تتواصل خلال شهر أبريل الجاري فعاليات وبرامج مهرجان ربيع الثقافة في نسخته الحادية عشرة، «عبر الأماكن الثقافية وما تحتويه من إرث إنساني عريق. لصناعة سياحة ثقافية مستدامة»، وفقاً لرئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة. وشهدت فعاليات «ربيع الثقافة» منذ انطلاقته في 12 فبراير الماضي تحت شعار «وجهتك البحرين»، سجالاً وتحدياً إبداعياً لكسب الرهان على الثقافة المتجددة، باعتبارها الوسيلة الأفضل لفعل الجمال وصناعة الفرح الذي تستحقه البحرين.
وتقول الشيخة مي بنت محمد إن «هذا الموسم هو تأكيد للذي نعرفه جميعاً، أن للثقافة قدرة على تحقيق اللقاء الدائم ما بين مختلف شعوب العالم من جهة، وصياغة الشراكة والتعاون البنّاء ما بين جميع الجهات في البحرين من جهة أخرى». فيما يقول الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد الرميحي إن مهرجان «ربيع الثقافة « واصل عطاءه المتجدد «ليجمع ثقافات العالم في قالب حضاري بحريني اتسم منذ قديم الأزل بالانفتاح والتنوع، وليحقق دعماً لقطاع السياحة الذي نوليه اهتماماً كبيراً بالعناية والتطوير في خطة المجلس التنموية».
مارس.. اختتام رائع
اختتم شهر مارس الماضي بحفلين لمحبي الموسيقى والغناء، جاء الأول في يوم 24 مارس الماضي مع المغني العالمي سيل صاحب الألبومات البلاتينية والمبيعات التي تزيد على ثلاثين مليون نسخة، والذي وضع بصمة مميزة في مهرجان ربيع الثقافة هذا العام من خلال حفله على مسرح قلعة عراد، الذي سطع فيه بأغانيه الشهيرة عالمياً.
أما في يوم 31 مارس أحيا ثنائي الجيتار الكلاسيكي المكسيكي الشهير رودريجو وجابرييلا ليلة مشتعلة بالحماس على مسرح القلعة جمعت توليفة مدهشة من موسيقى الروك والموسيقى العالمية وألحانهما المكسيكية الخاصة بهما، وذلك في عرض متفجر بالإيقاعات الصاخبة.
واتسمت أبرز فعاليات الأسبوع الأول من أبريل الجارية بالحيوية والمشاركة الجماهيرية والإقبال الكبير على الفعاليات من مختلف الأعمار والمستويات. حيث شهد يوم 3 أبريل فرقة «تيناريوين أي «الصحاري « باللغة الطارقية» من شمال غرب أفريقيا، وهي فرقة موسيقية من طوارق أزواد شمالي مالي، إذ قدمت مجموعة منتقاة من أعمالها التي تنتمي للون «البلوز» الأفريقي بألحانه الحزينة العاطفية التي تثير الشجن.
كما احتضنت قلعة عراد يوم أمس الأول عرض «فلون» المسرحي، وهو عرض سيرك مسرحي جريء حبس الأنفاس، وحائز على جوائز عالمية، وحكي حكاية مجموعة من البهلوانيين وراقصي الجمباز الهوائي والموسيقيين ولاعبي الحيل الذين يحاولون إقامة عرض على الطريق.
وكان جمهور الأدب يوم 7 أبريل الجاري على موعد مع حفل مسائي بمركز لا فونين، وقع خلاله الكاتب الإندونيسي الشهير أندريا هيراتا روايته «عساكر قوس قزح»، وهي رواية تحكي حكاية مجموعة من الأطفال الفقراء في جزيرة نائية في إندونيسيا، ويصور الكاتب عبرها جمال الطفولة وقوة الأمل لدى معلّمة صبية مهمشة وتلاميذها العشر.
وتواصلت رحلة رحلة الإبداع السماعي الذي يحضره ربيع الثقافة إلى البحرين من قاعة محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي في المحرق والتابعة لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، إذ تؤدي فرقة محمد فارس مساء كل خميس مجموعة أغنيات من خلالها يتعرف الجمهور على معاناة الغواصين وأغنيات الوداع وفراق الوطن والأهل، والأغاني التي كانت تصاحب العمل الصعب وتهوّن من مشقته، وفنون الأفراح والمناسبات السعيدة، بالإضافة إلى مقاطع تعطي فكرة عن تطور الأغنية البحرينية التي أصبحت متداولة لدى جميع الأجيال.
فوضى في المدينة و «سيمفونيات الذات»:
استضاف نادي الخريجين يومي أمس وأمس الأول عرضاً مسرحياً للأطفال والعائلات بإخراج بحريني بعنوان «فوضى في المدينة»، وهو عبارة عن قصة تجسد قيم الطيبة والتعاون والصداقة وخدمة المجتمع، وهو عرض مستوحى من قصص كاتبة الأطفال اللبنانية فاطمة شرف الدين.
شهدت الصالة الثقافية ليلة «سيمفونيات الذات» لإحياء أعمال الفنان مجيد مرهون التي أحيت ذكراها فرقة البحرين للموسيقى، بالإضافة إلى العديد من الموسيقيين الذين كرسوا وقتهم لاستخراج ذكريات الفنان الراحل من أعماق التاريخ.
وانطلقت الأمسية الموسيقية بعنوان أكاديمية ريد بل للموسيقى تقدم سيمفونيات الذات أمس الأول ضمن سلسلة فعاليات مهرجان ربيع الثقافة 2016 برعاية هيئة البحرين للثقافة والآثار، وانطلقت معها أنغام الملحن البحريني الراحل مجيد مرهون لأول مرة بعد رحيله قبل ست سنوات، فنالت العروض رضا المعجبين من الحضور، بل وأكثر من ذلك فقد أسرت سيرة الفنان الموسيقية ومقطوعاته الرائعة أولئك ممن لم يسمعوا به قبل الإعلان عن الحفل.
ووصف أحد الحضور تجربته قائلاً: «كانت تجربة عظيمة! كم أتمنى لو يتم تنظيم المزيد من الفعاليات المشابهة في البحرين. سوف أعود غداً لأشارك هذه التجربة مع عائلتي».
وشهدت الفعالية عروضاً فريدة من نوعها لعزف فرقة البحرين للموسيقى مقطوعات لمجيد مرهون، مع أغنية من أداء مؤسس فرقة أجراس سلمان زيمان، بالإضافة إلى عروض موسيقية إلكترونية لأعمال مجيد ضمن تعاون موسيقي فريد من نوعه يشمل حسن حجيري وعصام حماد الملقب بـSكوزمو» والفنانين العالميين هنريك شوارتز وبوجي ويسيلتوفت اللذين تعاونا خصيصاً من أجل هذا المشروع.
وحرصاً على تلبية تطلعات جماهير الربيع المتنوعة، ينتظر أن يشهد جمهور الفكر والأدب والرأي مساحة منتقاة يوم 11 أبريل الجاري بمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، حيث تتم استضافة الكاتبة الفلسطينية عائشة عودة لتحكي تجربتها في محاضرة بعنوان «الكتابة فعل تحرر ومقاومة».
فيما يشهد مركز الفنون المعرض الفني الخيري الثالث من يوم 12 وحتي 19 أبريل الجاري. ويعود ريع جميع العائدات من بيع الأعمال الفنية لطلبة المدارس المشاركة إلى المؤسسة الخيرية الملكية لدعم جهودها في مساعدة 5000 طفل يتيم محتاج في مملكة البحرين.
افتتاح دار المحرق:
ينتظر أن تفتتح اليوم الأحد مشروع «دار المحرق» الذي يهدف إلى تحديث مبنى دار جناع الحالي والكائن في المحرق القديمة وتوسعته على الأرض المحاذية لاحتواء ورشة وأماكن للتدريب. وسيكون المبنى مركزاً للتدريب والبحوث مخصصاً للموسيقى الشعبية التقليدية، معززاً بذلك التراث غير المادي للمحرّق. خاصة وأن المبنى يقع على مسار «طريق اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد الجزيرة»، ومن المخطط أن تتكون التوسعة من مبنى من ثلاثة طوابق مكسية بشبكة من الفولاذ، وقام بوضع تصميمه مكتب «كيرستن جيرز وديفيد فان سيفيرن» بالتعاون مع شركة «إعمار».
«الطفاطيف» روائع المهراجا:
يستضيف المتحف الوطني حتى 15 أبريل معرض «روائع المهراجا، رونق الأزياء الملكية الهندية» حيث يبرز المعرض مجموعة من الأزياء والملابس الملكية الهندية الخاصة التي يمتلكها ديباك ودكشا هوتسينغ، بالإضافة لبعض القطع المطورة باستخدام تقنيات قديمة لأومنغ هوتيسنغ.
فيما تبقى ذاكرة المكان «عمارة بن مطر» حاضرة في الموسم الثقافي، حيث تستضيف أجمل الصور الوثائقية عن البحرين في معرض بعنوان «معرض صور توثيقية من البحرين» يوم 17 الجاري.
ويشهد يوم 18 الجاري مركز الشيخ إبراهيم محاضرة مع د.هيفاء أبو غزالة حول «دور الإعلام في مكافحة الإرهاب».
أما في يوم 19 الجاري تستضيف الصالة الثقافية مسرحية للكاتب البحريني عقيل سوار، من إخراج المخرج أحمد الصايغ، وإنتاج هيئة البحرين للثقافة والآثار بعنوان «الطفاطيف»، حيث تروي المسرحية أحداثا متعلقة بمغامرة شيقة يخوضها مجموعة من طلاب المدرسة لعمل مشروع مدرسي حول تاريخ البحرين بتكليف من معلمة الفصل «الآنسة لمباردو»، ومن ثم تأخذهم المغامرة إلى الغوص في قلب البحر واكتشاف عوالم كاملة ومدن تعيش تحته، إضافة إلى كائنات حية هجينة بين الإنسان والسمك.
ويختتم أبريل فعالياته يوم 25 الجاري بمحاضرة حول «الرواية والفن» تقدمها كوكبة من المثقفين هم صلاح فضل، أماني فؤاد، واسيني الأعرج وعبده وازن.