أولاً: دور المواطن في معاونة جهاز الشرطة:
هناك ضرورة أن يكون للمواطن دور في مكافحة الإرهاب والجريمة من خلال اليقظة والإبلاغ عن المشتبه فيهم، حيث إن المجرمين والإرهابيين يتواجدون وسط المواطنين وفي الأماكن المزدحمة، وهناك العديد من القضايا الكبرى التي تم القبض فيها على المجرمين قبل تنفيذ جريمتهم بسبب تعاون المواطن مع الشرطة والإبلاغ عن هؤلاء المجرمين.
وذلك يعني أن عدم وجود تعاون بين أجهزة الشرطة والمواطنين يجعل من الصعب منع الجريمة ومكافحتها بنسبة عالية لتحقيق الأمن للفرد والمجتمع. وتتضح هنا أهمية دور المجتمع في معاونة رجل الشرطة في كسب محبة وثقة المواطن من خلال تعزيز المكانة الاجتماعية لرجال الشرطة لكسب ثقة المواطنين ودعم السلوك الشخصي الإيجابي لرجال الشرطة في تعاملهم مع المواطنين.
ويتزايد دور رجال المؤسسات الأمنية مع تزايد المهام الموكلة إليهم والتي يأخذ عدداً كبيراً منها أبعاداً أكثر خطورة واتساعاً. ولقد ازداد تقدير المجتمع بمؤسساته المختلفة لما يقوم به رجال الأمن بكافة المؤسسات الأمنية من أعمال وتضحيات قدموا من خلالها أرواحهم دفاعاً عن أمن وطنهم ومواطنيهم، ومع تطور الوعي بأهمية الدور الاجتماعي لأجهزة الأمن بمختلف الدول العربية، وما نلاحظه اليوم من ارتفاع نسبة الجريمة والانحراف وظهور جرائم جديدة ومعقدة وذات خطورة عالية، تظهر هنا أهمية دور المؤسسات الاجتماعية بتثقيف وتعليم ومناشدة أفرادها بدعم المؤسسات الأمنية وأن دعمهم مطلب شرعي وواجب وطني.
ثانياً: مسؤولية المؤسسات الاجتماعية في منع الجريمة:
إن أول خطوة للوقاية من الجريمة هي الوعي، حتى يتجنب المجتمع كل المخاطر والمشكلات والجرائم التي تهز كيان المجتمع والأسرة، وعليه يجب أن تعتمد كافة البرامج الدينية والاجتماعية والإعلامية على بعض التوعيات وهى:
1. أهمية دور المساجد وأئمتها وخطبائها في إيضاح مسئولية المجتمع الأمنية:
يعتبر المسجد من أهم المؤسسات الاجتماعية التي يعتمد عليها في توعية وإرشاد كافة أفراد المجتمع، لتثقيفه وتوعيته لمساندة رجال الأمن وتبصيرهم بضرورة بذل المزيد من التعاون والمشاركة مع المؤسسات الأمنية وتذكيرهم بأن ذلك واجباً حتمياً عليهم حتى يعم الاستقرار الأمني لكافة أفراد المجتمع الذين هم بحاجة ماسة إليه لأنه لا حياة بدون أمن.
2. أهمية دور المدارس والمعاهد والجامعات بالمشاركة في أعمال المؤسسات الأمنية:
تعمل المدارس والجامعات على إيجاد ثقافة أمنية لدى الطلاب وتبصيرهم ببعض أنماط السلوك التي يمكن أن تؤدي إلى انحرافهم، ويتحقق ذلك عن طريق إلقاء ضباط المؤسسات الأمنية المؤهلين بعض المحاضرات ذات العلاقة بالثقافة الأمنية وعلاقة الفرد مع المؤسسات الأمنية، إضافة إلى تدريس بعض المواد الأمنية في الوحدات الدراسية التي تكسب الطلاب ثقافة قانونية، وعقد ندوات يشارك بها رجال الأمن ويلتقون مع الطلاب حتى ينتهي الحاجز النفسي بينهما كما إن تشجيع الطلاب على المشاركة مع رجال الأمن منذ صغرهم يعتادون عليه في الكبر للوقاية من الجريمة حيث إن مشاركة كل فرد وكل مجموعة في ذلك يعد ضرورة، لذا فإن التنسيق مع المدارس والجامعات ومشاركة طلابها لحضور الندوات الأمنية الهادفة والتعرف على أهمية ومسؤولية الأمن سوف يكون له المردود الإيجابي حتماً على كافة المؤسسات الأمنية مع وجود دور حقيقي للمدرسة في التوعية الداخلية للطلاب بالدور الحقيقي والهام لرجال الشرطة في كافة المجالات.
3. أهمية دور الأسرة في تنمية أفكار أبنائها في المساهمة بالأعمال الأمنية:
الأسرة هي المؤسسة الرئيسة في عمليات التنشئة الاجتماعية، حيث تعمل الأسرة على غرس القيم والمعايير الاجتماعية السليمة، التي تشكل ضوابط اجتماعية للحد من السلوك المنحرف، وما هو جدير ذكره أن الانحراف يزداد بازدياد حالات التفكك الأسري. فالوالدين لهما دور كبير بتفهم وتوعية أبنائهما وتنمية أفكارهم وتشجيعهم منذ صغرهم على التعاون مع رجل الأمن وتقدير المسؤولية الملقاة عليه وحث أبنائهما على المساهمة في المشاركة المستقبلية مع رجال الأمن وخاصة صغار السن.
ثالثاً: الإعلام ودوره في إيضاح مسؤولية الأمن وتثقيف أفراد المجتمع وحثهم على المشاركة:
تقوم وسائل الإعلام بمهام أساسية للحد من الجريمة وكشف بعد الجرائم، وذلك من خلال قيام وسائل الإعلام «إذاعة، تلفزيون، صحافة» بتقديم برامج تعمل على تعميق كراهية الشباب للجريمة وحفزهم على مقاومتها، وضرورة تعاونهم مع رجال الأمن للكشف عن الجرائم في وقت مبكر. كما يمكن للتلفزيون تقديم برامج تؤدي إلى توعية المواطنين بالأساليب والحيل التي يمكن أن يلجأ إليها المجرمون لتنفيذ جرائمهم.