واشنطن - (وكالات): اتهم تقرير رسمي الشرطة في مدينة شيكاغو الأمريكية بالعنصرية، وقال فريق العمل الذي شكل في أعقاب غضب شعبي بسبب تكرار حوادث إطلاق النار من جانب الشرطة، إن بعض الضباط «لا يضعون في الاعتبار قدسية الحياة عندما يتعلق الأمر بالأشخاص ذوي البشرة الداكنة». واندلعت تظاهرات حاشدة في شيكاغو احتجاجاً على عنصرية الأمن الأمريكي تجاه السود بينهم أطفال ومراهقين، استخدمت خلالها الشرطة القوة المفرطة والعنف، واعتقال مشاركين في التظاهرات.
ووجد التقرير أن 74% من مئات الأشخاص الذي أطلق عليهم ضباط الرصاص في السنوات الأخيرة كانوا أمريكيين من أصول أفريقية، على الرغم من أن السود لا يمثلون سوى 33% من سكان المدينة. يأتي ذلك في وقت حذرت أمريكا من أن الحكومات حول العالم تقمع الحريات الأساسية، وذلك في تقرير انتقدت فيه عدداً من البلدان بينها دول حليفة، ما يظهر ازدواجية واشنطن وتناقضها في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان وقمع الحريات. وقال الفريق إن الشرطة مارست التمييز ضد السود وذوي الأصول اللاتينية عن طريق استخدام القوة المفرطة والالتزام بالصمت. وأصدر الفريق تقريراً يطالب بأكثر من مائة تغيير جذري.
ووجد التقرير أن 74% من مئات الأشخاص الذي أطلق عليهم ضباط الرصاص في السنوات الأخيرة كانوا أمريكيين من أصول أفريقية، على الرغم من أن السود لا يمثلون سوى 33% من سكان المدينة.
وقال ملخص التقرير، الذي صدر بتكليف من عمدة شيكاغو رام ايمانويل، إن هناك ما يبرر الخوف وانعدام الثقة في إنفاذ القانون بين الأقليات.
وأدى إطلاق ضابط أبيض النار على مراهق أسود يدعى لاكوان ماكدونالد إلى إثارة احتجاجات حاشدة في شيكاغو.
وتعهد رئيس الشرطة الجديد لمدينة شيكاغو، إيدي جونسون، وهو من أصل إفريقي، بالقضاء على العنصرية داخل الشرطة.
وقال للصحافيين بعد أداء القسم «لدينا عنصرية في الولايات المتحدة، ولدينا عنصرية في شيكاغو، لذا فمن المنطقي أن يكون لدينا بعض العنصرية في شرطتنا. وهدفي هو القضاء على ذلك».
ويعد قسم شرطة شيكاغو هو ثالث أكبر قسم في الولايات المتحدة.
ووصفت لوري لايتفوت، التي ترأست فريق العمل، التقرير بأنه «خطة للتغيير»، وحثت الشرطة والمسؤولين في المدينة على إقامة علاقة أفضل مع المواطنين.
وأضافت «نحن على علم بحالة الألم والغضب والإحباط التي يشعر بها الناس في جميع أنحاء المدينة، وهو شيء يجب أن نتفهمه ونحترمه. ولابد من معالجة هذا الأمر إذا كنا نريد التحرك للأمام».
ووصف فريق العمل المعني بمحاسبة الشرطة هيئة المراجعة المستقلة، التي تحقق في سوء السلوك، بأنها «مصابة بكسر بالغ»، وأوصت باستبدالها بـ»هيئة تحقيق شرطية مدنية جديدة وشفافة تماماً وخاضعة للمساءلة».
وقال ايمانويل «ليس هناك شك في أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به»، مضيفا أن «الناس يجب أن يكون لديها ثقة في الهيئة التي تحقق في سلوك الشرطة».
وأظهرت الأرقام الصادرة الشهر الماضي أن معدل جرائم القتل في شيكاغو ارتفع بنسبة 84 % خلال الأشهر التسعة الأولى من 2016 مقارنة بالعام الماضي.
وشهدت المدينة 575 حالة إطلاق نار و125 جريمة قتل حتى 20 مارس الماضي مقارنة بـ 290 حالة إطلاق نار و68 جريمة قتل في الفترة نفسها من عام 2015.
وتولى جونسون، الذي يتمتع بخبرة طويلة على مدى 27 عاماً، منصب رئيس الشرطة في المدينة وسط غضب شعبي بسبب إطلاق ضابط أبيض النار على مراهق أسود يدعى لاكوان ماكدونالد.
وأثارت هذه الحادثة احتجاجات لعدة أيام، وهو ما دفع وزارة العدل الأمريكية إلى فتح تحقيق في حوادث إطلاق النار من قبل شرطة شيكاغو.
في المقابل، كانت واشنطن حذرت من أن الحكومات حول العالم تقمع الحريات الأساسية، وذلك في تقرير انتقدت فيه عدداً من البلدان بينها دول حليفة.
وقال وزير الخارجية جون كيري في مقدمة التقرير السنوي حول حقوق الإنسان إن التعديات على القيم الديمقراطية تشير إلى «أزمة حكم عالمية».
وأضاف «في كل بقعة من العالم، نرى اتجاهاً متسارعاً من الجهات الحكومية وغير الحكومية لإغلاق الفضاء أمام المجتمع المدني، وخنق وسائل الإعلام وحرية الإنترنت، وتهميش الأصوات المعارضة، وفي الحالات القصوى، قتل الناس أو حملهم على مغادرة منازلهم».