القاهرة - (وكالات): زار خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الجامع الأزهر أمس حيث وضع حجر الأساس لمدينة البعوث الطلابية الإسلامية الجديدة للطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر، في اليوم الثالث من زيارته إلى مصر التي تخللها الإعلان عن تشييد جسر بين البلدين وتوقيع 17 اتفاقاً في مجالات إنمائية عدة.
وزيارة الملك سلمان إلى الجامع الأزهر هي الأولى من نوعها لعاهل سعودي إلى أهم سلطة مرجعية للمسلمين السنة في العالم.
وأفاد بيان للأزهر بأن خادم الحرمين التقى شيخ الأزهر أحمد الطيب «في إطار تنسيق الجهود» بين الطرفين في «نشر الفكر الوسطي ومواجهة التطرف والإرهاب».
كما أشار إلى أن الملك سلمان وضع «حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية الجديدة للطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر» سيتم تمويلها بمنحة من العاهل السعودي على مساحة 170 فداناً.
ويدرس في الأزهر آلاف الطلاب الآسيويين والأفارقة والمصريين لكن مكان إقامتهم لم يعد يستوعب أعدادهم.
ومنذ مساء الخميس الماضي، علقت لافتات ترحيب تحمل صوراً للملك سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قرب الجامع الأزهر الذي كثفت السلطات الإجراءات الأمنية في محيطه.
ومساء امس الأول، التقى الملك سلمان بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني في مقر إقامة العاهل السعودي في فندقه المطل على نيل القاهرة. ورحب المتحدث باسم الكنيسة في بيان بصفحته على «فيسبوك» بزيارة العاهل السعودي قائلاً إنها «تأتي تأكيداً لعلاقات الأخوة والمحبة التي تربط بين مصر والسعودية». وأضاف أن البابا قدم له الشكر على رعاية حكومته للمصريين العاملين بالمملكة. ومن المتوقع أن يزور العاهل السعودي اليوم مقر البرلمان ومستشفى القصر العيني الذي سيتم تطويره بتمويل سعودي بكلفة 120 مليون دولار. فيما يزور جامعة القاهرة غداً حيث يتلقى شهادة دكتوراه فخرية.
وشهد الملك سلمان والسيسي توقيع 17 اتفاقاً شملت مشروع تشييد تجمعات سكنية ضمن برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء وآخر للتنمية الزراعية فيها وأيضاً إنشاء جامعة الملك سلمان في مدينة الطور في جنوب سيناء. وستمول السعودية مشاريع بقيمة إجمالية قدرها 1.5 مليار دولار في سيناء. كما اتفق البلدان على إنشاء محطة كهرباء غرب القاهرة بكلفة 100 مليون دولار.
واتفقا كذلك على ترسيم الحدود البحرية بينهما.
كما توصل البلدان إلى اتفاقي تعاون في مجالي الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والنقل البحري والموانئ، إضافة إلى مذكرات في مجالات الكهرباء والطاقة، والعمل، والإسكان والتطوير العقاري.
وذكر مجلس الوزراء المصري في بيان أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في 2014/2015 نحو 5 مليارات دولار.
وأشار إلى أن السعودية تحتل المرتبة الأولى بين الدول المستثمرة في مصر بقرابة 6.13 مليار دولار كاجمالي المساهمات السعودية في رؤوس أموال الشركات حتى عام 2016.
والزيارة هي الأولى للملك سلمان إلى القاهرة منذ وصوله إلى سدة الحكم في المملكة مطلع العام الماضي.
من ناحية أخرى، ثمن خبراء ومختصون الاتفاق الخاص بإنشاء جسر بري يربط بين السعودية ومصر، والذي وقعته الحكومة السعودية ونظيرتها المصرية، أمس الأول.
ويشكل مشروع الجسر فرصاً كبرى في قطاعات الإنشاء والتجارة والنقل والسياحة والحركة التجارية بين قارتي آسيا وإفريقيا.
واعتبر الخبراء أن الجسر سيكون بمثابة شريان جديد وقوي لحركة التجارة بين البلدين، خاصة أنه يقلص الوقت بين المملكة ومصر إلى نحو 20 دقيقة فقط. ووفقاً للأرقام والمعلومات المتاحة، يبلغ طول الجسر نحو 50 كم ويستغرق تنفيذه نحو 3 سنوات، ويمتد من مدينة شرم الشيخ المصرية وينتهي في رأس حميد بمنطقة تبوك السعودية، بتكلفة مبدئية تتراوح بين 2.5 و4 مليارات دولار. ومن المقرر أن يشمل المشروع إنشاء نفقين أسفل خليج العقبة للربط بين مدينة شرم الشيخ وغرب منطقة تبوك عبر جزيرة تيران.
في سياق متصل، قالت مصادر مطلعة إن تحالفاً يضم شركات عربية بقيادة شركات سعودية، سيوقع عقد إنشاء مدينة ضخمة في إطار مشروعات تنمية محور قناة السويس الجديدة.
وأوضحت المصادر أن تحالف «آسك كابيتال»، والذي يضم مجموعة شركات عربية، تقدم بطلب للحكومة المصرية ممثلة في الهيئة الاقتصادية لقناة السويس خلال الفترة الماضية، لتنمية وتطوير مساحة 5.5 مليون متر مربع بمشروع محور قناة السويس لإقامة مدينة ضخمة عليها، ووافق مجلس إدارة الهيئة على ذلك.
وأشارت المصادر إلى أن التحالف الذي تستحوذ فيه الشركات السعودية على أكثر من 90%، سيقيم مدينة جديدة تجارية وصناعية، سوف تضم عدة أنشطة تشمل مصانع مواد بناء، والصناعات الغذائية، ومصانع للسيارات، ومناطق لوجيستية للتخزين ومدينة أعمال، ومنطقة لصناعة التكنولوجيا.
وأوضحت المصادر أن حجم استثمارات المشروع بالبنية التحتية فقط أكثر من 300 مليون دولار، بالإضافة إلى إقامة 120 مصنعا ومدينة متكاملة للأعمال باستثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار.