نظمت مجموعة الحركة الفنية ورشتها الفنية الثانية بعنوان «فنجان من الفن» «Cup of Art»، بمشاركة هواة الفن التشكيلي، والراغبين في اكتشاف مواهبهم الفنية ليعبروا عن ذاتهم من خلال الألوان، تحت إشراف الفنانين المحترفين: عدنان الأحمد وجعفر العريبي وعلي البزاز.
وأكدت العضو المؤسس للمجموعة مي العلوي أن الفن عالم جميل تنطلق من خلاله الروح لتترجم أحاسيس الفنان وتصبها في قالب مفعم بالروعة، وعندما يكون الرسم بهذا القدر من الحرية دون الاضطرار للخضوع لمبادئ أو قوانين أسلوب فني محدد، يصبح الوقت الذي يقضيه الإنسان في الرسم بمثابة جلسة تأمل عميقة تثري لحظاته بما يهوى، كفنجان القهوة تماماً. وأوضحت أن «كب أوف آرت» هو عبارة عن مبادرة أطلقتها مجموعة من الفنانين الذين يؤمنون بأن الفن حق للجميع وليس حكراً على من يتمتعون بالملكة الإبداعية الاحترافية، حيث لا يخلو أي إنسان من الحس الفني المرهف وإن لم يكن هذا الحس بادياً بوضوح، مشيرة إلى أن حركة «كب أوف آرت» تؤمن بأن مجتمعنا المحلي يمثل حضارتنا الإنسانية، وهو بحاجة إلى المزيد من تداول الفن لتتجلى من خلاله مزيد من الإبداعات والابتكارات، فالفن بكل أطيافه متنفس أصيل لا يقتصر على أحد، والطاقات التي تزخر بها النفس هي التي تعرف الإنسان وتعبر عن هويته وإرثه الحضاري.
وقالت نشعر كمؤسسي حركة «Cup of Art» بأننا مطالبون بأداء دورنا نحو الآخرين، فمسؤوليتنا نحن وكل الفنانين أن ننقل خبراتنا وشغفنا، لنبين للجميع أن الفن أثمن من أن يهمل في ظل مشاغل الحياة، ويجب أن يوضع في مكانه الصحيح كممارسة إبداعية من شأنها التخفيف من وطأة ضغوطات الحياة وتعقيداتها، ونرى أنه لا داعي لوضع اشتراطات معقدة لتقييم الفن وتحديد مستواه ومدى أحقيته لتطلق عليه صفة الإبداعية من عدمها، فالفن إبداع يعبر عن جمال روح من أبدعه.
وشددت على أن للألوان واستخدام الأدوات الفنية قدرة هائلة على الإلهام، حيث يصبح المشارك في فترة زمنية قصيرة نسبياً قادراً على ابتكار لوحته وتجسيد فكرته بإبداع فردي يميز طابعه عن الآخرين فلكل منا لمسته الشخصية وأسلوبه المميز. لاسيما أن الأجواء مُهيئة بعناية ليسرح فيها الخيال لملء مساحة اللوحة الفارغة بكل ما يشعر به من يخوض هذه التجربة الممتعة. ويتم خلال الورش الفنية لـ « كب أوف آرت» توفير كافة الأدوات اللازمة للرسم كالريش والألوان واللوحات والبيئة الملهمة لتتكامل التجربة الفنية التي تأخذ بأيدي المشاركين ليتعرفوا على هويتهم الفنية وأسلوبهم المفضل، وذلك في مقابل رمزي، والمجال مفتوح للأفراد العاديين الذين قد يكونون من محبي الفن أو متذوقيه، وإن كانوا بلا أية تجارب فنية سابقة، كي يساعدهم الفريق والفنانون المشرفون على التغلب على رهبتهم من الألوان والمساحات الخالية، ليقوموا بمزجها دون تقيد بأية طرق أو أساليب، والاستمتاع أثناء ابتكار أساليبهم الفنية الخاصة، مهما كانت بسيطة.