أكد أستاذ القانون الدولي العام بجامعة البحرين وعضو مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية د.خليفة الفاضل أن مبادرة التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية تمثل أسوأ كابوس تواجهه إيران، لأن الحرب على الإرهاب معركة شاملة وغير محدودة تشمل وكلاء إيران بالشرق الأوسط، وهم حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وجماعات بالبحرين والمنطقة الشرقية بالسعودية.
وأوضح د.الفاضل، هو كاتب وأكاديمي في مقالة له بصحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية، أن دول مجلس التعاون الخليجي والقادة العرب اتخذوا القرار الصائب بإعلان المبادرة الهامة لمحارب الإرهاب.
وقال إنه منذ فترة طويلة ظلت دول العالم تطالب الدول العربية بالقيام بدور قيادي في مكافحة الأعمال الإرهابية، وتم الآن تجميع 34 دولة عربية وإسلامية في إطار تحالف دولي تقوده السعودية لفعل ذلك أساساً، وفتح جبهة رئيسة هامة في الحرب على الإرهاب.
وتابع د.الفاضل، في سطور مقالته، أن التحالف العربي والاإلامي ضد الإرهاب شكل «أسوأ كابوس تواجهه إيران» في هذه الآونة، لاسيما وأنه يأتي امتداداً لما اتخذته الدول العربية من إجراءات جادة ضد الإرهاب الأيديولوجي العالمي الصادر من واحدة من أكثر الدول الراعية له في العالم وهي إيران، وقد اتخذت هذه الإجراءات انطلاقاً من قرار مجلس الامن الدولي رقم 1373، الذي صدر في أعقاب الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001.
وأشار إلى انه عندما أظهرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدم التعاون أو الاهتمام بالمنطقة، فإن دول مجلس التعاون الخليجي والقادة العرب اتخذوا القرار الصائب بإعلان هذه الحملة الواسعة لمحاربة الإرهابيين، وهي معركة شاملة وغير محدودة ضد وكلاء إيران في الشرق الأوسط، وهم حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وجماعات في البحرين والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.
ولفت إلى أنه بالعودة للماضي القريب نجد أن الحرب على العراق أدت إلى انتصار إيراني، وهذه النتيجة هي تطبيق عكسي لأطروحة فرانسيس فوكوياما في كتابه: «نهاية التاريخ والإنسان الأخير»، فبدلا من الاحتفال بالخطوة الأخيرة من التطور السياسي في أعقاب سقوط نظام البعث، أدى الفهم المعاكس للديمقراطية « إلى «تعصب ديني» أو «عدم تسامح ثيوقراطي».
ونوه إلى أن النظام الإيراني ووكلاءه بالمنطقة نظروا للديمقراطية كوسيلة للوصول إلى السلطة من أجل تحقيق حلم ولاية الفقيه في العراق، وكان المخطط أن يتم تطبيق النموذج العراقي في أماكن أخرى، ففي عام 2011 قامت تحركات ترعاها إيران في البحرين لكن هذه الحركة الثيوقراطية فشلت تماماً، بعد أن قدمت قوات درع الجزيرة بدول مجلس التعاون الخليجي لتقديم الدعم والمساندة للبحرين من أجل إحباط هذا المخطط وإنقاذ البحرين من العودة إلى عصور القرون الوسطى.
وأشار الكاتب إلى أنه بالنسبة لتنظيم ما يسمي بـ «حزب الله» الإرهابي في لبنان، والذي يمثل أهم أذرع إيران في المنطقة، فقد قام بتدريب المسلحين والخلايا الإرهابية في منطقة الخليج العربي لعدة سنوات، وقد كان هذا الحزب الإرهابي الأداة غير الحكومية لزعزعة الاستقرار في المنطقة حيث كان وراء عدد من الصراعات ضد القوى الغربية، بالإضافة إلى حربه الطائفية في سوريا.
أما في العراق، فيشير الكاتب في مقاله، إلى أن حزب الدعوة المدعوم مباشرة من قبل النظام الإيراني قد أيد علناً الميليشيات الطائفية وأدى في النهاية إلى فشل الدولة العراقية حيث إنها لم تفعل شيئاً لمنع صعود تنظيم «داعش» الإرهابي بعد عزل السنة في شمال البلاد.
وفيما يخص اليمن، لفت الكاتب إلى أن الدعم الإيراني للحوثيين مثل فصلاً هاماً في «الصدمة» الطائفية في المنطقة، حيث أدت الإطاحة بالحكومة الشرعية اليمنية من قبل ميليشيا الحوثي المتعصبة إلى عدم الاستقرار في المنطقة، وكان يمكن أن يمثل خطراً وشيكاً على السلم والأمن الدوليين لو لم تتدخل القوات التي تقودها المملكة العربية السعودية قبل عام، مما أدى إلى عملية تبادل الأسرى الأخيرة ومحادثات السلام.
وانطلاقاً من ذلك يؤكد الكاتب في مقالته أن هذا النصر الواضح للحملة التي يقودها العرب ضد الإرهاب المدعوم إيرانياً هو نموذج يحفز العرب للمضي قدماً في إجراءاتهم الموحدة، وسوف تتتالى الانتصارات ونأمل أن تتم هزيمة الإرهاب في النهاية.
وأشار د.الفاضل إلى أنه كانت لإيران دائماً طموحات إقليمية في منطقة الخليج العربي، فاحتلالها للجزر الإماراتية الثلاثة في بداية السبعينات من القرن الماضي يرمز لموقفها العدواني، وقد استمرت تلك الأطماع في البحرين من خلال استغلال السكان الشيعة، وقد بدأ ذلك بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها عدد من العناصر المدعومة إيرانياً في عام 1981.
وأشار إلى أنه حلم آية الله الخميني في تصدير «الثورة الإسلامية» تأجل بسبب الحرب بين إيران والعراق في ثمانينيات القرن الماضي، وأظهرت أحداث عام 2011 في البحرين أن الهدف الرئيس وراء التحرك الذي شارك فيه مكون شيعي أساساً هو تحقيق حلم الزعيم الروحي الراحل.
أما دعوات حقوق الإنسان والديمقراطية فقد كانت فقط وسيلة وشماعة لتحقيق الأهداف الروحية والفلسفية للخميني في نهاية المطاف، مشيراً إلى أن الهدف كان أن تسبح الثورة الإسلامية على أمواج الربيع العربي، لكن كل ذلك توقف الآن.
وأكد الكاتب في ختام مقاله أن الحرب العربية والإسلامية التي تقودها السعودية ضد الإرهاب ستضع حداً للمد الإيراني الثنائي المتمثل في الإرهاب والتعصب، وسيجعل المنطقة والعالم أكثر أمناً للناس من جميع الأديان.