما. وفي يوم مقتله طلب منها معاشرتها بعد أن كان في حالة سكر، فرفضت وارتدت ملابسها لتهم بالخروج من المنزل، فوقف أمام الباب لمنعها، وأخذ المفتاح، وخلع نظارتها الطبية ورماها بالأرض. وتعاركت المتهمة مع المجني عليه بالأيدي، وهي تحارب لسحب المفتاح فدفعته من صدره فوقع على بطنه، وجثت على ظهره، وأمسكت رقبته بيدها اليسرى وأخذت تحركها يميناً ويساراً بقوة حتى كسرت رقبته، وبعد مشاهدته يستفرغ خرجت على الفور من شقته، وأخبرت شخصاً تعرفت عليه لاحقاً بما حدث بعد أيام تطلب منه الاطمئنان عليه لشكها في وفاته، فأبلغ الشرطة. وأحالتها النيابة محبوسة للمحاكمة الجنائية عن تهمة القتل العمد، وتداولت القضية أمام المحكمة حتى صدر الحكم سالف البيان. وعقدت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى برئاسة القاضي الشيخ حمد بن سلمان آل خليفة، وعضوية القاضيين ضياء هريدي وعصام الدين محمد خليل وأمانة السر ناجي عبدالله.