ينطلق اليوم برعاية كريمة وسامية من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مهرجان التراث السنوي في نسخته الرابعة والعشرين، في خيمة خاصة إلى جانب متحف البحرين الوطني بعنوان «موجات صوتية من بحريننا»، فيما ستفتح الأبواب للجمهور في السادسة مساء.
وتأتي الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لمهرجان التراث تأكيداً على أهمية التراث والهوية المحلية في الارتقاء بالمشهد الثقافي البحريني، إذ أولى جلالته للمهرجان عنايته الخاصة، وشرفه بالرعاية منذ انطلاقته الأولى في عام 1992، انطلاقاً من رؤية حكيمة تستثمر التراث في تعزيز المنجز الإنساني البحريني وصناعة مرتكز للانطلاق نحو آفاق المستقبل.
وتعمل هيئة البحرين للثقافة والآثار، التي تنظم المهرجان حتى تاريخ 21 أبريل الجاري يوميا من الرابعة وحتى التاسعة مساء، على استحضار عدد من ملامح التراث البحريني المرتبطة بمهنة صيد اللؤلؤ وما يتعلق بها من ممارسات اقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها من عناصر التراث غير المادي كالأغاني التقليدية والتراثية.
ويركز المهرجان بشعاره الذي يدمج ما بين أمواج البحر وموجات الصوت التي حملت الذاكرة الإنسانية البحرينية إلى الحاضر، على عنصر «الصوت»، كونه يشكل أداة يمكن من خلالها استعادة مشهد البحر وصناعة اللؤلؤ والتراث غير المادي المرتبط به. وسيكون الجمهور على موعد مع أربعة أعمال فنية تركيبية في وسط خيمة المهرجان تعبّر بعناصر بصرية وسمعية عن مراحل مختلفة من حياة البحارة وأهاليهم وهي: مرحلة تجهيز السفينة والرّكبة (وهو يوم وداع البحارة والغواصين)، مرحلة الإبحار، مرحلة الانتظار وحياة النساء على اليابسة وأخيراً مرحلة القفال (يوم عودة البحارة إلى ديارهم).
ويصاحب كل عمل تركيبي عرض سمعي للأصوات المرتبطة بكل مرحلة من المراحل، من فنون شعبية وقصائد مغناة مثل (السنكني، التقصيرة، الميداف، الرحى، توب توب يا بحر) وغيرها.
وينتظر أن يلتقي زوار المهرجان، ومن أجل تعزيز التجربة الثقافية، وجهاً لوجه مع نخبة من أمهر الحرفيين من البحرين وهم يزاولون أعمالهم ويعرضون منتجاتهم.
ومن بين الحرف اليدوية التي ستتواجد في مهرجان التراث (النقدة، صناعة السلال، صناعة القوارب، الخط العربي، الكورار، ورق النخيل، الفخار، الصناديق المبيتة، الآلات الموسيقية والنسيج). كما سيكون الجمهور على موعد مع السوق في داخل الخيمة التي تكرس المنتج البحريني الأصيل، فيما ستتواجد محلات عديدة تقدم منتجات كالقهوة، التمور، العطور، مياه اللقاح، الأقمشة، الإكسسوارات، الحلويات التقليدية وغيرها من المنتجات البحرينية العصرية والفنية التي تعمل على إنتاجها اليد البحرينية المبدعة. وتثري أجواء المهرجان عروضٌ موسيقية بحرينية أصيلة لفن الفجيري وفن الصوت والليوة وغيرها بين الساعة 4 و9 مساء، تقدمها فرق تراثية كفرقة محمد بن فارس، الفرقة الموسيقية للشرطة، فرقة قلالي للفنون الشعبية، دار بن حربان، دار الحد وشباب البورشيد، فرقة سامي المالود للفنون الشعبية، دار الرفاع الصغيرة، فرقة قلالي للفنون الشعبية وفرقة إسماعيل دواس.
ويقدم المهرجان للأطفال والصغار، ركناً خاصاً وبرنامجاً حافلاً بالعديد من الأنشطة الممتعة وورش العمل. حيث يكون الأطفال يومياً على موعد مع مسرح العرائس ونشاط «حزاوي من التراث»، كما ستقدم أنشطة يومية كالتلوين على الوجوه، ركن التصوير وصناعة الحلي وتلوين الرسوم التراثية.
ويشمل المهرجان ورش عمل متخصصة في جدول خاص على مدى أيام المهرجان، يتعلم من خلالها الأطفال مهارات جديدة في مواضيع مختلفة مثل (طباعة ثوب النشل، التشكيل بالصلصال، صناعة الدمى الشعبية، «زين صندوقك»، صناعة سلة الغوص، صناعة الآلات الموسيقية، تصميم حوض السمك، ورشة عمل إعادة التدوير، ابتكار القصص التراثية، صناعة القوارب) وغيرها. فيما لم يغفل المهرجان عن تقديم الوجبات البحرينية التي سوف تُغني حاسة التذوق لدى الزوار عبر تقديم الشاي، الحلوى، المثلجات، الحلويات التقليدية والمشروبات الباردة والساخنة وغيرها من الأكلات التقليدية الأصيلة.