وليد صبري وحذيفة إبراهيم
قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إن إيران مستمرة في برنامجها النووي بدعم القيادة الإيرانية بشكل كامل، مؤكداً أنه في حال اتخاذ طهران لأي إجراء يحسن من علاقتها بدول الجوار، فستتخذ دول الخليج خطوتين، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن البحرين شريك أمني هام للولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أن دول مجلس التعاون الخليجي رحبت بالاتفاق النووي الإيراني وتدعم تنفيذه، إلا أنها تنبأت بتصرفات إيران وتابعت تصرفاتها منذ بدء الاتفاق وحتى الآن.
وتابع «لا نشكك في نوايا مجموعة 5+1 عندما مارست ضغوطاً على إيران للجلوس على طاولة المفاوضات النووية ولكننا كنا قلقين من أن إيران ستسيء فهم هذه الجهود لعملية السلام، واليوم نلاحظ أمرين أساسيين توقعنا حدوثهما، أولهما أن البرنامج النووي الإيراني مازال يسير قدماً مع دعم القيادة الإيرانية له بشكل كامل، كما نرى تدخلات إيران في المنطقة من خلال الحرب بالوكالة في العديد من أجزاء المنطقة والتي تستمر دون أي إيقاف أو النظر نحو مسؤولية حسن الجوار».
وأكد وزير الخارجية أن دول الخليج تدعم الوصول إلى حل سياسي، لكنها ترى في الوقت ذاته أن إيران تدعم وترسل المزيد من المقاتلين، فضلاً عن دعمها لحزب الله وسترسل مقاتليها إلى سوريا مما يدعم استمرار الوضع على ما هو عليه.
وتابع «نود أن نرى تغيير إيران من سياساتها الخارجية تجاه المنطقة، علاوة على الجهود المرتبطة بحل أزمة الملف النووي، كما نرغب في جهود مماثلة تبذلها إيران من خلال وقف إرسال شحنات المواد الناسفة والمتفجرات إلى العناصر الإرهابية وتوقف دعم من يقومون بالحروب بالوكالة في العديد من أجزاء المنطقة ونرغب أن يكون لإيران علاقات جيدة مع جيرانها، وإذا ما اتخذت إيران خطوة واحدة تجاه علاقاتها مع جيرانها سنأخذ خطوتين».
وفي ما يتعلق بالمحكومة زنيب الخواجة، قال الشيخ خالد إنها موجودة في السجن وطالبت أن يكون ابنها موجود معها، على الرغم من أنه قد عرض عليها أن تبقيه مع أفراد عائلتها، وقد تم تنفيذ رغبتها ووضعها في غرفة خاصة، لدعم دورها كأم، وهذا موضوع إنساني»، مؤكداً أنه سيتم إطلاق سراح الخواجة وفقاً لقضيتها.
وشدد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على أن البحرين تبذل قصارى جهدها في دعم حقوق الإنسان وحمايته، ووضع كافة الآليات التي من شأنها نتجنب أي عوائق سابقة كانت موجودة في حقوق الإنسان.
وتابع «بذلنا الكثير من الجهود ونحاول حل كافة المشكلات والتحديات المتعلقة بحقوق الإنسان وقمنا بما يتعين علينا القيام به، ومواصلة جهودنا البناءة في هذا الاتجاه.. هناك تطور دائم في هذا الملف ونحترم كافة الالتزمات التي علينا، والتي تجعلنا حريصين على جعل وضع حقوق الإنسان في البحرين بدون أي مشكلات».
وأشار وزير الخارجية البحريني إلى أن الحوار مع وزير الخارجية الأمريكي ناقش تداعيات العمل في سوريا وتمكين الشعب السوري من إعادة بناء دولته.
وفيما يتعلق باليمن، أكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن هناك حلاً في المملكة العربية السعودية بالحوار الجاري هناك مع الحوثيين، مؤكداً ضرورة مواجهة داعش وتعزيز الجهود لمحاربة داعش وإيقاف تمويلها. وشدد على ضرورة تحسين إيران علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وتابع الوزير «الولايات المتحدة الأمريكية وقفت مع مملكة البحرين في أوقات الشدة وغيرها من الظروف التي استدعت الوقوف، ولذا فإننا نثمن الموقف الدولي لها».
وأكد وزير الخارجية البحرين أنه تمت مناقشة اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة وآليات حل الأزمة في سوريا واليمن ومحاربة «داعش»، موضحاً انه آن الأوان لأن تسعى إيران لتحسين علاقاتها بدول الجوار ولا تتدخل في الشأن الخليجي.
وأكد الشيخ خالد بن أحمد، أن البرنامج الصاروخي الإيراني لايزال يسير قدماً ونرى تدخلات إيران في الحرب بالوكالة في عدد من دول المنطقة دون احترام لحسن الجوار، موضحاً أن إيران لا تزال تدعم «حزب الله» وترسل مقاتلين إلى سوريا.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأمريكي أن إيران تدعم حزب الله والحرس الثوري في سوريا، إضافة إلى الحوثيين في اليمن، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أوقفت 4 قوارب كانت تحمل أسلحة إلى دول الخليج، وأن هناك أكبر تمرين بحري دولي الأول من نوعه يضم أكثر من 42 لمكافحة الألغام.
وأكد كيري أن مملكة البحرين شريكا أمنيا هاما للولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً في الوقت نفسه إلى زيارته للقاعدة الأمريكية في البحرين وحصل على تقييم للتحديات الأمنية التي يشترك بها.
وأشار إلى أن الاتفاقية النووية مع إيران كانت فقط حول منع قدرتها في الحصول على سلاح نووي، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية أوضحت هذا الأمر مراراً، وأنها منعت إيران من استغلال قدراتها النووية.
وبيّن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يدين دفع الشباب للقتال في الأماكن المشتعلة، مشيراً إلى أن إيران تدعم حزب الله والحرس الثوري في سوريا إضافة إلى الحوثيين في اليمن وغيرها من الجماعات الإرهابية.
وأكد كيري أن إيران ساعدت الولايات المتحدة في أمور أخرى سواء ما يتعلق بالإجماع على إيقاف الأعمال القتالية في سوريا، كما أنها تدعم وجود مفاوضات في جنيف لإنهاء الحب في سوريا، إلا أن نشاطاتها في اليمن والنشاطات المستفزة للاستقرار في البحرين وسوريا.
وأشار إلى أن أوباما اتخذ خطوات منها قمة كامب ديفد مع قادة دول مجلس التعاون، مشدداً على وجود اختلافات في الرأي مع إيران.
وتابع «دول مجلس التعاون الخليجي سترحب بوجود إيران ومشاركتها على طاولة المفاوضات إذا أرادت المشاركة في المنطقة وإيجاد حل بناء في سوريا واليمن، إلا أن إرسال قوارب عبر الخليج تحمل أسلحة أمر ليس بناء فيما نحاول إنهاء الحرب في الخليج».
وأشار إلى أنه تمت مناقشة التطورات الأخيرة المتعلقة بالأزمة السورية، وفرص التسوية في اليمن، والأعمال المزعزعة للاستقرار في المنطقة التي تقوم بها إيران، والتي تنظر إليها الولايات المتحدة الأمريكية بمحمل الجد.
وأشار وزير الخارجية إلى أن البحرين تحارب «نفس العدو» سواء في لاهور أو بروكسيل أو حتى السعودية، مبيناً أن البحرين تقدم الدعم اللوجستي لمكافحة الإرهاب، واستضافت ورشة عمل دولية لمكافحة تحويل أموال التبرعات إلى الإرهابيين.
وشدد كيري على أن البحرين تلعب دوراً هاماً في الأمن البحري بهذه المنطقة الاستراتيجية الهامة، فيما تقدر الولايات المتحدة الأمريكية تقدر الجهود البحرينية في الدعم اللوجستي لاسيما لمركز القيادة البحرية والأسطول الخامس.
وتابع «ستشارك البحرين هذا الأسبوع بتسهيل تمرين إجراءات مكافحة الألغام الدولي وهو أكبر تمرين بحري من نوعه ويضم أكثر من 42 دولة ملتزمة بالأمن العالمي وحرية الملاحة البحرية».
وأكد أنه تمت مناقشة تخفيف الانقسامات الطائفية في البحرين وفي أماكن أخرى، معرباً عن شكره للجدية التي تتناول بها البحرين هذا الأمر، مضيفاً أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف إلى جانب جميع الأطراف لإيجاد ظروف تسمح بمساهمة وحلول سياسية أكثر لجميع مواطني هذه المنطقة.
وتابع «نحن نؤمن بأن احترام حقوق الإنسان هو أمر ضروري جداً من خلال السماح للمواطنين بأن يعيشوا ويتمتعوا بكامل قدراتهم، كما نتطلع إلى استمرار العلاقات القوية ذات المنفعة المتبادلة بين البحرين والولايات المتحدة لسنوات قادمة».
وفي سؤال حول زعزعة إيران لأمن المنطقة حتى بعد الاتفاق النووي من خلال التجارب الصاروخية التي تقوم بها وتجاهلها للمفاوضات، إضافة لحقوق الإنسان في البحرين، وسجن زينب الخواجة لمدة 3 سنوات، قال وزير الخارجية الأمريكي، إن الاتفاق النووي مع إيران كان يتعلق بمدى قدرة إيران على الحصول على سلاح نووي، إذ لو تحدثنا حول مواضيع أخرى فلن نتوصل إلى أي اتفاق، لذلك أخذنا خطوة أولى باتجاه منع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وأردف «عندما بدأنا المفاوضات كان لدى إيران مواد نووية، إذا ما تم تخصيبها كانت ستقوم بتصنيع القنبلة النووية، ولم يكن وقتها هناك أي قدرة على تقييد هذا الأمر لذلك كان وقتها النزاع حول هذا الأمر صعب، وكانت هناك دول تدفع لاتخاذ أعمال عسكرية ضد إيران وكان هذا أحد الخيارات المطروحة».
وأكد أن الرئيس أوباما كان يرغب في استكشاف فرص الديبلوماسية قبل الحديث عن أي خطوة عسكرية وبالفعل تم تنفيذ الحل الدبلوماسي ونرى الآن أنه لا يوجد أمام إيران أي مسار لحيازة السلاح النووي، لذلك تخلصنا من هذا الأمر.
وأشار كيري إلى أنه لم يقل أي أحد خلال توقيع جميع التحديات الأخرى ستختفي، فكنا نعلم أن إيران تدعم حزب الله والحرس الثوري موجود في سوريا وأنها تدعم أعمالا تخريبية في المنطقة، وتزعزع الاستقرار، كما أنها تدعم الحوثيين في الصراع اليمني». وقال كيري «نعرف أنه يتوجب علينا التعامل مع كل هذه الأمور، وهذا كان السبب الرئيس لعقد اجتماعات كامب ديفد مع قادة دول مجلس التعاون للحديث حول كيف سيتم اتخاذ خطوات أعلى لإتمام الاتفاق النووي والعمل على دفع إيران لتغيير سلوكها فيما يتعلق بالنشاطات الأخرى».
وأشار إلى أن إيران تساعد الآن في عدة أمور من بينها إيقاف العمليات القتالية والهدنة في سوريا والتعامل مع مجموعة العمل الدولي لإيجاد حل هناك، من أجل إيجاد مفاوضات حول مؤتمر جنيف لإنهاء الحرب في سوريا.
وأكد أن التحدي الآخر الذي لم تعمل به إيران هو في اليمن، فضلاً عن نشاطاتها المزعزعة للاستقرار في البحرين وسوريا، لذلك اتخذ الرئيس أوباما خطوات فيما يتعلق بالعقوبات قبل عدة أيام.
وأعلن كيري عن نقاشات تجري في الأمم المتحدة حول التوصل إلى قرار للتعامل مع إيران فيما يختص بتدخلاتها، إلا أن الجميع يتطلع للتمكن من قيام علاقات إيجابية بين إيران ودول المنطقة، ولكن الاختبار يكمن فيما ستختاره أيران نفسها للقيام به خلال الفترة القادمة.
وأكد أن هناك اختلافات في الرأي داخل إيران نفسها وعليهم أن يقرروا ما هي الخطوات التي ستتخذها لتحسين العلاقات، مشدداً على أن إيران يجب أن تكون جزءاً من إنهاء الحرب في الخليج وليس إشعالها.
وأشار كيري إلى أنه في حال استمرار المخالفات لقرارات مجلس الأمن من خلال نشاطاتها لزعزعة الأمن في المنطقة، فستستمر الولايات المتحدة في جهودها لحماية الأمن في المنطقة وستقف إلى جانب حلفائها لدعم جهودهم لحماية بلدانهم.
وعاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليعلق قائلاً «حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى قام بجهد إصلاحي هائل قبل عدة سنوات في مجال الوحدة الوطنية، ولسوء الحظ أعتقد أن المعارضة ارتكبت خطأً جسيماً عندما قررت عدم المشاركة في الانتخابات وهذا الأمر ساعد على عملية الاستقطاب الطائفي».
ولفت كيري إلى أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى قام بجهد إصلاحي ولم شمل الكيانات. وقال «ناقشنا مع الجانب البحريني الانتخابات التي ستجري في العام 2018، حيث أكد لي وزير الخارجية البحريني أنهم يريدون انتخابات حرة وكاملة بمشاركة الجميع، دون أي عنف أو تهديد أو تطرف يؤدي إلى استقطاب طائفي يعقد سير عملية الانتخابات وسنعمل معهم عن كثب”.
وأكد أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع البحرين مبنية على أساس المصالحة المشتركة بين البلدين ومنها الجهود المشتركة لمكافحة التطرف.
وأشار إلى أن أمريكا تؤمن بأهمية توسيع الفرص وزيادة الحقوق وإشراك الجميع في العملية السياسية هو أمر هام، مشدداً على أن الولايات المتحدة تسعى للوصول لوقف كامل لإطلاق النار وأن تكون هناك حكومة جديدة.
وحول عدم وضوح الموقف الأمريكي تجاه التدخلات الإيرانية في دول المنطقة ودعمها للجماعات الإرهابية في البحرين، أكد كيري أن الولايات المتحدة تسعى لإيجاد طريقة لحل هذه النشاطات من خلال المشاركة والحوار مع إيران، مشيراً إلى أن الرئيس أوباما كان هدفه الأول أن لا تحصل إيران على سلاح نووي.
وتابع «أما ما يتعلق بسلوك إيران فنحن لا نثق بأقوالهم وقد اعترضنا 4 قوارب تحمل أسلحة إلى الخليج، وقلنا إننا سنتعامل مع هذا الأمر من خلال الخطوات المتاحة لدينا حالياً، ويجب على إيران أن تلتزم بما اتفقت عليه، وستكون هناك المزيد من الخطوات إذا ما استمرت إيران في ذات سياساتها».
وأضاف «نحاول أن نغير سلوك إيران وندعوها لأن تكون جزء بناء في المجتمع الدولي وأن تساهم في الأمن والاستقرار وأن تساعدنا على إنهاء الحرب في اليمن لا إطالتها، فضلاً عن الحرب سوريا وليس تكثيفها، وتساعدنا على الديناميكية في هذه المنطقة، التي إيران في حاجة إليها، من خلال الدخول في نشاط اقتصادي كامل، وأن توجد فرص للعمل لشعبها”.
وأكد كيري أن أوباما لم يجدد العلاقات الدبلوماسية مع إيران ولا توجد أي انفراجة فيما يتعلق بجميع القضايا الأخرى مع طهران سوى الاتفاق النووي والتي حققت مهمة واحدة للعالم وهي تخليصه من «إيران نووية»، مؤكدا أن أوباما مستعد للدخول في حوار من أجل تغيير سلوك إيران ونأمل بأن تتخذ طهران قرارات لتكون عضواً فعالاً في المجموعة الدولية لدعم سوريا واليمن وتساعدنا في تجنب التحديات التي تواجهها البحرين وغيرها، وإيقاف إرسال الأسلحة والعناصر التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة».
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن مملكة البحرين شريك أمني هام للولايات المتحدة، حيث تقوم بتقديم الدعم اللوجستي لمحاربة «داعش»، كما تلعب المملكة دوراً هاماً في الأمن البحري.
وقال كيري «ناقشنا مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها إيران.. مساعي إيران لزعزعة الاستقرار في البحرين واليمن تبقى تحدياً ونأمل أن تسعى إيران لتعزيز استقرار المنطقة وليس العكس».
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن دول مجلس التعاون الخليجي سترحب بوجود إيران على طاولة المفاوضات إذا ما سعت لحل بناء في سوريا واليمن حاثاً إيران على وضع حد للحرب في سوريا واليمن
وقال «نعلم أن إيران تدعم «حزب الله» وتزعزع استقرار المنطقة والحرس الثوري الإيراني موجود في سوريا.. ندعو إيران لأن تكون جزءاً من إنهاء الحرب وليس إشعالها..نحن لا نصدق الإيرانيين ولا نثق بأقوالهم لكننا نريد التحقق من كلامهم كل يوم لإثبات أنهم يحترمون الاتفاقات». وقال «اعترضنا قوارب تحمل أسلحة وكشفنا للعالم نوعية تلك الأسلحة وكيف سنتعامل معها، مبيناً أنه لا توجد أية مفاوضات ولا علاقات دبلوماسية بين أمريكا وإيران ولا انفراجة في القضايا الأخرى، موضحاً أن هناك المزيد من الإجراءات ضد إيران إذا استمرت في تهريب السلاح.