القاهرة - (وكالات): أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه «لا يمكن أن يتنازل عن أرض مصر أو ذرة من ترابها، كما أنه لا يمكن أن يطمع المصريون في أراضي الآخرين»، مشدداً على أن «جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان وقد أعدنا للسعودية حقها».
وتحدث الرئيس المصري أمام مجموعة من النواب والمسؤولين النقابيين والصحافيين عن مؤامرة يقف وراءها «أهل الشر» مؤكداً أنه «لا يفرط في ذرة رمل». وقال إن «مصر أعادت الجزيرتين للسعودية، لأنهما مملوكتان لها وهذا حقها وكان لزاماً على مصر أن تعيد حقوق الأشقاء ولم نخرج عن القرار الجمهوري الصادر في عام 1990 أي منذ 26 عاماً، والذي تم إيداعه في الأمم المتحدة»، في إشارة إلى قرار أصدره الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 1990 يرسم حدود مصر البحرية في البحر الأحمر ويخرج الجزيرتين من مياهها الإقليمية. وأضاف أنه «لا وثائق لدى أجهزة الدولة المصرية تثبت تبعية جزيرتي تيران وصنافير لمصر»، ولكنه ترك الباب مفتوحاً أمام البرلمان «لتمرير أو عدم تمرير» اتفاقية ترسيم الحدود البحرية.
وأكد أنه طلب من كل أجهزة الدولة الوثائق المتوافرة لديها حول الجزيرتين وأبلغته أنه «ليس هناك شيء» يثبت تبعيتها لمصر، مضيفاً «نحن لا نعطي أرضنا لأحد وأيضاً لا نأخذ حق أحد» مضيفاً أنه «لا يفرط في ذرة رمل». وقال «أرجو ألا نتكلم في هذا الموضوع مرة أخرى، لأنه من غير المعقول أن نتشكك في أجهزتنا وفي كل شيء حولنا».
لكنه أكد أن البرلمان المصري، الذي ينبغي أن يوافق على أي اتفاقيات تبرمها الدولة مع دول أخرى لتصبح سارية المفعول، «سيناقش الاتفاقية (...) ويمررها أو لا يمررها». واستهل الرئيس المصري كلمته بحديث عن مؤامرة حمل مسؤوليتها «لأهل الشر» وهو تعبير يستخدمه عادة للإشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأكد السيسي أن «أهل الشر لا يزالون يعملون وسيعملون ضد مصر، بهدف إحداث شقاق في النسيج المجتمعي للمصريين».
وسعى السيسي لتهدئة مخاوف المصريين من ارتفاع أسعار السلع الغذائية نتيجة ارتفاع العملة الصعبة قائلاً إن الأسعار لن ترتفع «مهما حصل للدولار». وتابع السيسي «عيوننا على الإنسان المصري اللي ظروفه صعبة، لن يحدث تصعيد في الأسعار للسلع الأساسية، مهما حصل للدولار، الجيش مسؤول والدولة مسؤولة معايا، وعد إن شاء الله».
وتطرق السيسي الى مقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني الذي اختفى في 25 يناير الماضي ثم عثر على جثته وعليها آثار تعذيب في 3 فبراير الماضي ملقاة على جانب طريق صحراوي في القاهرة. وقال «نحن من صنعنا الأزمة في هذه القضية» مضيفاً «بمجرد أن تم الإعلان عن مقتل ريجيني البعض منا اتهم الأجهزة الأمنية المصرية بالتورط في هذه الجريمة، وشبكات التواصل الاجتماعي تحدثت عن ذلك، ونقل كثير من الإعلاميين عنها، ومن يتابع من الخارج ما يحدث في مصر صدق هذه الرواية بسبب تناولنا لها».